بيانات.نت ـ انخفضت الليرة التركية المتعثرة بطبيعتها في بداية تعاملات هذا الأسبوع، وذلك بعد أن فقد الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السيطرة على مدينتي أنقرة واسطنبول في الانتخابات المحلية.
هذه هي المرة الأولى التي يفقد فيها حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميون السيطرة على أكبر مدينتين في تركيا منذ 25 عامًا. وسبق أن ذكرت في تحليل لي منذ فترة أن استطلاعات الرأي تشير إلى فقدان حزب العدالة والتنمية الكثير من شعبيته في ظل انهيار الليرة في العام الماضي وارتفاع التضخم.
تتعرض الليرة التركية، التي انخفضت بمقدار الثلث تقريبًا مقابل الدولار في العام الماضي، للضغوط مرة أخرى بعد أن نفذت الحكومة سلسلة من الإجراءات الشعبية لتعزيز النمو الاقتصادي. تقلص الاقتصاد على أساس ربع سنوي في النصف الثاني من العام الماضي، ودخل فيما يعرف بالركود التقني، وبلغ معدل التضخم حوالي 20 في المئة.
يطالب المستثمرون الآن الحكومة بسن إصلاحات اقتصادية تقليدية لتصحيح الاقتصاد، قائلين إن لديها مساحة لالتقاط الأنفاس لأنه لم يتم التخطيط لإجراء مزيد من الانتخابات في تركيا حتى عام 2023. أجرت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في يونيو الماضي، مما يعني أن البلاد كانت مشغولة في الانتخابات لأكثر من عام.
في وقت متأخر من يوم الأحد، قال أردوغان إن أمام الحكومة ما بين 4 إلى 5 سنوات لتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي قوي. وقال ان الحكومة ستركز على التوظيف والصادرات وصناعة الدفاع والتكنولوجيا وستحترم قواعد السوق الدولية.
أعرب المستثمرون عن مخاوفهم قبل تصويت يوم الأحد من أن فوز المعارضة في أنقرة وإسطنبول قد يدفع إلى مزيد من السياسات الاقتصادية الشعبوية من قبل أردوغان لتعزيز دعمه. إنهم قلقون أيضًا من تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن قيام تركيا بشراء صواريخ الدفاع الجوي الروسية من طراز S-400 ، والتي قد تدفع واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية على زميلتها في الناتو.
في الأسبوع الذي سبق الانتخابات، تم بيع الأسهم التركية والسندات والعملة، مما دفع الحكومة إلى توجيه البنوك إلى تجويع سوق السيولة الرئيسية في لندن مؤقتًا، وفقًا للمسؤولين.
ارتفعت السندات السيادية المقومة بالدولار في تركيا يوم أمس الاثنين، وهو أفضل أداء يومي لها منذ سبتمبر الماضي، عندما كانت تعاني من أزمة العملة.
في هذه الأثناء، ارتفع معدل مبادلة الليرة في لندن إلى 400 في المائة من حوالي 200 في المائة – وهو ما يفوق الـ 1200 في المائة التي ارتفع إليها يوم الأربعاء الماضي، حيث تعرضت الليرة لضغوط متجددة في الفترة التي سبقت التصويت.
كما كان المستثمرين حاليا بصدد تقييم بيان صدر يوم الاثنين عن وكالة التصنيف موديز، والذي ذكرت فيه إن تآكل احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية أمر سلبي في الائتمان وأن استخدامها لدعم الليرة يطرح تساؤلات متجددة حول استقلالية البنك المركزي.
وقالت موديز إن تجدد الانزلاق في الأسواق المالية التركية وردود الفعل غير المؤكدة على السياسة تجاه الركود يزيد من خطر هروب رؤوس الأموال.
وعد كل من أردوغان ووزير المالية بيرت البيرك، صهر الرئيس، بتنفيذ إصلاحات بعد الانتخابات لمعالجة المشاكل الاقتصادية.
على الأغلب وفقا للعوامل السياسة والاقتصادية الحالية في تركيا فإن تداولات الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي سوف تنحصر على المدى المتوسط بين 5.40 / 5.70 ليرة لكل دولار.
على المدى القصير، أشرت الأسبوع الماضي أن أي تراجع للدولار الأمريكي مقابل الليرة سوف يوفر على الأغلب فرصة شراء، وأن أي ارتفاع لليرة التركية مازال يفتقد لزخم الصعود، لذلك أتوقع أنه طالما يتداول زوج الدولار/ليرة تركية فوق مستوى 5.40 ويحافظ على إغلاق يومي أعلى منه فإن ذلك سوف يتيح فرصة شراء نحو المقاومات 5.54 ثم 5.62 والمقاومة الرئيسية عند 5.70. بيانات.نت