دخلت أغلب الأسهم الأوروبية المناطق الخضراء مع إرتفاع كلاً من مؤشر "داكس 30" الألماني ومؤشر "كاك 40" الفرنسي والمؤشرات الإيطالية والأسبانية بالإضافة لمؤشر "فوتسي 100" بإنجلترا، وذلك بعد بيانات النمو بالربع الأول لمنطقة اليورو في 2019.
بينما تراجع مؤشر "يوروب ستوكس 600" إلى المنطقة الحمراء بقيادة التراجعات في أسهم الاتصالات السلكية واللاسلكية والتعدين.
افتتحت العقود الآجلة الامريكية على تراجع طفيف مع مؤشر "ستاندرد آند بورز500" بعد تحقيق مستويات تاريخية بجلسات الأمس كما وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا من هنا (الاقتصاد الأمريكي يشهد أفضل أداء للربع الأول منذ 2015، والأسهم تحلّق)، وبها أيضاً يمكنك الإطلاع على المستويات المقبلة لمؤشر الدولار.
في حين تراجعت الأسهم الآسيوية بعد أرباح أكبر شركة لتصنيع الهواتف في العالم وجوجل كخيبة أمل للمستثمرين، و انخفضت الأسهم في هونج كونج وكوريا الجنوبية وأستراليا على الرغم من أن التداول كان أكثر هدوءاً من المعتاد بفضل العطلة في اليابان.
بدأ الإقتصاد الأوروبي عام 2019 مع طفرة نمو غير متوقعة حيث تفوقت اسبانيا على الأداء وتخلصت إيطاليا من الركود، والإنفاق الاستهلاكي القوي في فرنسا والانتعاش الأسرع من المتوقع في إيطاليا أعطى دفعة قوية للتوسع في كتلة دول العملة الأوروبية.
حيث تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو إلى 0.4٪ على أساس ربع سنوي متجاوزاً توقعات الإقتصاديين وتقديرات الربع الأخير في 2018 عند 0.2٪.
أيضاً أظهرت بيانات انتعاش إيطاليا في هذا الربع نقطة بارزة حيث تجاوز التوسع بنسبة 0.2% متجاوزاً توقعات السوق والتقدير السابق بنسبة -0.1% بعد أن أمضى ثالث أكبر اقتصاد في المنطقة مستويات الركود منذ النصف الثاني من العام الماضي.
من بين الدول التي تتوفر بيانات عنها بالفعل نمو الاقتصاد الإسباني بنسبة 0.7% أكثر من المتوقع في الربع الأول من عام 2019، ويعزى ذلك أساساً إلى انتعاش الاستثمار الثابت. في الوقت نفسه كان نمو الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي دون تغيير عند 0.3% في حين تباطأ النمو في النمسا وبلجيكا وليتوانيا. ما يخص أكبر إقصاد بمنطقة اليورو من المتوقع أن تصدر ألمانيا تقديرات إجمالي الناتج المحلي الأولية خلال أسبوعين.
أن الانتعاش في إيطاليا والمرونة في إسبانيا وفرنسا يوفران صورة أكثر إشراقاً للمنطقة في ظل النزاعات التجارية الخارجية والصعوبات المحلية، ولا سيما الاضطرابات في صناعة السيارات الألمانية التي لم تتضح بعد.
فقد ساعد الإنتاج الصناعي بالتأكيد في نمو الربع الأول بعد ارتفاع بنسبة 1.9 ٪ في يناير فيما سجل فقط انكماش طفيف قدره 0.2 ٪ في فبراير، وإذا كان مستوى الإنتاج دون تغيير في مارس فسيكون التوسع الفصلي للصناعة 0.8٪ في الربع الأول.
نظراً لأن الانتاج الصناعي يمثل نقطة تحول للنشاط الاقتصادي الكلي فقد كانت هذه الأرقام متوافقة مع زيادة إجمالي الناتج المحلي.
على صعيد آخر، انخفض معدل البطالة في منطقة اليورو إلى 7.7% في مارس 2019 من التقدير السابق وتوقعات السوق عند 7.8%، وكان هذا أقل معدل للبطالة منذ سبتمبر 2008 حيث استمر عدد العاطلين في الانخفاض مقارنة قبل عام عندما كان معدل البطالة مرتفع عند معدل 8.5%.
