صدّرت الولايات المتحدة ما قيمته 35 مليون دولار من الذرة إلى المكسيك في عام 19993، وذلك العام السابق على انعقاد اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية (نافتا). وصلت التعريفات بعد 23 عام من ذلك التاريخ بين البلدين إلى صفر، وباعت الولايات المتحدة ما قيمته 2.6 مليار دولار من الذرة إلى أكبر سوق أجنبي، كما ذكرت جريدة HighPlains/Midwest AG في طبعة يوم الاثنين.
يجدر ذكر تلك الإحصائيات، لأنها تطرح سؤال واحد، وهو: هل تستمر الذرة الأمريكية على نفس النهج بعد انعقاد الاتفاقية الجديدة التي أعلنت عنها البلدان الأسبوع الماضي، والتي تشكل اتفاقية نافتا جديدة بدون كندا؟ (إذا لم تتمكن أوتوا من الانضمام إلى تلك الاتفاقية)، تكون الإجابة على ذلك السؤال مانحة لبعض الراحة لهؤلاء الذين يسعون خلف توافق على الجانبين الأساسي والتقني للذرة.
يشك القليلون في أن الولايات المتحدة ستعود إلى أن تصبح أكبر مصدر للذرة بالنسبة للمكسيك، حالما استطاعت إدارة ترامب الوصول إلى اتفاق حول سياسات التداول مع العالم. وفرضت المكسيك تعريفات على الذرة الأمريكية، وفول الصويا، وتشتري المزيد من تلك المحاصيل من مصدرين آخرين، مثل: البرازيل، والأرجنتين، وذلك قبل إعلان الاتفاقية الثنائية الجديدة الأسبوع الماضي.
حافظ على مراكزك قصيرة
يجادل البعض بأن العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والمكسيك لن تعود لسابق عهدها مباشرة، وتدفع القمح بناءًا على الأسباب الأساسية. وقال مايك سييري في تعليق له في وقت متأخر من الأسبوع الماضي: "يظل سوق الحبوب في العموم حوله مناخ تشائم، بينما نتجه الآن إلى موسم المحصول، خلال الأسبوعين القادمين، ويضع هذا ضغطًا على الذرة،" يعمل سييري في Seery Futures في إيلينوي.
قال سييري: "لدينا معروض وافر على مستوى العالم" في الذرة، ويتوقع أن "تقرير وزارة الزراعية الأمريكية الشهري، الصادر يوم 12 سبتمبر، أن يكون متشائمًا، لأن المحصول يبدو أكبر من المتوقع بمرور كل شهر،" ويستخلص من هذا:
"لو كان مركزك قصير، في رأيي، أن تستمر على هذا الوضع، لأنه ما زالت هناك مساحة تسمح للهبوط... ولكن، يمكم أن يهدأ التقلب، لأن هذا التأثير العام لموسم الحصاد على أسعار النفط. وما زالت أرى أن سعر البوشل سيكون ما بين 3.00 دولار/3.25 دولار في أكتوبر القادم."
وتعاكس نصيحة سييري القراءات التقنية لـ Investing.com’s، والتي تعطي إشارة "شراء قوي" على الذرة. ارتفع سعر العقود الآجلة لشهر ديسمبر الأمامي 3% على بورصة شيكاغو التجارية، ليلمس السعر مستوى 3.6625 دولار في جلسة ما قبل يوم الثلاثاء للتداول الإلكتروني. وتظهر قراءات Investing.com إشارة بيع قوي في حال وصل الذرة إلى المتوسط المتحرك لـ 100 يوم عند سعر 3.7032 دولار.
وجهة نظر أخرى: الانتظار
يرى البعض أن ارتفاع الأسعار يوم الجمعة ليس أكثر من نشاط نهاية الشهر لصناديق التحوط الضخمة. ويقول أوليفر سلوب: "على الرغم من تحرك السعر البنّاء، إلا أننا مترددين حيال وصول السعر إلى قاع،" يعمل سلوب في Blue Line Futures، مقرها شيكاغو. "نريد مصادقة السوق، ولكن علينا أن نتداول على الوضع الذي لدينا، وليس ما نرجوه."
قال سلوب أنه كان ليصبح أكثر تفاؤلًا لو تمكن ثيران الذرة من تجاوز مقاومة سعر 3.70 دولار.
"لو تمكن الثيران من تحقيق إغلاقات متعددة فوق تلك المقاومة، عندها سيكون من الممكن البدء في رؤية شرارة تغطية المراكز القصيرة مرة أخرى... وتحول انحيازنا من سلبي إلى سلبي/محايد في منتصف الأسبوع، بيد أننا بحاجة لرؤية المزيد من السوق، لإثارة الحماس."
ويتفق شون هاكيت مع هذا أيضًا، ويعمل هاكيت في Hackett Financial Advisors، شركة استشارات للأسواق الزراعية، في فلوريدا.
لا نتحصل على أي إشارات تدل على وصول الأسعار في أي وقت قريب لقاع، ويقترح أن"الأسعار المتراجعة تستمر في سبتمبر،" كما كتب هاكيت في مذكرة قريبًا. "تظل الأساسيات على المدى الطويل في حالة جيدة جدًا، ولكن نحتاج إلى وقت طويل بعد المحصول الكبير الذي سيخرج من الولايات المتحدة، قبل أن نرى أي ارتفاع جديد في أسعار الذرة."
وحذر هاكيت من أنه في ضغط موسم الحصاد، يمكن أن يصل الذرة إلى مستويات شهر يوليو، عند 3.2975 دولار. وقال: "نحاول هضم فكرة تزكية شراء الذرة للمستخدمين النهائيين، والمستثمرين، ولكننا سنظل متسمين بالصبر لحين الحصول على إشارة شراء واضحة." "الآن، السوق للمراقبة، وليس المشاركة."