ما السيناريو إذا نحجت محادثات البريكست؟

تم النشر 17/10/2018, 17:58

في ظل المناقشات الجارية للوصول إلى إتفاق البريكست ما بين المسؤلوون بالمملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي, وبالإضافة تباطؤ التضخم بالمملكة المتحدة نستطلع أثار ذلك على قرار بنك إنجلترا.

إنخفض معدل التضخم على أساس سنوي في المملكة المتحدة إلى 2.4% في سبتمبر من 2018 من 2.7% بالتقدير السابق في أغسطس, ودون توقعات السوق عند 2.6%. تعتبر هذه أدنى قراءة في ثلاثة أشهر, ويرجع ذلك أساساً إلى التباطؤ في أسعار المواد الغذائية والنقل والترفيه والثقافية وتراجع أسعار الملابس. مع ذلك, ما زال أعلى هدف بنك إنجلترا عند نسبة 2%.
معدل التضخم يعود قرب مستويات الربع الثاني عند 2.4%, ولكن مازال أعلى من 2% المستهدف من بنك إنجترا
مع تلك الأرقام قد يبدو أن تباطأ معدل التضخم في المملكة المتحدة أكثر من المتوقع في سبتمبر قد يمنح بنك إنجلترا الفرصة للتحرك ببطئ على طريق رفع أسعار الفائدة في ظل مخاوف محادثات الإتفاق والحل النهائي بما يخص البريكست. يأتي هذا في حين أن النمو السريع في الأجور قد يؤدي إلى تعزيز ضغوط الأسعار.
حيث أظهرت بيانات نمو الأجور بالأمس إرتفاع مؤشر متوسط الدخل في المملكة المتحدة بما في ذلك المكافآت بنسبة 2.7% سنوياً لتصل إلى 523 جنيه إسترليني في الأسبوع في الأشهر الثلاثة حتى أغسطس 2018, وهذا متجاوزاً تقديرات السوق والتقدير السابق عند 2.6%.
مؤشر متوسط الدخل في المملكة المتحدة يرتفع عند أفضل مستوى منذ 8 أشهر
إن عدم اليقين من طلاق بريطانيا الوشيك من الإتحاد الأوروبي يقوض الإقتصاد أيضاً, وصرح رئيس بنك إنجلترا مارك كارني أن هناك حاجة لسلسلة محدودة ومتدرجة من رفع أسعار الفائدة للحفاظ على التضخم تحت السيطرة. بينما تتوقع الأسواق أن تأتي الخطوة التالية بعد أن تغادر المملكة المتحدة رسميا الكتلة الأوروبية في مارس.
كما يؤكد رقم اليوم بأن الإنتعاش في التضخم في أغسطس كان لمرة واحدة وليس علامة على إتجاه مستمر هذا العام, وتشير آخر التوقعات الإقتصاديين بأن يعود التضخم إلى الهدف في منتصف عام 2019 حيث قد ينخفض مؤقتاً إلى أقل من 2٪ قبل أن يعود إلى الهدف في عام 2020.
مع ذلك, يعتبر هذا هو الإنخفاض الأسرع من توقعات لجنة السياسة النقدية لبنك إنجلترا في تقرير التضخم لشهر أغسطس, وبهذا تشير الأراء بأن التضخم إذا لم يكن ما دون 2٪ لن تتوقف الفائدة عن الإرتفاع.
توقعات لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا لمعدلات التضخم حتى إجتماع أغسطس
إن النمو المرتفع في الأجور عن ما هو متوقع سيكون أكثر أهمية بالنسبة إلى توقعات بنك إنجلترا من المفاجأة الهابطة للتضخم, وبظل أسواق العمل الجيدة بالإضافة إلى إقتصاد ينمو أو يزيد قليلاً عن المعدل المحتمل يشير إلى أن بنك إنجلترا قد يضطر إلى زيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة في العام المقبل أو في العام التالي.

ما السيناريو إذا نحجت محادثات البريكست؟
من المرجح إستمرار الإتجاه الهبوطي في العام المقبل مع إنخفاض التضخم إلى ما دون الهدف لفترة من الزمن, ولكننا لا نتوقع أن يقف هذا في طريق رفع أسعار الفائدة من بنك إنجلترا. حيث من المرجح أن يرفع بنك إنجلترا الفائدة بمعدل مرتين على إفتراض أن المملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي ينجحان في إبرام صفقة البريكست قبل نهاية مارس.
أيضاً يرى الإقتصاديين أنه إذا إتفقت المملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي على صفقة خروج بريطانيا كما هو متوقع فمن غير المرجح أن يمنع التضخم المستهدف بنك إنجلترا من رفع المعدلات في عام 2019. مع هذا الأساس نتوقع أن يرفع البنك أسعار الفائدة مرتين, وعلى الأغلب سيكون في مايو ونوفمبر في محاولة لإعادة التضخم إلى الهدف على مدى أفق السياسة المستهدفة.

المحادثات قائمة في محاولة للوصول لإتفاق مبدئي!
في ظل إجتماع الأتحاد الأوروبي الإقتصادي الجاري في بروكسل, وعلى الرغم من الجمود في المفاوضات والخلافات الجوهرية بين الجانبين كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة والتي قد تجد بها النظرة الفنية لزوج الإسترليني مقابل الدولار (احذر تقلبات البريكست!).
حيث أعرب مسؤولون الإتحاد الأوروبي عن ثقتهم في إمكانية التوصل إلى إتفاق في غضون الأسابيع القليلة المقبلة, وأبدى الدبلوماسيون في برلين وباريس ودبلن ملاحظات إيجابية.
كما صرح مسؤول فرنسي إن الحكومة تتوقع تقدماً بشأن قضية الحدود الإيرلندية وأثار إحتمال عقد قمة أخرى في أوائل نوفمبر, وهي فكرة قامت بدورها أيضاً بجولات في عواصم أخرى. حتى الآن تم تحديد موعد لقمة نهاية الأسبوع في 17 نوفمبرو 18 نوفمبر للتوقيع النهائي, ولكن الخطة هي أنه لن يتم تأكيدها ما لم يتم إحراز بعض التقدم هذا الأسبوع.
أيضاً يرى المسؤولون الأوروبيون بصورة متزايدة ميزانية المملكة المتحدة المقرر إجراؤها في 29 أكتوبر بمثابة علامة فارقة ويعتقدون أن القمة يمكن أن تحدث في أي وقت.

تويتر: Abdelhamid_TnT@

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.