المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 17/1/2019
يطلق على ولاية فلوريدا الأمريكية ولاية "الشمس المشرقة،" ولم يأت هذا اللقب من فراغ. ولكن يأمل متداولو العقود الآجلة لعصير البرتقال أن تنخفض درجات الحرارة في فلوريدا عمّا قريب، ليتعرض محصول البرتقال لبعض الضغط، نظرًا للدمار اللاحق بأسعار المنتجات الحمضية، والتي تقف الآن عند مستويات 3 سنوات المنخفضة.
تتسم عقود عصير البرتقال المركز والمجمد بالحساسية الشديدة إزاء الأحوال الجوية في فلوريدا. فيأتي الشتاء بدرجات الحرارة المنخفضة التي تجمد المحصول، وعلى خلفية تلك الدرجات نشهد ارتفاعًا في السوق. ولكن، ليس الأمر هكذا هذه المرة.
يشرح جاك سكوفيل، المحلل في Price Futures Group، الظاهرة الحالية لحالة محصول البرتقال في فلوريدا، فيقول:
"يتسم الطقس بالدفء، والجفاف في أغلب الأحيان. ويحظى المنتجون بمحصول وفير، ويتراوح حجم حبة الفاكهة بين الصغير إلى الحجم المناسب."
صدرت آخر تقارير وزارة الزراعة الأمريكية عن محصول البرتقال في 22 ديسمبر، قبل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وجاء في التقرير تنبؤات بوصول عدد صناديق البرتقال المنتجة من الموسم الحالي إلى 77 مليون صندوق، أو 3.47 مليون طن. وتمثل تلك الأرقام زيادة نسبتها 70% عن تلك المنتجة عام 2017، فتعرضت أشجار الفاكهة في هذا العام لدمار شديد من إعصار إرما.
المحصول الضخم يلقي بثقله على العقود الآجلة
يهدف مزارعو الحمضيات في ولاية فلوريدا إلى بيع أكبر عدد ممكن من صناديق العصير المعالج كل عام، وبالتالي فالإنتاج الوفير يعد أخبار جيدة لهم. ولكن لا يقدم الإنتاج الوفير أي مساعدة لعقود عصير البرتقال المركز والمجمد، تلك العقود التي ترتفع على خلفية بيانات الإنتاج الصادرة من فلوريدا.
فقدت عقود عصير البرتقال 13% من قيمتها في شهر ديسمبر وحده، لتنهي عام 2018 منخفضة 8%. ويظل هذا الانخفاض أفضل من انخفاض 2017، عندما هبطت الأسعار نسبة 31%، بالرغم من الدمار الحادث جراء مرور الإعصار إرما، والذي دعم الأسعار لعدة أشهر.
ولم يأت فجر 2019 بأمل جديد لمتداولي عقود البرتقال، الساعين نحو الأسعار الأعلى.
واستمر طقس فلوريدا الدافئ في معاقبة المتداولين الذين أخذوا مراكز طويلة على عقود عصير البرتقال. وتسبب هذا الطقس الدافئ في إنزال عقود شهر مارس الرئيسية على بورصة نيويورك إلى مستويات 34 شهر المنخفضة، لتقف عند سعر 1.1865 دولار للرطل في وقت سابق من هذا الأسبوع.
اتجاهات الأسعار لأسفل
قال سكوفيل:
"تشير الاتجاهات إلى الأسعار على اللوحات البيانية اليومية، وتظل متجهة للأسفل على اللوحات الأسبوعية أيضًا."
وتتعقب Investing.com 33 من العقود الآجلة للسلع، متداولة على بورصة نيويورك، أو بورصة لندن، وتتجه غالبية السلع إلى الأعلى. وتمكنت سلع الطاقة مثل الغاز الطبيعي والنفط من تحقيق أرباح ثنائية الأرقام. ولكن عوائد عقود عصير البرتقال هي الأسوأ، فحققت خسائر 4% خلال أول أسبوعين من العام الجديد. والتنبؤات التقنية اليومية على Investing تعطي إشارة "بيع قوي" لعقود عصير البرتقال.
ويقول أندرو هيتش، الذي له 30 سنة من الخبرة في سوق العقود الآجلة:
"يتسم سوق عصير البرتقال المركز والمجمد بأن التداول فيه ضعيف، ولا يوجد به سيولة كبيرة، وهو سوق به مخاطرة كبيرة، لأن معرض لفجوات سعرية كبيرة عند تحرك السعر. ولا أنصح أي أحد بدخوله، بسبب فقر سيولته."
المنافسة البرازيلية لا تقدم أي مساعدة
لا ينال الضعف من سوق العقود الآجلة فقط. فعلى الرغم من أن فلوريدا يتزايد إنتاجها الآن، إلا أن السوق المادي تهيمن عليه البرازيل، والتي أصبحت أكبر المنافسين للولايات المتحدة. ويبيع المزارعون محاصيلهم في الأعوام الأخيرة بأسعار منخفضة، مقارنة بجودة المنتجات، ويتم البيع لعلامات تجارية كبيرة مثل تروبيكانا، التابعة لبيبسي، وسيمبلي أورانج التابعة لكوكاكولا.
ويقول شون هاكيت، مستشار الأسواق الزراعية في Hackett Financial، إنه يؤمن "الأسعار تنخفض دون سبب واضح،" لأن ارتفاع الإنتاج يعتبر نقطة ضوء.
"يتعرض عصير البرتقال لضربات قوية في نفس الوقت الذي تدخل فيه فلوريدا الطقس البارد، الذي ينشر الرعب في مناطق زراعة الحمضيات، وتزداد احتماليات انخفاض درجات الحرارة في أواخر شهر يناير، وشهر فبراير. وفوق هذا وذلك، يضرب الجفاف البرازيل، ويجب مراقبته عن كثب لأن المحصول الذي كان من المفترض أن يكون ضخمًا، سيتراجع."