يدرك الكثير من القرّاء أن الثقة بأي عملة دون تحديد يلزمه الكثير من العوامل السياسية والاقتصادية الأساسية والفنية. والحق يقال أن سياسة البنك المركزي لأي دولة قد لا تكون كافيةً لتحديد مصير العملة المحلية. الأرقام التي صدرت يوم أمس من منطقة اليورو والتي تتعلق بمؤشرات التصنيع للشهر الفائت آذار 2019 أشارت بوضح الى تراجع قوي بأكثر من التوقعات في منطقة اليورو ككل , اضافةً الى ألمانيا وكذلك الحال في فرنسا وإيطاليا. جميع هذه الأرقام أتت دون مستويات 50 نقطة أي أن هذا القطاع في منطقة اليورو يمر بركود حقيقي . كان أداء اليورو ضعيفاً حيث لم يستطع الحفاظ على مكاسب يوم أمس فتراجع مجدداً من 1.1248$ ليتداول حالياً عند 1.1203$ متراجعاً بنسبة -0.10% .
كنا أكثر تفاؤلاً بمستويات اليورو مع بداية العام الجاري ’ وقمنا بعمليات تداول وشراء جيدة على اليورو في الربع الأول وخاصة الشهرين الأول والثاني ولكن للأمانة مازلنا مقتنعين باليورو كعملة نستطيع الرهان عليها ولكن أصبح الرهان أكثر تعقيداً ويحتاج الى صبر أكثر وتداول طويل الأجل ليس لأن الدولار الأمريكي لابديل له حالياً, بل لأن هذه الأرقام ستعقد من مهمة المركزي الأوربي أكثر فأكثر خاصةً اذا دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في ركود محتمل خلال عام على سبيل المثال. لا أحد يعتقد أن الركود الأمريكي ان حدث سيكون ايجابياً للأوربيين , بل على العكس سيجعل الاقتصاد الأوربي في وجه العاصفة أكثر فأكثر , هناك نقطتين مهمتين :
أولاً , المخطط المرفق يشير الى أن اتساع الفارق في عوائد السندات الأمريكية والألمانية لعشر سنوات سيضعف اليورو وهذا ما حدث خلال السنوات الفائتة , الاتجاه العام لعوائد السندات الألمانية كان متراجعاً خلال العشر سنوات الفائتة بينما حققت الأمريكية ارتفاعات قوية .
ثانياً , تراجع اليورو بنسبة -4.9% مقابل الفرنك السويسري خلال عام من الآن , بل ان اليورو تراجع مقابل جميع العملات الرئيسية منذ عام الى الآن باستثناء عملات الدول الاسكندنافية.
اذا أخذنا بعين الاعتبار أن الفائدة في منطقة اليورو تبقى صفرية حالياً 0.0% ولن يكون بمقدور المركزي الأوربي المناورة بأسعار الفائدة مقارنةً بالعديد من البنوك المركزية , سيكون اليورو أمام فرصة للارتفاع مجدداً ببطىء مقابل العملات التي أسعار الفائدة فيها دون الصفر وخاصةً سويسرا. يتداول اليورو / فرنك سويسري حالياً عند 1.1190 .