المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 26/3/2019
ظل المستثمرون في حالة قلق يوم الاثنين، ولكن اختفت حالة الهلع التي سادت سوق الأسهم يوم الجمعة. أغلقت الأسهم على أحداث متضاربة، فوقع تغير لمنحنى عائد السندات، انعكس عائد سندات أجل 3 شهورليصبح فوق عائد سندات 01 سنوات، واتسعت الفجوة بين سندات الخزانة الأمريكية لـ 5 نقاط أساسية.
حدث الانعكاس يوم الجمعة، كان الأول بين اثنين من النقاط الأساسية على منحنى العائد منذ 2007، مما أدى لعملية تصفية. يحدث الانعكاس عندما يرتفع معدل عائد السندات قصيرة المدى عن عائد السندات طويلة المدى، والانعكاس في هذه الحالة يعد الأكثر قدرة على تحديد وشوك دخول السوق لحالة الركود.
ويمكن الاعتماد على هذا الانعكاس في تحديد حالة الركود، ولكن يمكن الانتظار عام أو عامين ليضرب الركود السوق بالفعل وحينها يمكن التأكد من أن السوق كان على وشك الركود. ويلزم الركود وقت طويل حتى يضرب السوق، وكانت هناك بعض إشارات إيجابية زائفة على طول طريق التحركات تنذر بالركود، وما أمامنا الآن هو انعكاس مؤقت حدث، ولن يتبعه أي ركود عمّا قريب.
كما أن هناك مدرسة فكرية تعتقد بأن جهود التحفيز الاقتصادي غير المعتادة التي اضطلع بها الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية، هي ما تسببت في جعل منحنى العائد أفقيًا، فالبنوك المركزية اشترت سندات بتريليونات الدولارات، وما فعلته تسبب في إمكانية حدوث انعكاس مؤقت، أو تحرك منحنى العائد للأمام ثم للخلف. هذا ما قالته رئيسة الفيدرالي السابقة، جانيت يلين، عندما سُئلت في هونغ كونغ يوم الاثنين.
وتعتقد يلين أن السوق ربما يعطي دلالات على تخفيض معدل الفائدة، وليس إشارة على الركود. فتخبرنا أسواق العقود الآجلة باحتمالية متزايدة لتخفيض معدل الفائدة بنهاية هذا العام، ولا يتوقع أحد أن يرفع الفيدرالي معدل الفائدة لشهور قادمة. وفي مؤتمر هونغ كونغ، قالت رئيسة الفيدرالي لشيكاغو، تشارلز إيفانز، إنها تعتقد عدم وضع الفيدرالي في اعتباره رفع معدل الفائدة حتى النصف الثاني من 2020.
وتظل تشارلز، كما باول، واثقة في الاقتصاد، على الرغم من تخفيض الفيدرالي لتوقعات النمو لهذا العام إلى 2.1%. وتشارلز أقل تفاؤلًا، فتضع توقعات النمو الاقتصادي ما بين 1.75%، و2%.
تتراجع عوائد السندات السيادية على مستوى العالم، نظرًا للقلق الذي يحيط بالمستثمرين حو النمو. فوقع عائد سندات أجل 10 سنوات الألمانية في منطقة سلبية يوم الجمعة للمرة الأولى منذ 2016، وكان الهبوط هذا قبل هبوط عائد سندات الخزانة الأمريكية. وتراجع عائد سندات أجل 10 سنوات الألمانية مزيدًا من التراجع يوم الاثنين.
ويواجه الاقتصاد الألماني كثيرًا من الصعوبات، تفوق ما يواجه الاقتصاد الأمريكي، فهناك تراجعًا في الإنتاج الصناعي الألماني، وفق استقصاء مديري المشتريات، لشهر مارس، ليسجل تراجعًا للشهر الثالث على التوالي. وخرج يوم الاثنين تقرير الثقة في نشاط الأعمال من مؤشر Ifo، الذي يراقبه السوق عن كثب، ليدل على ارتفاع غير متوقع إلى 99.6، بعدما كانت قراءة شهر فبراير عند 98.7، وكانت قراءة فبراير هي الانخفاض السادس على التوالي.
هيمن الخوف من عائد السندات على السوق، ومحا أثر تلك الأنباء التي كان من شأنها بث بعض الإيجابية. فخرجت من الولايات المتحدة أيضًا أنباءًا تدفع للتفاؤل بعض الشيء، بعد إظهار المدعي العام الأمريكي نتائج فريق التحقيق الخاص بقيادة روبرت مولر، والذي لم يجد أي أدلة على تآمر حملة ترامب الانتخابية لـ 2016 مع روسيا. لن ينه هذا التقرير الجدل الدائر، ولكنه بالتأكيد انتصار كبير للرئيس والإدارة. وأقصى ما تمكن هذا النبأ من فعله، هو إيقاف حدة الهبوط في سوق الأسهم.
على النقيض من ذلك، يقف البريكزيت دون نهاية واضحة، أو حتى يمكن التنبؤ بها. ويعد البريكزيت واحدًا من الأمر التي تثير أعصاب المستثمرين مثلها مثل منحنى العائد.
يلوح أمل بوضع منحنى العائد نفسه على الطريق السليم في الأيام القادمة. ويعتقد أغلب المحللين أن هذا الانعكاس عليه الدوام لفترة معتبرة من الوقت، تمتد لربع عام، حتى يكون برهانًا على الركود. ويرى البعض التصفية واسعة المدى يوم الجمعة هي مبالغة في رد الفعل، لوجود كثير من الفرص للمستثمرين في الشهور السابقة على دخول الركود، في حال اتضح أن ما حدث لمنحنى العائد إشارة على الركود بالفعل.