المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 24/12/2019
انهار سوق الأسهم العام الماضي في وقت أعياد الميلاد، أمّا العام الجاري فبرهن على اختلافه تمامًا. إذ ظل الاقتصاد قوي، وارتفعت الأسواق، وتابعت الأسهم توسعها المستمر على مدار العقد.
وقع هذا على الرغم من تحذيرات المحللين بالركود من انقلاب منحنى العائد خلال فصل الصيف، وهي أقوى دلالة على تحول النمو للناحية السلبية.
ونستعرض لكم قائمة من أشهر الأسهم التي أظهرت قوة رغم وقوف الاحتمالات ضدها في 2019، مما يظهر استمرار إقبال المستثمرين على المخاطرة بدخولهم تلك الأسهم.
1.تيسلا (NASDAQ:TSLA)
استطاع سهم (NASDAQ:تسلا) أخيرًا الفكاك من التعويذة الدبيّة في أكتوبر، بعد كثير من إخفاقات ارتكبها رئيس الشركة التنفيذي، إيلون ماسك. وارتفعت أسهم شركة صناعة السيارات لأرقام قياسية يوم الجمعة الماضية، لتغلق عند 405.59 دولار. مسجلة ارتفاع يفوق 55% منذ مفاجأة الشركة في 23 أكتوبر.
وجاء تدفق الأخبار نهاية العام بدعم لرالي الأسهم، رغم أن هذا العام شهد: محاولات ماسك تحويل الشركة لشركة خاصة، وصراعه مع الجهات التنظيمية، وكثير من الوعود المنكوسة. وعادة ما يعرف ماسك على أنه الرئيس التنفيذي الأكثر ابتكارية، ولكنه تحول من الابتكارية إلى سلوكيات تدمير الذات.
الارتفاع الحالي في الأسهم بدأ عندما سجلت الشركة أرباحًا إيجابية للربع الثالث، وتمكنت من جني 1.86 دولار للسهم، في هيئة ربحية، ليتفوق حتى على أكثر التوقعات تفاؤلًا، بهامش معتبر، ويتوفق على تقديرات الإجماع العام للآراء بخسارة 0.24 دولار.
ودعم صانع السيارات معنويات السوق عندما قال إنه يخطط لبناء مصنع جديد في الصين، كما سيدشن الطراز واي في وقت مبكر عن الوقت المعلن عنه. وتنهي تسلا العام أعلى الهدف السعر لـ 12 شهر عند 293 دولار للسهر، مع وضع أغلبية المحللين تقييمات سلبية للشركة.
2.جنرال إلكتريك
ظل المستثمرون على انقسام بشأن (NYSE:جنرال إلكتريك) التي تحارب الكثير من الأزمات، إذ تمكنت الشركة من تحويل مسارها بعد عام 2018 الكارثي، وفي هذا العام تراجع السهم، وكذلك الطلب على المنتجات.
وبعد التداول أسفل 10 دولار للشطر الأكبر من العام، بدأ السهم رالي مفاجئ في بداية أكتوبر. وكان تداول الجمعة عند 11.03 دولار. إذ تمكنت الأسهم من جني 50% في 2019، مما يشير إلى نجاح خطة إعادة الهيكلة.
جاء الدعم هذا العام من تقرير الشركة لأرباح الربع الثالث في نوفمبر، والذي أوضح أن التدفق المالي في تحسن، كما أن علامات الحياة ظهرت على بعض الوحدات الصناعية.
والأداء هو ما تعهد به الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، لاري كولب، الذي تولى المنصب قبل أكثر من عام. وهذا ما زاد حماسة المستثمرين لتحسن توقعات التدفق النقدي للشركة في 2019، إذ تمكنت الشركة من البرهنة على ذلك بربعين متتالين، وحازت على دعم من عودة الحياة لبعض قطاعات الصناعة.
رغم الإشارات الإيجابية، ما زال المحللون منقسمون بشأن جنرال إلكتريك، ومستقبلها الذي يبدو به الكثير من عدم اليقين. وأخذ جي بي مورجان (NYSE:JPM) أكثر المراكز دبية من السهم، ليتوقع انهياره في غضون 3 سنوات، والسهم الآن عند 5 دولار، وهو الهدف السعر له. قال محللو جي بي مورجان في مذكرة صادرة عمّا قريب إن نظام الإدارة وضع قاع للأداء، مما يزيد فرص إخفاق الشركة في الوصول إلى الأرقام الاسترشادية لجوهر عملها، الموضوعة في مارس.
3.آبل
من كان يعتقد أن عام 2019 سيكون أفضل الأعوام لمستثمري (NASDAQ:آبل)؟ من بين أسهم القطاع التكنولوجي، المكونة من أسهم: شركة فيس بوك (NASDAQ:FB)، وشركة أمازون دوت كوم (NASDAQ:AMZN)، وشركة نيتفليكس (NASDAQ:NFLX)، سجلت الأسهم ارتفاع بنسبة 80% حتى الآن. وأغلقت أسهم آبل على 279.44 دولار يوم الجمعة.
وكان عام 2019 حافل بالاضطراب لصانع الآيفون، لأنه واجه تباطؤ في الطلب على منتجه الأهم، كما زاد المناخ العدائي ببيئة الاقتصاد الكلي، بعد احتدام الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
فيأتي 20% من مبيعات الشركة من الصين، حيثما طورت الشركة شبكة عملاقة من المزودين، وواجهت آبل تهديد مباشر لعملها من ارتفاع التعريفات الانتقامية بين الولايات المتحدة والصين.
بدأت أسهم آبل العام الجاري بتراجع 30% عن أقصى رقم قياسي سجلته في أغسطس 2018. وبينما تقدمت 2019، أصبح جليًا أن عملاق تكنولوجيا المستهلك محصن ضد الاضطرابات.
أصدرت الشركة آيفون 11 الذي استقبلته الأسواق بترحاب، بينما قطاع الخدمات -يتضمن: موسيقى آبل، واستئجار الأفلام، وتحميل التطبيقات- استمر بالتوسع. وفي الجزء الأخير من العام، حصلت الشركة على دعم قوي من توقعات المحللين بالاستقبال القوي لهواتف الجيل الخامس في 2020. وتوقع المحللون أن يعود عائد نمو مبيعات آيفون إلى سابق عهده في العام المالي المنتهي في سبتمبر 2021.
خلاصة القول
إن آبل، وجنرال إلكتريك، وتسلا مثال على مفاجآت الأسهم السارة للأسواق، بفضل الابتكارية الاستثنائية، وتحويلات المسار القوية والناجحة. فتمكنت آبل بفضل قوة علامتها التجارية من تجنب الأحداث السلبية، وتحويلها إلى صالحها. وتلك الشركات تنهي 2019 على ارتفاع لم يتوقعه أحد، مما يزيد إيجابية التوقعات لها في 2020.