أسواق لا تهدأ على وقع ضربات كورونا وتجاوب الدول والاقتصادات الهشة فعليا مع الأمر، كشفت كورونا أن القارة الأوروبية العجوز غير قادرة على مواجهة الطوارئ ليس فقط على المستوي الطبي الذي انكشف على أسوأ ما فيه ولكن أيضا على المستوى الاقتصادي لتتراجع الاقتصادات بشكل مبالغ فيه وتصبح فكرة الاتحاد الأوروبي نفسها قيد البحث حيث لم نشهد أي معنى للفكرة الأساسية للاتحاد الذي لم يقدم شيئا لإيطاليا في كارثتها ولم يقدم يد العون للدول الاشتراكية سابقا التى لحقت بآخر عربة في قطار الاتحاد الأوروبي الأمر الذي يؤسس لما بعد كورونا حيث سنشهد دعوات انفصالية لا شك عن هذا الاتحاد الذي تميز بأنانية أعضائه.
الخميس يحاول الاتحاد الأوروبي التدخل لإنقاذ إقتصاداته المتضررة عبر حزمة تحفيز بمقدار 500 مليار يورو كما كشف جولدمان ساكس بالأمس لكن تلك الحزمة قد لا تأتي بما ينتظره الأعضاء المتضررين من توقف الاقتصاد وسط مخاوف من إستئناف فتح الأسواق تحت تهديد كورونا المستجد.
النفط من ناحية أخرى لا يبدو أنه سيتعافي سريعا ، فحرب العربية السعودية مع روسيا ضمن معركة عض الأصابع انتهت إلى وجود نفط لا يحتاجه أحد بعد أن عجزت مستودعات التخزين حتى البحرية منها عن إستيعاب نفط لا يجد استهلاكا ليصبح إنتظار تأثير ذلك على اقتصادات الخليج أمرا مقلقا بينما روسيا لديها مصادر دخل بديلة ومتنوعة.
ووسط المخاطر يأتي دور الذهببكل تأكيد لكن حتى ذلك لم يعد آمنا فمع توجه ترامب لفتح الأسواق بأي ثمن يتراجع الذهب حاليا مع الضغوط التى يمارسها دونالد ترامب لإنعاش شهية المخاطرة على الأسهم والسندات والمؤشرات
فعليا قد يرتفع الذهب لما أعلى من حاجز الـ 1800 لكن من ناحية أخرى مستويات 1600 ليست بعيدة حتي وإن كانت تمثل منطقة دعم هامة لكن أي تراجع لكسر تلك المنطقة قد يكون مؤشر مبكرة لإمكانية عودة الذهب لتكرار سيناريو التراجع قبل سنوات من قمة الـ 1900 إلى قاع الـ 1050

أسواق مضطربة لا ننصح بالتداول عليها ضمن صفقات طويلة المدي بل بتداولات يومية وأسبوعية على أقصي تقدير مع القبول بأرباح صغيرة وعدم المخاطرة بإبقاء أي مراكز تداول مفتوحة قبل إغلاق الأسواق كقاعدة عامة حتى إشعار آخر