نستمر في التحقق من حالة الشعور العام السائد في سوق السلع، طالما تنفر الولايات المتحدة من إبرام اتفاقية اقتصادية مع الصين، وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة التي شهدها سوق الطاقة، وسلع: (NYSE:البالاديوم)، الكاكاو ، القمح ، الماشية الحية، وما يمكن لتلك الأسعار أن تفعله من تشجيع للمستثمرين للسعي خلف الأرباح في تداولات معينة.
يفصلنا عن إتمام الربع الثالث من العام الجاري شهر واحد فقط، وتتنامى المخاوف من انضمام كندا إلى اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية، بعد مرور يوم الجمعة الماضية، وكان هذا التاريخ هو الموعد النهائي للوصول إلى اتفاق. وصدرت بعض التقارير من جراء ذلك التأخير، تذكر بأن المحادثات الثنائية سوف تستمر يوم الأربعاء، وساهمت تلك التقارير في تخفيف القليل حول استبعاد أوتوا تمامًا من اتفاقية التجارة التي أعلنتها المكسيك والولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وظل الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة بعيد المنال في عطلة نهاية الأسبوع، رغم امتلاك ذلك الاتفاق قوة تستطيع تغيير طرق تحركات وتفاعلات سوق السلع. والأمر الذي زاد الطين بلة، هو صدور تقرير يشير إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مستعد لتنفيذ خطته القاضية بفرض تعريفات بقيمة 200 مليار دولار على البضائع الأمريكية، مخاطرًا بإمكانية رد الصين بتعريفات انتقامية هي الأخرى.
ويوجد على المفكرة الاقتصادية لهذا الأسبوع، أرقام الوظائف الأمريكية لشهر أغسطس، وهي البيانات الرئيسية التي يحتاجها المستثمر، ويبلغ النمو المتوقع 191,000، مقابل 157,000 المسجل في يوليو.
بنهاية الصيف، هل خسر النفط الخام أم ربح؟
بعيدًا عن مخاوف الحرب التجارية، نرى ثيران الطاقة (مضاربي الصعود) نالوا أوقات سعيدة الشهر الماضي، وكذلك خلال أداء الأسبوع الأخير من شهر أغسطس.
أنهت أسعار النفط الخام، بقيادة خام برنت، شهر أغسطس بارتفاع 2%، وجاء ذلك الارتفاع على خلفية تجدد تراجع المعروض عالميًا، والذي يمكن أن نراه من فرض الولايات المتحدة لعقوبات على صادرات النفط الإيرانية والتي تبدأ في نوفمبر. عاد خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى 70 دولار للبرميل، ورغم أنه انخفض في بداية تداولات سبتمبر. ارتفع الجازولين إلى مستوى 2 دولار للجالون.
يقول ماثيو توتل أن: "تنبأ العديد منذ شهر يونيو، أن أسعار النفط ستنخفض في أواخر 2018 وخلال 2019،" يعمل توتل في Tuttle Tactical Management، وهو مدير أصول من كونتيكيت، يشرف على حوالي 550 مليون دولار من صناديق التداولات، التي لها صلة بالطاقة من بين أشياء أخرى.
تحول الشكل السلبي للنفط بعد انهيار الاتفاق الذي عقده أوباما مع إيران حول برنامجها النووي، كما توجد مجموعة أخرى من العواقب العالمية التي تدفع الأسعار للأعلى، كما يذكر توتل. ويضيف: "يمكن أن يتسبب انهيار فنزويلا إلى زيادة الأسعار لتصل إلى 100 دولار للبرميل، بناءًا على الأحوال المناخية هذا الشتاء. كما يمكن أن يزداد الفارق بين سعري خام غرب تكساس الوسيط، وخام برنت، ويتسبب هذا في زيادة أسعار الغاز هذا الشتاء."
مكثت أسعار الغاز الطبيعي مبتعدة عن مستوى 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما رفع المدراء الماليون رهاناتهم الإيجابية على الوقود، قبل أن تصدر التقارير المشيرة إلى أضخم نمو للمستودعات في شهرين.
