واصل الدولار التقدّم للجلسة السابعة على التوالي مقابل سلة من العملات يوم الجمعة، وإن كان قد حقق مكاسب متواضعة خلال اليوم، حيث سعى المستثمرون إلى أمن العملة الاحتياطية العالمية وسط مخاوف بشأن صحة الاقتصاد العالمي وآفاق التطورات التجارية. ونتيجة تراجع الرغبة في المخاطرة، تفوّق الين الياباني الدفاعي على جميع نظرائه الرئيسيين باستثناء الدولار الكندي، والذي تلقى الدعم من بيانات التوظيف القوية من كندا. وفي الوقت نفسه، كان أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية متبايناً، ولكنها بقيت مستقرّة بشكل عام.
سيكون هذا الأسبوع حاسمًا بالنسبة للملحمة التجارية، وبالتالي للرغبة في المخاطرة بشكل عام، حيث وصل فريق التفاوض الأمريكي – الذي يقوده الوزير منوشين والممثل التجاري للولايات المتحدة لايتايزر – إلى بكين لإجراء جولة أخرى من المحادثات. يأتي ذلك بعد أن قال الرئيس ترامب في الآونة الأخيرة إنه لن يلتقي بالرئيس شي هذا الشهر، وصب بذلك الماء البارد على أمل التوصل إلى حل سريع للنزاع. ومع ذلك، قد يكون هذا تكتيكًا جديدًا للتفاوض الأمريكي يهدف إلى توليد الضغط، مما يعني أن التوصل الى اتفاق نهائي لا يزال يبدو وكأنه السيناريو الأكثر احتمالًا، رغم أن خطر تأخير عقد الاتفاق الى ما بعد الموعد النهائي المُحدّد في الأول من مارس قد ارتفع بشكل ملحوظ.
علينا أيضاً ترقّب السياسة الأمريكية، حيث تشير التقارير إلى أن إغلاقًا حكوميًا آخر قد يلوح في الأفق في وقت قريب تحديداً يوم الجمعة القادم، بعد انهيار المحادثات حول تمويل مسألة حماية الحدود. وبينما لا يعطي المستثمرون عادة أهميةً لعمليات الإغلاق بحيث يرونها على أنها “تمثيل سياسي”، الّا أنه كلما ازداد تواتر الاغلاقات، كلما زاد تأثيرها على الاقتصاد وإلى حد ما على الأسواق عبر قناة عدم اليقين.