سجلت الصين إنخفاضاً في الأسهم الآسيوية وإنخفض سعر اليوان في الوقت الذي قيم فيه المستثمرون آخر خطوة قام بها بنك الشعب الصيني لتخفيف السياسة النقدية, وخفض البنك الصيني معدلات الإحتياط بالنسبة لبعض المقرضين بمقدار نقطة مئوية واحدة وهو التخفيض الرابع هذا العام. حيث يسعى صناع السياسة إلى دعم الإقتصاد وسط حرب تجارية متفاقمة.
إنخفض اليوان عند 6.92 مقابل الدولار بنسبة 0.50% تقريباً بجلسات اليوم ليتداول بالقرب من أقل مستويات في أكثر من عامين, وإنخفض اليوان هذا العام بأكثر من 4.2% مقابل الدولار مع تراجع عملات الدول الناشئة. ساعد إرتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية في إرتفاع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية. بينما إنخفض الذهب بعد أن عزز الدولار مكانته كملاذ آمن.
خفض البنك الشعب الصيني نسبة الإحتياطي المطلوبة لبعض المقرضين بمقدار 1.0%, وهذا إعتباراً من 15 أكتوبر. فيما صرح البنك الشعبي الصيني إن هذا الخفض سيبلغ 1.2 تريليون يوان (175 مليار دولار) منها 450 مليار يوان لإستخدامها في سداد تسهيلات التمويل المتوسطة الأجل الحالية التي تستحق.
حيث سيبدأ خفض معدل الإحتياطى فى 15 أكتوبر وسيقلل من معدل الفائدة المتجددة للبنوك الكبيرة إلى 14.5% والبنوك الأصغر إلى 12.5%, ومن المتوقع أن تضخ هذه الخطوة حوالي 110 مليار دولار أمريكي أو 750 مليار يوان صيني في النظام المصرفي.
كان إرتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمثابة ضغط على الدين الصيني, وتعرضت أسهم هونج كونج لضربة قاسية الأسبوع الماضي. تحول البنك الشعبي الصيني إلى سياسات نقدية أقل مرونة هذا العام حيث هددت الآثار المشتركة للتنظيف المالي من بكين والصراع التجاري مع الولايات المتحدة على التوسع الإقتصادي.
هذه الخطوة هي جزء من حزمة التسهيلات الدفاعية لصانعي السياسة في الصين في ضوء الرياح المعاكسة لنمو الإئتمان الواسع والإعتدال الأكثر نشاطاً في سبتمبر, وقال في البيان إن البنك الشعبي الصيني سيواصل تبني سياسة نقدية حكيمة ومحايدة ولن يؤدي خفض معدل الإحتياطي هذا إلى ضغوط على قيمة اليوان.
كما سيطبق هذا التخفيض على البنوك التجارية الكبيرة والبنوك التجارية المساهمة والبنوك التجارية للمدن والبنوك التجارية الريفية غير التابعة للمقاطعات والبنوك الأجنبية وفقا للبيان.
الضغط الأمريكي مستمر والدولار يعزز مكاسبه!
كما يوجد الآن كل علامة على أن إدارة ترامب تنوي الإستمرار في الضغط على بكين على التجارة والجبهات الأخرى, وتواجه الصين حاجة ملحة لدعم الإقتصاد المحلي حتى لو كان ذلك قد يزيد من الضغط الهبوطي على العملة.
حيث ترامب يضر بمصانع الصين مع تضخم التحفيز وعلى الرغم من توقعات الإقتصاديين بتخفيض نسبة الإحتياطي الإضافية إلا أن تحرك يوم الأحد قد يقدم بعض التأجيل للمستثمرين في الأسهم والمستثمرين من ذوي الدخل الثابت.
عزز الدولار مكاسبه مع بداية جلسات هذا الأسبوع ليحقق أفضل بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أسابيع, وهذا في ظل القوة التي يشهده الإقتصاد الأمريكي وتشديد السياسة النقدية من البنك الفدرالي على العكس من البنك الشعبي الصيني. مما يعزز مكانته كملاذ آمن حيث ما زالت التوقعات تشير نحو تحرك البنك الفدرالي للمرة الرابعة برفع الفائدة في ديسمبر.
على الرغم من بيانات سوق تباطأ التوظيف في الولايات المتحدة في شهر سبتمبر بأكثر مما كان متوقعاً, وإنخفضت مكاسب الأجور بشكل طفيف. حيث هذا كان متوقع مع القراءة السلبية بسبب تأثير إعصار فلورنس. حيث أثر إعصار فلورنس على الأرجح على الأرقام خلال شهر سبتمبر فقد يستقر التوظيف في وتيرة أكثر إستدامة بعد موجة قوية دفعت الإقتصاد إلى الإقتراب من التوظيف الكامل.
بينما إنخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ 48 عاماً مما يدل على قوة سوق العمل الأمريكي, وعزز الإنخفاض في معدل البطالة التوقعات برفع أسعار الفائدة للمرة الرابعة من قبل الإحتياطي الفدرالي هذا العام وعدة مرات أخرى في عام 2019.
هذا مع تخفيضات الرئيس دونالد ترامب للضرائب على الوظائف, وحتى مع بقاء أجور العمال فاترة نسبياً والحرب التجارية مع الصين التي تشكل مخاطر. أما ما يخص النظرة الفنية للدولار يمكنك الإطلاع عليها في مدونة شركة أوربكس مقالتنا السابقة (هل تبدد بيانات سوق العمل مكاسب الدولار؟).