على الجهة الأخرى، دببة الطاقة لديهم حجج مضادة تشير إلى استمرار التراجع في أسعار الخام الأمريكي هذا الأسبوع، ويمكن لأسعار الجازولين هي الأخرى أن تهبط أدنى مستوى 2 دولار للجالون. فيشير الدببة (مضاربو الهبوط) إلى نهاية ذروة الصيف، والتي تنتهي بإجازة عيد العمال يوم الاثنين، وكيف سيؤثر ذلك على طلبات التكرير للنفط الخام، وكذلك على الاستهلاك المباشر للجازولين.
يمكن أن يتراجع الغاز الطبيعي هو الآخر مزيدًا من التراجع، مبتعدًا عن مستوى 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في حال هبطت درجات الحرارة عن المستويات المتوقعة لها، وبهبوط درجات الحرارة يتراجع الطلب على غاز تشغيل مكيفات الهواء.
دعت الإشارات التقنية لـ Investing.com لإشارات "شراء قوي" للنفط الخام الأمريكي، لأننا نرى المستوى الثالث من مقاومات فيبوناتشي عند 71.05 دولار. بيد أن الجازولين كانت إشارته "بيع قوي"، لأننا نرى أقوى مقاومة عند 2.0242 دولار للجالون. أمّا للغاز الطبيعي فكانت الإشارة هي البقاء على الحياد.
احذر لمعان البالاديوم
أنهى الذهب شهره الخامس منخفضًا في أغسطس، وهي سلسلة خسائر للذهب تشابه تلك الحادثة في 2013، واستمر البالاديوم في التفوق، وكونه مميزًا لمستثمري المعادن الثمينة.
يستخدم البالاديوم في تنقية انبعاثات المحركات التي تعمل بالجازولين، وتحول مساره بعد شهرين متتاليين من الخسارة، ليستقر يوم الجمعة عند ارتفاعات 10 أسابيع، لسعر 980.30 دولار، مزودًا مستثمريه بأرباح 5%. بينما أشارت القراءات التقنية اليومية على Investing.com على إشارات "شراء قوية" للبالاديوم، فمن المتوقع أن نرى المستوى الثالث لمقومات فيبوناتشي عند 987.97 دولار فقط، فلا مجال لديه لصعود أبعد من ذلك.
تعتقد ADM هي الأخرى بوجود مخاطر للتمسك ببالالديوم، وتنامي تلك المخاطر، خاصة مع ما قد ينتج من الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، من تعريفات ثقيلة على مجال صناعة السيارات. وقالت ADM في مذكرة ما قبل نهاية الأسبوع التي تصدرها: "من الحماقة الاعتقاد بأن أسعار البالاديوم سوف تستمر في الأعلى في حال كانت انطرحت آمال الاتفاق التجاري أرضًا." "فالمستوى 950 دولار، أضحى الخط الوهمي الفاصل بين مقاومة الثيران/الدببة."
الكاكاو: استمرار الأرباح
سيكون سوق الكاكاو من أهم الأسواق التي يجدر مراقبتها بعد أن حقق أرباح 14% خلال شهر أغسطس، وهو التحرك الأكبر في كافة سوق السلع.
تستمر السلعة المستخدمة في الحلويات، والمشروبات في إصدار إشارة "شراء قوي" على البيانات التقنية اليومية لـ Investing.com. ونرى المستوى الثالث من المقاومة لفيبوناتشي عند 2,284 دولار للطن، مقابل استقرار السعر يوم الجمعة عند 2,333 دولار، مما يشير إلى احتمالية الصعود للأعلى لما يقارب 50 دولار. ويذكر بيتر موسى من RJO للعقود الآجلة، أنه رغم ذلك يبدو أن الكاكاو: "يعطي إشارة تشبع بيعي، سيكون هناك أساسيات تكفي للقلق حول كمية المحصول على المدى الطويل."
فبينما تتسم الأخبار بتوازن العرض/الطلب في إقليمي غرب أفريقيا، بأنها متقلبة، يوجد فرصة محدودة تشير إلى أن الإنتاج سوف يعوض عن خسائر المحصول التي شهدناها في وقت سابق من هذا الموسم. ويضيف موسى: "لو بدأت إعاقات التنقل في التأثير على المناطق التي تزرع الكاكاو، وعجزوا عن نقل السلعة، سيكون لهذا تأثير منعكس على المدى القصير." "ويمكن أن نضيف الأحوال الاستثنائية للطقس لتلك المعادلة. وبالتالي يكون المستوى السعري الذي نستهدفه في تلك الحالة 2,400 دولار."