رفض من جديد مجلس العموم البريطاني إقتراح رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" للإنسحاب من الإتحاد الأوروبي، وبذلك يكون هذا الفشل الثالث لرئيسة الوزراء. حيث قدمت رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" اتفاق الانسحاب الخاص بها للتصويت في البرلمان يوم أمس الإثنين، وهذا لتجنب أي تأخير محتمل طويلاً في البريكست.
ورفض أعضاء البرلمان إقتراحها مرة أخرى فيما لا يزال المشرعون يعملون على خيارات أخرى بعد فشل سلسلة من الخطط بالفوز بالأغلبية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
سيكون أمام النواب فرصة أخرى يوم الأربعاء لإبداء الرأي حول ما سيحدث بعد ذلك، ولكن قبل هذا ستعقد رئيسة الوزراء خمس ساعات من محادثات الأزمة مع حكومتها اليوم الثلاثاء حول أفضل طريقة للمضي قدماً.
ووفقاً للمطلعين فمن المحتمل أن يُطلب من الوزراء تأجيل تأجيل موعد ترك الكتلة الأوروبية حتى نهاية السنة أو ما بعدها لإتاحة مزيد من الوقت لحل المأزق في البرلمان. حيث مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 12 أبريل فإن السياسيين ليسوا أقرب إلى الاتفاق على صفقة البريكست.
على أثره انخفض الجنيه بعد أن فشل المشرعون في المملكة المتحدة في الاتفاق على حل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تصويت في وقت متأخر من يوم الاثنين مما أثار مخاوف من عدم التوصل إلى اتفاق.
ماذا بعد؟
بعد رفض اقتراح بالبقاء في النظام التجاري للاتحاد الأوروبي المعروف باسم الاتحاد الجمركي بثلاثة أصوات فقط يوم الاثنين. لا يزال من الممكن أن يسود في اقتراع آخر يوم الأربعاء، وهذا على الرغم أن معارضة المحافظين لهذا الاقتراح قوية.
ويبدو أن حكومة "تيريزا ماي" المنقسمة ستقضي معظم يوم الثلاثاء في الجدال حول ما يجب القيام به، ومن المتوقع أن تواجه وزراءها اليوم بعد أن رفض النواب جميع البدائل الأربعة لاتفاق الانسحاب. مما يجعل اقتراح أن يُطلب من مجلس الوزراء تحديد موعد تأجيل مغادرة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام أو بعده قائم.
أو يكون المحافظون أمام طريق مسدود بين عدة خيارات غير متوافقة أي المغادرة من دون صفقة أو المغادرة مع صفقة "تيريزا ماي" أو مواصلة توثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي من خلال أحد الخيارات المقترحة يوم الاثنين أو تصويت ثاني على البريسكت.
فيما تتزايد التكهنات بأن "تيريزا ماي" قد تدعوا إلى إجراء انتخابات عامة قبل موعدها المقررة في عام 2022 بإعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الطريق المسدود، وقرارها بالدعوة لعقد اجتماع حكومي طويل بشكل غير عادي اليوم الثلاثاء بما في ذلك جلسة سياسية مدتها ثلاث ساعات زاد من التوقعات بأن بريطانيا قد تتجه لانتخاباتها الثانية.
ففي حالة أن سعت إلى تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة هذا الأمر سيثير غضب المتشككين في الوحدة الأوروبية من حزبها، وهذا مع استخدام الوقت الإضافي الذي يعزز إجراء انتخابات عامة أو حتى إجراء استفتاء جديد للسماح للناخبين بإتخاذ قرار.
بينما إذا لم تتمكن من الحصول على اتفاق الانسحاب من خلال البرلمان قبل قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في 10 أبريل فستواجه "تيرزا ماي" مجموعة من الخيارات المحفوفة بالمخاطر.
حيث دعا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي "دونالد تاسك" إلى عقد قمة طارئة مع تأجيل طويل أو عدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على جدول الأعمال.
كما صرح المفوض الأوروبي لشؤون البريكست "ميشيل بارنييه" اليوم الثلاثاء بعد فشل التصويت الثالث بالبرلمان البريطاني أن خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي بدون إتفاق أصبح محتمل بشكل كبير، وأضاف أنه يمكن تبرير حالة تأجيل طويلة المدى إذا اجرى استفتاء جديد أو انتخابات عامة.
النظرة الفنية
لا شك أن طريق الجنيه الإسترليني يمثل أقل مقاومة حيث يتجه نحو الانخفاض مع فشل البرلمان في كسر الجمود في البريكست الذي يثير خطر خروجالمملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في 12 أبريل.
ونجح الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بالتداول ضمن نطاق المدى المتوسط الذي توقعناه في مقالتنا تلك بمدونة شركة "أوربكس" بشهر مارس (سيناريو “البريكست” بعد تمديد حلقاته! وما أثره على الجنيه الإسترليني)، وهبط زوج العملة مع تقلبات احداث البريكست ليلامس متوسط متحرك 200 عند 1.2981 بالسابق وضمن النطاق المحدد على الرسم البياني.
المدى المتوسط,
يحافظ زوج العملة على تداولاته أعلى النقطة المحورية عند للمدى المتوسط عند 1.2940، ولم ينجح حتى الآن في إغلاق أسبوعي ما دونها. بينما إذا نجح في الحفاظ على التداولات أعلاها قد يستهدف المقاومة الأولية عند 1.31.
فمع اختراقها سيكون هناك المقاومة الثانية عند أعلى مستوى المقاومة الثانية 1.3330. حيث إغلاق يومي أعلاها يعزز من المكاسب لاستهداف مستوى المقاومة الثالثة عند 1.3450.
بينما في حالة إختراق مستوى الدعم المحوري 1.2940 وإغلاق أسبوعي ما دونه قد يزيد الضغط على الجنيه الإسترليني، وهذا يعني تفاقم عدم اليقين لأحداث البريكست والمزيد من الضغط على إقتصاد المملكة المتحدة.
مما يهبط بزوج العملة نحو مستوى الدعم الأولي عند 1.28، ومع إغلاق يومي ما دونها قد يستهدف مستوى الدعم الثاني عند 1.2660، وما دون هذا المستوى سيكون مستوى الدعم الثالث عند 1.2480.
المدى الطويل،
ففي حالة شهدت أحداث البريكست تأزم وكسر زوج العملة مستوى 1.24 قد يستهدف المستويات السعرية ما دون مستوى 1.20، وهذا السيناريو يعني أن التخبط السياسي تفاقم أو حدوث خروج من طرف واحد دون إتفاق.
أما في حالة نجاح أحداث البريكست مع إتفاق أو الدعوة لتصويت ثاني ونجح لصالح الأصوات المعارضة للخروج من الإتحاد الأوروبي. قد يستهدف زوج العملة مستوى 1.35، وبإختراقها قد يعود التداول أعلى مناطق 1.40 كما هو موضح على الرسم البياني.
Abdelhamid_TnT@