المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 11/12/2018
ألقى أكاديمي مختص بالمحاصيل الزراعية خطابًا، على مستوى ذي أهمية محدودة، في تكساس -ثاني أصغر الولايات الزارعة للقمح. وفصّل الاقتصادي، مارك ويلش، في خطابه الأسباب التي تدل على صحة إقبال المزارعين على زراعة أقصى ما يستطيعون من القمح خلال 2019، لأنه ثاني أفضل السلع أداءًا هذا العام.
ورغم العلاقة العكسية ما بين الإنتاج والسعر، فكلما زاد الإنتاج قل السعر، لا تسري تلك القاعدة على القمح: لأنه لا علاقة ما بين مساحة الأرض المنزرعة بالقمح والمحصول الذي ينتج منها، بسبب انخفاض منسوب المحصول (تبعًا للأحوال الجوية وغيره). ويقول ويلش إن القصة بالنسبة للقمح هي نفسها في الدول التي تزرعه كافة.
الطلب يتجاوز العرض
جاءت تفاصيل خطاب ويلش الموجه إلى زارعي القمح في تكساس في صفحات جريدة، هيرالد تربيون يوم السبت، ويقول ويلش:
"عندما نتحدث عن العوامل الأساسية التي تحرك أسعار القمح، يوجد لدينا ما نقوله حول قاعدة الطلب القوية جدًا، فينمو استهلاك القمح حول العالم. وأيضًا، كان لدينا محصول صغير في 2018، لذلك العلاقة ما بين الإنتاج والاستهلاك أصبحت مقيدة أكثر."
وتنتج الولايات المتحدة 8% فقط من إجمالي المعروض العالمي للقمح، ومع ذلك فهي في المركز الرابع لإنتاج القمح، ويصل الإنتاج السنوي لها 55 مليون طن مكعب. وبقول ويلش إن الولايات المتحدة وجب عليها زيادة مساحة الأرض المنزرعة قمحًا، ويجب أن يصحبها في ذلك المنافسين، على مدار العام القادم. وتنبأت وزارة الزراعية الأمريكية بوصول الإنتاج العالمي في 2018 إلى 733 مليون طن مكعب، الأقل في 5 سنوات، ويقل ذلك الإنتاج عن الرقم القياسي في 2017/18 بنسبة 3%.
وفق ويلش:
"رأينا أسعار القمح مرتفعة على مدار عديد من السنوات السابقة. لذا، تدلنا الإشارات على وجوب زرع المزيد من القمح أيضًا. فستكشف السنوات القادمة الأهمية الكبرى للجوانب المختلفة من محصول القمح، والإمكانية المتزايدة لتصديره."
السلعة الثانية الأفضل أداءًا بعد الغاز الطبيعي
استقر سعر عقود الذرة الآجلة على بورصة شيكاغو عقود مارس عند حوالي 5.25 دولار للبوشل، مرتفعةً 22% على الأساس السنوي، وأصبحت السلعة الأفضل أداءًا لهذا العام بعد الغاز الطبيعي، والذي بلغ ربحه 53% (للتعرف على السلع الأفضل أداءًا للعام الجاري، يمكنك الذهاب إلى here، إذا كنت تستخدم نسخة حاسوب مكتبي.)
وأجرت Investing.com استطلاعًا لآراء المحللين التقنيين لتقييم القمح، وبلغ التقييم في الوقت الحالي إشارة "الشراء القوي" على أساس التحليل التقني اليومي لتحركات السلعة، بدون أي مؤشرات على حدوث تشبع شرائي، رغم ما حققه من ربح مرتفع هذا العام. ويقابل القمح المستوى الثالث من المقاومة عند حوالي 5.36 دولار للبوشل، مما يعني أن عقود مارس لديها مساحة 11 سنت تستطيع صعودها قبل الوصول لتلك المقاومة.
لا يعني التنبؤ القوي للقمح أنه محصن ضد التقلبات السعرية اليومية التي تؤثر في غيره من السلع، كما يقول مايك سييري من Seery Futures. فيشير إلى تأثيرات حرب التجارة على السلع الزراعية والمعادن، وكذلك التراجع العام في أسعار النفط يوم الاثنين. يقول سييري:
"يقف تداول أسعار القمح أعلى المتوسط المتحرك لـ 20 يوم، ولكنها ما زالت أسفل المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، والذي يقف عند 5.42 دولار."
اتجاهات ثيرانية محتملة في 2019
ويضيف سييري:
يقف مستوى المقاومة التالي عند حوالي 5.40 دولار أو 5.45 دولار، بينما ندخل الآن فصل الشتاء شديد التقلب بالنسبة لأسعار القمح، لأن المحصول الاسترالي تراجع بسبب موجات الجفاف، وتحركات السعر اليوم جاءت بسبب عمليات جني الأرباح على السلعة. أعتقد أننا سندخل 2019 ونعود لرؤية الاتجاهات الثيرانية مرة أخرى."
ويتفق مع هذا شون هاكيت، من الشركة الاستشارية المختصة بالأسواق الزراعية في فلوريدا Hackett Financial Advisors:
"نظل متفائلين بشأن سوق القمح، ونعتقد أن الإنتاج الروسي المتعرض لتخفيض في شهر ديسمبر، ومع شهر الشتاء قارس البرودة، سيكون هناك ارتفاعات في أسعار النفط؛ سنرى تقلبات سعرية متجهة لأعلى."
وأضاف هاكيت إلى إقدام الأموال الذكية (أنظمة التداول بالخوارزميات) على شراء عقود سوق القمح الراكد سابقًا كان يعد علامة انتعاش، وتسببت فيما هو معروف بـ "تذبذب الأموال الذكية قصير المدى" وأشار هذا التذبذب إلى الشراء، رغم أنه لسحب علامة شراء يجب تفعيل التذبذب طويل المدى.
أتشك في القمح؟ لديك الذرة
قال ويلش إن القمح له مؤشر قوي آخر من السلع يفشي تحركاته، وهو القمح، لأن سعر السلعتين يميل إلى التحرك في الاتجاه نفسه رغم اختلاف أساسيات عملهما. وقال إن أسعار الذرة شهدت ارتفاعاتهم الموسمية في الفترة ما بين أبريل ويونيو، لاقتراب موسم حصاد الذرة من تلك الشهور، ويمكن لزارعي القمح أن يحصلوا على تكهن بما ستكون عليه أسعار منتجهم بالنظر لتحركات الذرة.
يقول ويلش: "إذا كنا سنرى تحركات أعلى أو أقل لأسعار الذرة، أعتقد أنه سيكون لها تأثير قوي على القمح، خاصة عند الحصاد في 2019."
زرع المزيد
تلك التنبؤات لا تفيد فقط المناطق الشمالية، حيث تناسب زراعة القمح، ولكنها تفيد البلد ككل، كما يقول ويلش. وعلى ذكر المشكلات التي تواجه القمح نرى تراجع الإنتاج، فتكساس ثاني أصغر الولايات المنتجة للقمح انخفض إنتاجها إلى 88 مليون بوشل العام الماضي، بينما كان الإنتاج في 201590 مليون بوشل. وفي ولاية كنساس هبط الإنتاج من 467 مليون إلى 344 مليون. ويقول:
"إذن، اجعل محصولك أعلى من المتوسط واحصل على سعر محترم لسلعتك، فالصورة المستقبلية للقمح ليست سيئة. وأعتقد أنه مستقبل جيد. وهو أفضل تنبؤات نراها منذ عدة سنوات في سوق القمح."