اذا كنت عزيزي القارئ من المتداولين في الذهب فعليك أن تكون صاحب نظرة أكثر شمولية لا تركز كثيراً على اليوميات التي قد تكون مملةً أحياناً في تقلبات الذهب خلال الأسابيع الأخيرة. حقق الذهب ما يقارب 21% من المكاسب منذ عام الى الآن وهذه النسبة من الأعلى بين مختلف الأدوات الاستثمارية. الاستقرار الحالي للذهب عند مستوياته الحالية بين 1495$ و 1478$ للأونصة هو إشارة إيجابية حيث أنه لم يتراجع بقوة , صحيح أنه لم يستطع كسر المقاومة القوية نفسياً عند 1500$ لكن الاتجاه العام بقي صاعداً يومياً و أسبوعياً. ثلاثة عوامل كانت هي المحرك الأساسي للذهب ارتفاعاً وانخفاضاً خلال الأشهر الفائتة.
أولاً, الدولار الأمريكي الذي لم يمنى بخسائر قاسية , يتداول حالياً عند 97.30 نقطة , أعلى مستوى منذ تموز الفائت على الرغم من أنه وصل الى 99 نقطة قبل عدة أسابيع, هذا التراجع بقي ضمن نطاق التصحيح العادي والمتوقع أصلاً.
ثانياً, العوائد على السندات الأمريكية التي وصلت الى مرحلة جعلت الأسواق تصاب بالذعر قبل عدة أشهر عندما تراجعت عوائدها الى أدنى مستوياتها منذ سنوات الأزمة المالية العالمية , تقف حالياً عند 1.76% لعوائد العشر سنوات , وصلت الى ما دون 1.50% قبل شهرين.
ثالثاً, الحرب التجارية الدائرة والتي أصبحت حديث الجميع , قد يكون تأثيرها أقل من المتوقع .
آخذين بعين الاعتبار أن الاتفاق التجاري الأمريكي – الصيني بات قريباً, البنوك المركزية ستبقي أسعار الفائدة متدنية والتصحيح على الدولار الأمريكي لن يكون سريعاً, يمكننا القول أن الذهب قد يستمر ضمن نطاقات تداول ضعيفة مدعوماً بأسعار فائدة متدنية , وقدرة الصين على المناورة في أسعار الفائدة لاحقاً اذا احتاج الاقتصاد الصيني وهذا يبقي الذهب ضمن خياراتنا في المرحلة القادمة . العودة مجدداً الى مستويات 1500$ لن يكون بعيداً.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات والتحديثات اليومية للأسواق العالمية .
