المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 17/5/2019
يعد سوق الأسهم البريطاني منجمًا لتحقيق الأرباح، منذ تصويت البلد على مغادرة الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016. ولكن الزخم السياسي الذي تسبب في التصويت على البريكزيت جنح الآن: ففشل السياسيون في إيجاد طريقة لمغادرة أكبر سوق موحد في العالم، دون إحداث الضرر بالاقتصاد البريطاني. نتيجة لهذا، يرى بعض صانعي السياسة أن هناك احتمالية تبلغ نسبتها 30% على الأقل، لإلغاء البريكزيت.
وبإلغاء البريكزيت تنقشع غمامة عدم اليقين المسيطرة على السوق، ويمكن أن تتسبب أيضًا في إعادة تقييم سوق الأسهم في المملكة المتحدة. بلغت صافي حصة مدراء الصناديق الاستثمارية من الأسهم البريطانية أقل من 28%، لتصبح بذلك الأسهم الأكثر "تراجعًا في الامتلاك" في العالم.
ولكن، لن تكون استفادة الأسهم متساوية في هذه الحالة. يعود ذلك جزئيًا إلى تأثيرات معدلات الصرف، فالشركات العملاقة من أمثال (NYSE:BP)، والشركة البريطانية الأمريكية (LON:الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ)، تمارس أعمالها على مستوى دولي، وغالبية عائدها تكون بالدولار الأمريكي. فتأثر تلك الشركات بإلغاء البريكزيت سيكون متواضعًا.
ولكن، بالنسبة للشركات الأصغر، ذات الارتباط الأكبر بالاقتصاد المحلي، يمكن أن تكون تلك لحظة الإفاقة لها. إليك أربع شركات يجدر وضعها في الاعتبار إذا ما قرر البريطانيون أخيرًا البقاء في الاتحاد.
1.مجموعة Foxtons
كانت السنوات الثلاث الماضية قاسية على شركات العقارات في لندن، مثل (LON:Foxtons). فقبل وقوع البريكزيت، بدا سوق العقارات البريطاني وكأن لا شيء يمكن أن يقف في طريقه.
عادت الأسعار مزمجرة بعد الكساد العظيم، في استجابة تلك الشركات على أوضاع السوق الجديدة من: وصول معدلات الفائدة للصفر، والمساعدات الحكومية، وفقر الإمداد، والطلب الاستثماري الضخم من المستثمرين على المستويين المحلي والأجنبي. كما حاز الطلب على قوة كبيرة من وضع لندن كعاصمة اقتصادية للاتحاد الأوروبي.
بيد أن البريكزيت جاء مهددًا مئات الملايين من البنكيين، الذي تحولوا لمدن أخرى مثل: باريس، ودبلين، وفرانكفورت، بينما تنامت قوة الصيحات المناهضة للعولمة، والتي تضمنت فرض مزيد من الضرائب على المشترين من الخارج، وهذا أيضًا أدى لتراجع الطلب. بلغ عائد Foxtons العام الماضي انخفاضًا نسبته 30% من 2015، مقارنة بالعام السابق على البريكزيت. وتراجع حجم المبيعات في لندن أكثر من 20% ومنذ ذلك الحين، والأسعار تهبط.
كما تواجه الشركة منافسة قوية من (LON:Rightmove)، التي وصلت لأعلى رقم قياسي لها الأسبوع الماضي، ويعني هذا أن أيام Foxtons المجيدة، ولّت. بيد أن للشركة مساحة للارتداد، بالنظر إلى تسجيل خسائر نسبتها 78% منذ 2015، وسنوات ثلاث من الطلبات الحبيسة في لندن التي تنتظر الاستيفاء.
2.إيزي جيت
تعد ثاني أكبر خطوط الطيران في أوروبا، التي توفر خصومات، ويوجد أكثر من نصف طائراتها، البالغ عددها 300، في المملكة المتحدة. شهدت تلك الشركة هبوط أسهمها بنسبة تزيد عن 30%، منذ تصويت بريطانيا على مغادرة الاتحاد الأوروبي. فتمكن البريكزيت من محو 12% من القدرة الشرائية، خلال معدل الصرف في 2016، ومنذ ذلك الحين، وسوق التداول الأجنبي يشير إلى أن البريكزيت سيكون مثاليًّا بالنسبة للجنيه الإسترليني. فعدم خروج بريطانيا بالفعل من الاتحاد يعني ارتفاع الجنيه الاسترليني، وانخفاض نفقات الوقود، وبالتالي ارتفاع الطلب على من المملكة المتحدة.
