ومن المفاجئ أن أسعار النفط الخام قوية على اعتبار الأخبار الآخيرة التي صدرت في آب. وبين الأخبار التجارية والمخاوف بشأن الركود وصدور بيانات اقتصادية ضعيفة تؤكد تراجعاً في الإنتاج الصيني وتراجع الصادرات الألماني والتي تأكدت بتباطؤ بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من العامـ، فإن كافة العناصر كانت موحدة للضغط بهدف إعادة النفط إلى مستويات بداية شهر آب. إلا أن متداولي النفط يبدون متفائلين إلى حد ما من أن حل سريع بين أكبر اقتصادين في العالم سيحدث في المستقبل القريب حيث من المتوقع أن يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء مكالمة واجتماع مباشر وجهاً لوجه مع نظيره شي جين بينغ والذي قد يشتمل على احتجاجات هونج كونج والمسائل التجارية ، "قريبا". وفي ظل هذه الظروف، وعلى الرغم من محاولة مجموعة OPEC+ للحد من الإنتاج إلا أن التوقعات الخاصة بأسعار النفط وارتفاعات تشرين الأول 2018 لا تزال بعيدة عن التحقق.
وفي الواقع، على الرغم من الارتداد المحتمل على المدى القصير في أسعار النفط بسبب الأخبار الإيجابية فيما يتعلق بموضوع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أو إطلاق سراح سفينة النفط الإيرانية في خليج جبل طارق، يبدو أن النظرة المستقبلية على المدى البعيد غير إيجابية بالنظر إلى الطلب العالمي. فجوة الإنتاج السلبي عبر الاقتصادات وتباطؤ التضخم، كما هو الحال بالنسبة للمكسيك، التي خفض بنكها المركزي سعر الفائدة بنسبة 0.25٪ إلى 8٪ لأول مرة منذ 5 سنوات، في أعقاب خطوات بنك الاحتياطي الفيدرالي بأسلوب مماثل فمن المتوقع ألا يتحول اهتمام نيوزيلندا أو تايلاند أو الفلبين لصالح النفط. وبالتالي، أصبحت رغبة السعودية أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، بتخفيض الإنتاج أكثر إذا دعت الضرورة إلى ذلك، أقل تدبير لاستقرار الأسعار عند مستوياتها الحالية. علاوة على ذلك، وصل الفارق بين خام غرب تكساس وخام برنت إلى أدنى مستوى منذ 20 تموز 2018 مما يعكس استمرار الازدحام في نقل خطوط أنابيب النفط من حوض برميان إلى المصافي وخطط لبناء محطات لتصدير النفط في خليج المكسيك بهدف زيادة الشحنات إلى الأسواق الأجنبية. وقد يعني الأمر الآخير أن خام غرب تكساس سيصبح أكثر حساسية للتطورات الحاصلة في الطلب العالمي على الرغم من أنه لا توجد توقعات بالبدء في المشروعات قبل عام 2020.
ويتداول خام غرب تكساس حالياً عند مستوى 55,61 دولاراً للبرميل مقترباً من 56 دولاراً للبرميل على المدى القصير ويستعد لمكاسب أسبوعية بعد أسبوعين من تداوله في النطاق السلبي.