بشكل عام،
مفاجأة الناتج المحلي الإجمالي قد تخفض فرص التحفيز الإضافي من البنك المركزي الأوروبي للجولة الأحدث من برنامج "TLTROs" التي أعلن عنها مجلس الإدارة في إجتماع مارس، ومع إنتظار توضحيات أسس برنامج “TLTRO-3“ في إجتماع يونيو كما يرى الخبراء.
إن زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو في الربع الأول سوف تعطي البنك المركزي الأوروبي أخيراً سبباً للتفاؤل.
القراءة اليوم تثير احتمال عودة النمو في منطقة اليورو إلى الاتجاه بشكل أسرع مما نتوقع، وعلى أي حال فإن النقطة الأوسع هي أن النمو هذا العام يجب أن يكون سريعاً بما يكفي للحفاظ على سوق العمل أكثر قوة ونمو الأجور وزيادة التضخم.
النظرة الفنية
مع بدأ وضوح الصورة لاقتصاد منطقة اليورو في بداية عام 2019 والبيانات الإيجابية الواردة من أغلب الإقتصادات الكبرى بالمنطقة قد دخلت عملة اليورو ضمن مستوى هام للمدى الطويل، وبالنسبة لزوج عملة اليورو دولار يعتمد على إغلاقات شهر أبريل الجاري.
فمنذ بداية مارس وضحنا في مقالتنا المتعددة بمدونة أوربكس كان اليورو مقابل الدولار يحافظ على تداولاته ما بين مستوى 1.12 و1.16 منذ منتصف أكتوبر الماضي.
هذا المستوى أخترق بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي برنامج تحفيزي جديد مما أضاف الضغط على اليورو، ولكن حافظ زوج عملة اليورو مقابل الدولار على تداولاته أعلى مستوى الدعم 1.11 على المدى المتوسط، والذي وضحناه بمقالتنا بمدونة شركة "أوربكس" منذ 9 أبريل من هنا (اليورو يظهر فرص إيجابية، بالرغم من الغيوم التي تحيط بمنطقة اليورو!).
على المدى المتوسط،
وضحنا أنه سيواجه مستوى الدعم المحوري عند 1.11، وإذا نجح بإغلاق أسبوعي ما دونه قد يدفع الزوج للمزيد من السلبية لاستهداف مبدئياً مستوى 1.0975 قاع 16 مايو 2017. لكن هذا المستوى لم ينجح بإغلاق أسبوعي ما دونه، وعاد للزخم التصاعدي بعد بيانات النمو الإيجابية في الربع الأول.
حالياً عاد الزوج للتداول أعلى نسبة 61.8% تصحيح فيبوناتشي من قاع يناير 2017 إلى قمة فبراير 2018، وقد يختبر حالياً مستوى المقاومة الأولية عند 1.1280 متوسط متحرك 50 يوم.
أما أعلاها قد يستكمل طريقه نحو مستوى المقاومة الثانية عند 1.1340 متوسط متحرك 100 يوم وقمة القناة الهابطة تقريباً التي يتداول ضمن نطاقها منذ بداية العام الجاري. فمع إغلاق يومي أعلى هذا المستوي قد يختبر متوسط متحرك 200 يوم عند 1.1420 ثم مستوى المقاومة 1.1450 نسبة 50.0% تصحيح فوبوناتشي.
على المدى الطويل،
أن زوج اليورو دولار يدخل حالياً ضمن نطاق هام مع الدورة السعرية على مدى عقدين من الزمن تقريباً وهذا يعتمد على إغلاقات شهر أبريل!
حيث يشكل مستوى الدعم 1.1210 نقط هامة لحركة زوج اليورو دولار بالفترة المقبلة، وهو نسبة 61.8% تصحيح فيبوناتشي من قاع أكتوبر عام 2000 إلى قمة يوليو 2008 الذي لم ينجح الزوج بإغلاق ما دون هذا المستوى منذ نهاية يونيو 2017.
إذاً في حالة شهد الزوج إغلاق شهر أبريل ما دون هذا الدعم قد يشهد إستمرار فقدان المكاسب نحو المستوى الذي شهد فجوة سعرية تقدر تقريباً 140 نقطة منذ الإنتخابات الفرنسية في 23 أبريل عند مستوى 1.07.
بينما إذا نجح الزوج في الإغلاق بشهر أبريل أعلى مستوى الدعم هذا عند 1.1210 قد يعزز الزخم التصاعدي نحو مستوى المقاومة عند 1.1670 ثم مستوى 1.20.
Abdelhamid_TnT@