بدأت فترة رئاسة جايير بولسونارو للتو، ويطلق على بداية فترة الرئاسة تلك شهر العسل. ولكن، ورغم أن شهر عسل بولسونارو ما زال في بدايته إلا إن ما تسبب فيه من ارتفاعات لسوق السلع انتهى بالفعل، قبل دخوله إلى مكتبه.
فهبطت كافة عقود السلع البرازيلية الرئيسة الآجلة على بورصة نيويورك، وهي: السكر الخام، البن العربيالعربي، عصير البرتقال، وجاء الهبوط هذا على مدار الأسبوعين الماضيين، ويأتي في أعقاب ارتفاع شهدناه في بداية هذا الشهر، عندما تقدم بولسونارو واحتل موقعًا أماميًا في الانتخابات الرئاسية للبرازيل.
وتحول مسار السلع البرازيلية قبل تحول وضع العملة المحلية، الريال. وبعد ذلك، ساهم الريال البرازيلي في رفع الأسعار، وذلك منذ بداية شهر أغسطس. يسعر المزارعون البرازيليون محصولهم بعملة الريال، ومن ثم يحولون القيمة إلى الدولار، لإدخال المحصول للسوق العالمي.
الريال احتفظ بقوته، بينما فقدت السلع القوة
ارتفع الريال البرازيلي على مدار أسابيع ست متصلة، حتى الجمعة الماضية، قبل أن يتمكن بولسونارو من تحقيق فوز في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد. وعادت العملة للارتفاع يوم الثلاثاء، في أعقاب عملية جني أرباح يوم الاثنين، والسبب في هذا الارتفاع هو ما يتعهد به الرئيس الجديد، والجنرال السابق، من إصلاحات اقتصادية للتخلص من الفساد، والجريمة، وتلك التعهدات تسبب حالة من النشاط في السوق.
ولا يرى المحللون الفنيون في Seery Futures، وADM Investor Services أي إشارات شراء فورية على السلع الرئيسية الثلاث. كما تعطينا القراءة الفنية لـ Investing.com، تزكيات مختلطة ما بين "محايد" و"بيع" وتزكية "بيع قوية".
ويقول مايك سييري إن الرسوم البيانية تقترح وصول السكر والبن العربي إلى أقصى سعر لهما، لا يمكن الارتفاع فوقه، في أثناء صعودهما الأخير؛ يترأس سييري Seery Futures. ويخبر سييري: "أعتقد أن تلك السلع دخلت منطقة تشبع شرائي حادة." ويضيف سييري أن الأساسيات لا تنبأ بإمكانية وصول تلك السلع مرة أخرى إلى الذروات التي حققتها، وذلك على المدى القريب.
ارتداد 50% للسكر
تمكن السكر من تحقيق الصعود أولًا، قبل البن وعصير البرتقال، وذلك مع ارتفاعات مؤقتة في السعر، بدأت في نهاية أسبوع بتاريخ 17 أغسطس. ووصل السكر إلى منخفض أسبوعين، لسعر 13.17 سنت يوم الثلاثاء، ليتراكم عليه خسائر أربعة أيام متصلة. ومنذ أسبوع، بلغ السكر ذروة 9 أشهر ونصف، لسعر 14.24 سنت، يقول سييري.
"أعتقد أن أسعار السكر ستهبط إلى حوالي 13 سنت، بعدما ارتفعنا 350 نقطة في أكتوبر، وهو أمر مذهل في رأيي. لن يكون من المستغرب أن نرى جني أرباح، عندما نصل إلى مستويات ارتداد 50%، عند مستوى 12.50."
ولـ ADMIS هدف انخفاض عند سعر 13.03 سنت للسكر، وتقول: "دراسات الزخم تشير إلى الأسفل، من المستويات المرتفعة، مما يجب أن يسارع من حركة للأسفل."
وتعطي القراءة التقنية لـ Investing.com تزكية محايدة للسكر.
مزيد من التراجع للبن، بعد انخفاض 8%
تراجع البن العربي بنسبة 8% على مدار الأسبوعين الماضيين، بعد الارتفاع أكثر من 25%، للأسابيع الخمسة السابقة. وقف السعر عند 1.1245 دولار للرطل، يوم الثلاثاء، ويمكن أن يهبط البن للسعر المسجل في 11 أكتوبر، ليقف عند 1.09 دولار، كما يقول سييري. ويضيف:
"أنصح بأنه إذا ما كنت متخذًا مركزًا طويل، عليك البدء في جني الأرباح، لأنه في وجهة نظري بلغ البن أكبر ارتفاع يمكن أن يصل إلى على المدى القصير."
وتقترح ADMIS وجود دعم مطلق عند سعر 1.07 دولار، قائلين إن "اتجاه البن المتوسط أصبح منخفضًا، مع مرور الاتجاه أسفل المتوسط المتحرك لـ 18 يوم."
وتعطينا القراءة التقنية لـ Investing.com إشارة "بيع" على البن العربي.
عصير البرتقال المتذبذب
يعد عصير البرتقال الأكثر تذبذبًا من بين السلع البرازيلية الأساسية، مع حركات متقطعة للأسفل، حتى أثناء صعودها قبل انتخاب بولسونارو.
وقف تداول العقود الآجلة لعصير البرتقال عند 1.3555 دولار للرطل، وظل في حالة ركود هذا الأسبوع، بعد خسارة 3% كاملة في الأسبوعين السابقين. كما كانت السلعة تسير على طريق تنهي فيه شهر أكتوبر منخفضة 6.5%. يقول سييري:
"أعتقد أن الأسعار يمكن أن تكون عند انخفاض 1.20 دولار خلال الأيام القادمة، لعدم وجود أي أساسيات متفائلة، أو حتى تحليلات تقنية، كما تنعدم الأحاديث المنعشة لعصير البرتقال في الوقت الراهن."
ويقول الخبير في السلع الزراعية شون هاكيت إن العملة البرازيلية تعد عاملًا من عاملين أسهما في قوة عصير البرتقال الأخيرة، والعامل الآخر، هو ما أصبحت عليه البرازيل من مزود موالح احتياطي لولاية فلوريدا.
وقال هاكيت في آخر المذكرات التي كتبها، إن العقود الآجلة للعصير كانت تميل إلى القاع في منتصف أكتوبر، وسوف ترتفع في ديسمبر، على خلفية المخاوف بشأن الصقيع في فلوريدا. نال الضرر من المحصول البرازيلي هذا العام بسبب الطقس، الذي يمكن أن يتسبب في وصول أسهم عصير البرتقال إلى المستوى الأدنى لها منذ 20 عام، كما حذر هاكيت.
والقراءة التقنية لـ Investing.com، تدل على إشارة "بيع قوي" على عصير البرتقال.