هل انت عميل امريكي؟!
سؤال يجده الكثيرين من المتداولين عند تسجيل حساب تداول في اغلب الشركات ان لم يكن كلها.
ليس فقط نظام الضرائب الامريكي هو ما يجبر الشركات عن الافصاح والتساؤل ، لكن نظام التداول الامريكي نفسه.
في مطلع عام 1929 لم يكن يتخيل امريكي واحد ان سوق الاسهم سيشهد اكبر انهيار في التاريخ تسبب في ما يسمى ( الكساد الكبير ) وكان احد اهم اسباب الحرب العالمية الثانية ، سوق صاعدة بلا توقف واسهم تحقق مستويات تاريخية يومياً ، عشرة اعوام من الصعود سبقت ما حصل ، وان كنت تتداول في الاسواق فعليك معرفة حقيقة ان ما يصعد لابد ان يأتي يوما ليهبط.
كان اكبر عوامل هذا الصعود هو الشراء على الهامش ، اشتري اليوم وادفع غداً ، لا تقلق ان كنت لا تملك ثمن السهم ، نحن سنقرضك ، كان الكل سعيداً حيث تصعد الاسهم ، يربح المستثمرون وكذلك البنوك ، لم يقوم احد بإستنتاج ان ما تم شراؤه لا بد من بيعه.
وهو ما حصل فعليا بعدها ، الكل اصبح في خانة المشترين يملكون الاسهم وعندما جاء وقت البيع لم يجدوا من يشتري ، انه اعظم تشبع شرائي في التاريخ ، انهارت الاسهم وانهارت الاستثمارات وانهارت البنوك وانهار الاقتصاد العالمي كلياً والسبب واضح ( نظام الهامش )
لا يوجد مشكلة كبيرة في الشراء بالهامش في اسواق العملات ، انت تقوم بتداولات سريعة ، لكن المشكلة الحقيقية هو في شراء الاسهم لان في الحقيقة هذا الشراء ليس حقيقياً
لنتعرف على ذلك يجب ان نقوم بحسبة بسيطة
انت تملك مبلغ 10000 دولار وتريد شراء اسهم بقيمة 100000 دولار ، البنك اقرضك؟ هنا الرغبة الحقيقية في الشراء كانت في مالك الحقيقي وهو 10000 ، اما ال 90000 الاخرين هي اموال البنك والذي لم يبدي اي رأي في الشراء او البيع ، وعندما تحل العاصفة لن تضيع اموالك فقط ، بل اموال البنك وبالتالي اموال المودعين وهذا ما يدمر الاقتصاد كلياً.
هذه القصة معروفة وحدثت .. وانتهت؟!
لا لم تنتهي ، عاد هذا الشبح المخيف ليخيم من جديد على اسواق الاسهم الامريكية خصوصاً الشراء بنظام الهامش ، تصعد الاسهم منذ 10 اعوام بنفس الوتيرة التي سبقتها بتسعون عاماً ، لتحقق ارقاما ليست خيالية ولا غير منطقية فقط ، بل تدخل في حيز الخزعبلات ، حيث تجد قيمة ابل تقترب من قيمة ارامكو ، وتجد قيمة تيسلا اكبر من قيمة مرسيدس وبي ام دبليو و نيسان ورينو وفيات وجيب وبيجو وسيتروين مجتمعين ، مستويات سعرية تنبئ ان هناك الكثير والكثير من المشترين ، ونعود مجددا لنقول ان ما تم شراؤه ، حتما سيتم بيعه فيما بعد.
ولكن عليك ان تتسائل ايضاً من اين اتت البنوك بهذه الاموال الضخمة جدا لتمويل عمليات الشراء تلك ؟ الاجابة بسيطة وهي في التيسير الكمي الذي انتهجته الولايات المتحدة لعلاج ازمة 2008 الشهيرة ، قاموا بشراء الدين بنقود مطبوعة ، نعم التضخم لم يظهر في السوق الفعلي بالشارع لكنه ظهر وبشدة في اسعار الاسهم وهذه اللعبة قد تبدو زكية للوهلة الاولى ولكنها تدق ناقوس الخطر المخيف على الاقتصاد الامريكي وبالتالي العالمي
وهذا يفسر لماذا لم تصعد بقية اسواق العالم بنصف وتيرة السوق الامريكي حتى ، وكلمة السر هي طباعة الاموال
خلاصة الكلام ان مستويات الاسعار الحالية والتي يتباهى بها ترامب كثيراً قد تكون في المستقبل القريب سبباً في ازمة مالية عالمية غير مسبوقة حين تبدأ الطائرة بالهبوط ويضطر المشترون الحقيقيون وغير الحقيقيون لاغلاق مراكزهم
تحياتي
XAUUSD
مؤشر داو جونز
المؤشر العام