فوجئ العديد من المستثمرين بالعمليات البيعية التي شهدها الذهب يوم أمس بعد أن تراجع إلى ما دون 1200$ للمرّة الأولى منذ مارس/آذار 2017. وينظر إلى الذهب كأكثر ملاذ آمن في أوقات الاضطرابات، فلماذا لم يحصل ذلك هذه المرّة أيضاً؟ لقد كان هذا المعدن النفيس في مسار هابط منذ وسط أبريل/ نيسان وقد خسر 12% عن أعلى مستويات وصل لها في 2018 بعد أن تمكّن الدولار الأميركي من تحقيق القوّة مقابل كل عملات الأسواق الناشئة. وقد أظهر الذهب معامل ارتباط وثيقاً مع عملات الأسواق الناشئة ولاسيما اليوان الصيني. ويعود السبب الأساسي في ذلك إلى أن الأسواق الناشئة هي أكبر مستهلك للذهب العيني وتحديداً الصين والهند. وكلما تراجعت هذه العملات أكثر، كلما كانت القوة الشرائية للمستهلكين أقل، وطالما أنّ المستثمرين يعتقدون بأننا لن نرى أزمة مشابهة لما حصل في 2008، فإنّ الدولار والين سيظلان الملاذين الأكثر أمناً. ولكن في اللحظة التي يعتقد المستثمرون فيها بأنّ الوضع سيخرج عن السيطرة، وأنّ الاقتصاد العالمي سيدخل في ركود عميق، فإنّ الشهية إلى الذهب ستعود.