عندما تصبح عوائد السندات الأمريكية للآجل الطويل أقل من العوائد للآجل القصير هذا يعني نتيجة واحدة: ان الأيام القادمة لن تكون سهلةً على الاقتصاد العالمي والأمريكي خصوصاً. ان هذا السيناريو في أسواق السندات الأمريكية لم يحصل منذ العام 2007 ولطالما كان اشارةً مهمةً للركود القادم . شراء السندات حالياً يعني بشكل أو آخر أن مزيداً من التراجع في هذه العوائد سيكون متوقعاً لأن المخاطر تبدو أعلى .
من المهم القول أن اشارات الركود الاقتصادي لا تعني أبداً توقيت حدوثه بالضبط كما لا تضمن وقوعه أيضاً, ولكن الواقعية تتطلب منا أن نعترف بدينامكية أسواق السندات التي تلعب دوراً مهماً في اختلاف العوائد أكثر من مجرد اشارات للركود الاقتصادي القادم . عندما ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لعشر سنوات خلال العام الفائت قلنا يومها أن أسعار السندات الرخيصة سيكون عاملاً مهماً للرهان على عوائد أدنى خاصةً عندما بدأت تأتي اشارات ضعف للاقتصاد الأمريكي .
نعنقد أن التركيز يجب أن يكون على الأداء الاقتصادي ككل وليس فقط هوس هذه العوائد , هكذا سيناريو سيكون سلبياً لمؤشرات الأسهم العالمية لأن السياسة النقدية المتساهلة للفيدرالي الأمريكي لن تحل مشاكل النمو الحقيقي ولن تخفض من مستوى الديون الحكومية أو الديون الأمريكية ككل حيث ماتزال الأسواق تتجاهلها.
قد يحقق مؤشر فيكس للمخاوف المزيد من المكاسب حيث حقق مانسبته 20% خلال يوم الجمعة ليصل الى 16.48 نقطة أعلى مستوياته في أسبوعين .