وسط أجواء ضبابية مليئة بتوترات تجارية ألقت بثقلها على الأداء الاقتصادي العالمي ولا سيما الاقتصاد الأمريكي واقتصاد منطقة اليورو، تخلت البنوك المركزية عن نبرتها الإيجابية وفضلت اتخاذ موقف حذر ترقبًا لأية مفاجأت تعصف بمسيرة النمو التي بدأت منذ بضعة أعوام.
يختتم الاحتياطي النيوزلندي قرارات الفائدة المعلن عنها هذا الشهر، بإعلانه عن قرار وبيان الفائدة الأربعاء في تمام الساعة 1:00 ص بتوقيت جرينتش، من المتوقع أن يتم الإبقاء على الفائدة عند 1.75% إلا أن بيان الفائدة سيحمل إشارات تحدد توجه البنك خلال الشهور المقبلة.
نلقي نظرة على أهم البيانات الاقتصادية لتحديد نبرة البنك المتوقعة خلال هذا الاجتماع، ونبدأ ببيانات التضخم التي تعافت بشكل كبير من أدنى مستوياتها في 2016، وبالرغم من تعافيها القوي إلا أنها ليست مقتربه من الحد العلوي للنطاق المستهدف عند 1-3% لتستقر حاليًا عند 1.9% الأمر الذي لا يتطلب رفع الفائدة.
أما بالنسبة لمعدلات النمو الاقتصادي، فقد تباطأت معدلات النمو على أساس سنوي خلال الربع الأخير من 2018 إلى 2.3% مقابل 2.6% خلال الربع الثالث، وهي أبطأ وتيرة نمو منذ الربع الأخير 2013.
وشملت حالة الضعف بيانات ثقة المستهلك والأعمال ومبيعات المنازل.
نلاحظ من بيان الفائدة السابق الصادر في نوفمبر الماضي، أن البنك الاحتياطي النيوزلندي يتوقع ضعف النمو الاقتصادي على المدى القريب وأن المخاطر الهبوطية لا تزال قائمة، وأكد البنك مرارًا وتكرارًا على أن احتمالات رفع أو خفض الفائدة متساوية. نلاحظ ولأول مرة في عدة سنوات، تراجع العائد على السندات النيوزلندية الآجلة لعشرة أعوام دون عائدات نظيرتها الأمريكية كما هو موضح على الرسم البياني، وقد تكون إشارة لتسعير الأسواق قيام البنك بخفض الفائدة وإشارة لتزايد الضغوط على الزوج النيوزلندي دولار.
فرص التداول المتاحة
مما سبق يتبين أن النظرة السلبية هي المسيطرة على تداولات الدولار النيوزلندي ولا سيما أمام الدولار الأمريكي، وبالنظر فنيًا للزوج النيوزلندي دولار نلاحظ مواجهة الزوج مقاومة قوية عند النطاق 0.6900/70، في حال فشل الزوج في الاستقرار أعلى هذا المستوى فمن المتوقع أن يستأنف الزوج هبوطه إلى المستوى 0.6850، وتتحول النظرة السلبية إلى إيجابية فقط في حال الإغلاق أعلى المستوى 0.7000.
يلاحظ أيضًا تكون نموذج توافقي بيعي "Bearish Crab" على الزوج النيوزلندي كندي يدعم المزيد من الهبوط خلال الأيام المقبلة.