ويزيل عدم المغادرة حالة التشتيت التي ستضرب هيكلة ملكية المجموعة، لضمان استمرار الخطوط الجوية في تقديم خدماتها للأسواق الأوروبية. وصارعت . (LON:مجموعة الخطوط الجوية الدولية)الخطوط الجوية الدولية، الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية، مع مشكلات الملكية تلك. بيد أن شركة (LON:إيزي جيت) تواجه الضرر الأكبر من المغادرة، لاعتمادها حصريًّا على الرحلات القصيرة، للوجهات الأوروبية.
3.المجموعة البنكية لويدز
هي المجموعة المالكة لأكبر اسمين بنكيين: لويدز، وهاليفاكس، وكذلك شركة من أكبر شركات إدارة الأصول، Scottish Widows. تستفيد المجموعة (LON:لويدز)من أي حدث يرفع ثقة المستثمرين في سوق الإسكان ويعيدهم إليه، ويعمل على جعل الشركات تعيد النظر في خطط إنفاق رأس المال المجمدة. هبطت أسهم أكبر الدائنين حوالي 10%، منذ التصويت على البريكزيت قبل أعوام ثلاثة.
وتقترح إرشادات بنك إنجلترا أن هناك رفع قريب لمعدل الفائدة، إذا زالت حالة عدم اليقين المتولدة من البريكزيت، وهذا ما سيمنح لويدز، والقطاع البنكي عمومًا، قدرة على رفع هوامش التوسع، بعد قضاء البلد ما يزيد عن عقد بمعدلات فائدة قريبة من الصفر. ويتربح رويال بانك أوف سكوتلاند هو الآخر من تلك العوامل، ولكنه بالفعل يحقق تداوله أرباح عالية، وعائد توزيع أرباح يصل لـ 2.73%، وهذا منخفض عن لويدز، الذي تبلغ نسبته 5.26%. وبذكر هذا، يظل بنك (LON:RBS)وأسهمه في حالة من السلبية، طالما استمرت الحكومة في تخفيض ما منحته للأسواق خلال فترة توزيع مساعدات في 2008، و2009.
4.مجموعة Restaurant
ظهر تحديًّا جديدًا أمام سلاسل المطاعم، وهو خدمات التوصيل على الإنترنت، وتواجه مجموعة Restaurant، تحديات أكبر من الأسهم الأخرى على نفس قائمتها. فهبطت المبيعات على مدار العامين الماضيين، وكذلك تراجعت الأسهم بنسبة تزيد عن 50%، منذ التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبي في 2016.
وتأمل الشركة أن يتغير وضعها بعد الاستحواذ مرتفع التكلفة على Wagamama، مطعم على الطراز الآسيوي. وتواجه الشركة تحديًّا إداريًّا جديدًا، وهو تسليم آندي ماك كو، منصب المدير التنفيذي لآندي هورنباي، وللأخير سمعة سيئة اكتسبها من إلقاء بنك لويدز في أحضان المساعدات الحكومية في 2008، قبل أن يستعيد سمعته في مجموعة المقامرة GVC.
مجموعة Restaurant
ويجلب التراجع عن مغادرة الاتحاد بعض الراحة للمجموعة، إذ يضمن لها بقاء أسعار الطعام تحت سقف محدد، وضمان الأيدي العاملة الرخيصة من الشباب الأوروبي لتشغيل المطابخ، وأخذ الطلبات من العملاء. فإذا أصاب الضعف الاسترليني، وضاق سوق العمل، يعني هذا ارتفاع نفقات الشراء، وارتفاع الرواتب، مما يضيف 17 مليون جنيه إسترليني على نفقات التشغيل المسجلة في 2018.
*على عكس الأسهم المذكورة أعلاه، فمجموعة Restaurant ليس لديها إيصال إيداع في الولايات المتحدة. مما يعني أن المستثمرين في الولايات المتحدة، يحتاجون لضمان قدرتهم على امتلاك أسهم مدرجة على بورصات المملكة المتحدة مباشرة.