نجح زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي في تحقيق مكاسب بأكثر من 100 نقطة على مدى ثلاث جلسات متتالية، حيث ارتد الزوج من مستوى 1.1100 الذي لامسه يوم الخميس، وصولا إلى مستوى 1.1214 يوم الاثنين، لكن سرعان ما تخلت العملة الموحدة عن البعض من مكاسبها وعادت للتحرك بالقرب من مستوى 1.1180 مقابل الدولار.
كانت هناك مجموعة من المخاطر السياسية والاقتصادية قد أثرت في البداية على العملة الموحدة، لكن يبدو أنه لم يحدث زلزال شعبي أو معادٍ للاتحاد الأوروبي في انتخابات الاتحاد الأوروبي.
تشير النتائج الأولية التي صدرت صباح يوم الاثنين إلى أنه بينما فقدت الكتلة الوسطية التي هيمنت على البرلمان الأوروبي لفترة طويلة شعبيتها، إلا أنه لا تزال هناك أغلبية مؤيدة للاتحاد الأوروبي.
كما أظهرت النتائج بعض الدعم للأحزاب الشعبوية والأوروبية المعتدلة، لكن لم يكن هناك أي تحول جذري مفاجئ لصالح الأحزاب المعادية للاتحاد الأوروبي. وهذا يشير إلى أن قوة الدفع المناهضة للمؤسسة مقيدة نسبيًا، على الأقل في الوقت الحالي، مما يعني أن اليورو قد يجد بعض الدعم الأولي من آمال استمرار نفس السياسة في أوروبا.
على صعيد البيانات الهامة في هذا الأسبوع، الإصدار الرئيسي هو بيانات المعنويات الاقتصادية لشهر مايو على الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء 28 مايو، ولكن من غير المرجح أن تنحاز بشكل مختلف كثيرًا عن نتائج مؤشر مديري المشتريات المخيبة للآمال والتي أظهرت انخفاضا في حين أن الأسواق كانت تتوقع ارتفاعا.
ومن المقرر أيضا صدور بعض البيانات الألمانية الرئيسية، حيث سنتابع تقرير مؤشر أسعار المستهلك الألماني يوم الجمعة في تمام الساعة 13.00 بتوقيت جرينتش ويمكن أن يقدم هذا التقرير نظرة شاملة عما يمكن توقعه لمنطقة اليورو بأكملها. التقديرات الحالية تشير إلى حدوث تباطؤ طفيف إلى 0.3% على أساس شهري بعد ارتفاعه بنسبة 1.0% في أبريل.
كلما ارتفعت النتيجة كلما كان ذلك أفضل بالنسبة لليورو، حيث من المرجح أن تساهم في رفع أسعار الفائدة التي لها تأثير مباشر على العملة. ارتفاع أسعار الفائدة من شأنه أن يساعد على جذب المزيد من التدفقات الصافية لرؤوس الأموال الأجنبية. ولكنه يبدو هذا احتمالا ضعيفا جدا في هذا العام، حسب ما أشار له البنك المركزي الأوروبي في اجتماعاته السابقة منذ بداية عام 2019.
بالنسبة للدولار الأمريكي فهو مازال يحاول الصمود في وجه التوترات التجارية، لكنه على موعد مع اثنين من التقارير الهامة في هذا الأسبوع، التي ستوضح توجه السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفدرالي في الفترة القادمة.
التقرير الهام الأول هو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، الذي سيصدر يوم الجمعة، وهو مقياس التضخم المفضل للمجلس الاحتياطي الفيدرالي حيث أن المستهلكين يساهمون بنصيب أكبر من النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يظهر التقرير ارتفاعا بنسبة 1.6% مقارنة بالعام الماضي.
الإصدار الرئيسي الآخر للدولار هو التقديرات الثانية لأرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، والتي من المتوقع أن تظهر تباطؤًا طفيفًا إلى 3.1% من التقديرات الفورية البالغة 3.2%، وسيصدر التقرير يوم الخميس الموافق 30 مايو.
إذا تم تعديل الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من المتوقع، فقد يعاني الدولار لأنه سيعزز التوقعات السلبية المنحازة الحالية؛ أما إذا ارتفع بشكل غير متوقع، فقد يستأنف الدولار اتجاهه الصاعد.
من الناحية الفنية، نلاحظ من خلال الرسم البياني اليومي أن زوج يورو/دولار قد تراجع يوم الخميس الماضي إلى مستوى 1.1100، وقد اشرنا في تحليلنا الأسبوع الماضي إلى أن الزوج في طريقه بالفعل نحو تسجيل المزيد من الخسائر.
وعلى المدى القصير، نلاحظ أن زوج يورو/دولار قد يجد دعما عند مستوى 1.1175، وإذا حافظ على الإغلاق اليومي أعلى منه فقد يرتفع حتى مستوى المقاومة 1.1260 الموافق لمستوى B من نموذج القاعين الذي كونه الزوج في الأسبوع الماضي.
لكن أي كسر لمستوى 1.1175 سيضغط على زوج يورو/دولار من جديد حتى 1.1100. وطالما أن الزوج لم ينجح في الإغلاق اليومي أعلى من مستوى المقاومة 1.1260 فإن ضغط البيع سيبقى مستمرا وأي صعود سوف يتيح على الأغلب فرصة بيع. بيانات.نت