استمر نزيف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي يوم الاثنين لتصل إلى 6.14 ليرة لكل دولار.
بدا واضحا اليوم عزوف المستثمرين عن المخاطرة في الأسواق العالمية استجابةً للمخاوف المتزايدة على جبهة التجارة الأمريكية – الصينية الذي يثقل كاهل سوق العملات الأجنبية في منطقة اليورو والليرة على وجه الخصوص، مما دفع زوج الدولار/ليرة تركية إلى مستويات أعلى من 6.00 للمرة الأولى منذ منتصف أكتوبر 2018.
يأتي الضغط على الليرة التركية أيضا بسبب التوترات الداخلية في تركيا، بعد أن قرر المجلس الأعلى للانتخابات يوم أمس الاثنين إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول. ويأتي ذلك بناءً على طلب قدمه رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، رجب طيب أردوغان، من أجل إعادة انتخاب رئيس بلدية اسطنبول، الذي تم إجراؤه في 31 مارس. وأثار القرار المخاوف بشأن الأسس الديمقراطية لأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط واحتمال حدوث المزيد من الاضطرابات السياسية.
إعادة الانتخابات قد تؤخر الإصلاحات الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها في تركيا، وبالتالي قد تؤدي إلى تفاقم خسائر الليرة التركية.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يزداد التوتر في العلاقات الأمريكية ـ التركية وبالتالي أزمة العملة مع احتمال فرض المزيد من العقوبات الأمريكية على أنقرة بسبب رفض تركيا إلغاء خطط لشراء صواريخ الدفاع S-400 من روسيا.
من الناحية الفنية، حققت الليرة التركية التراجع الذي أشرنا إليه في تحليلنا الأسبوع الماضي، حيث مازال الترند الصاعد متواصلا لزوج الدولار الأمريكي مقابل هبوط الليرة التركية. ونتوقع أن تستمر مكاسب الدولار مقابل خسائر الليرة في حال حافظ الزوج على الإغلاق اليومي أعلى من مستوى 5.98 ليرة. وفي هذه الحالة فإن المقاومة التالية ستكون عند 6.20 ليرة واختراقها لأعلى بإغلاق يومي سيكبد الليرة المزيد من الخسائر نحو 6.28 ليرة الموافق لمستوى الفيبوناتشي 61.8%.
بصفة عامة، مازلنا نرى أن أي هبوط لزوج الدولار/ليرة تركية سوف يتيح فرصة شراء. بيانات.نت