المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 23/6/2020
لماذا ترتفع أسهم قطاع الإسكان في الوقت الذي يفقد فيه كثيرون وظائفهم وتتزايد المخاوف بشأن الموجة الثانية لفيروس كورونا؟
يوجد بعض تطورات دارت في الأسواق خلال اجتياح فيروس كورونا، أدهشت المستثمرين، وزادت من قوة سوق الإسكان على نحو غير متوقع. فارتفعت أسعار المنازل في الولايات المتحدة، وارتفع الطلب على الرهون العقارية، حتى مع معدل بطالة يقارب مستويات قياسية.
تراجع المعدلات
وفق المؤشر المعدل موسميًا من هيئة بنوك الرهن العقاري، زاد الطلب على الرهون العقارية لتسعة أسابيع متصلة. وهذه أعلى زيادة يشهدها المؤشر منذ يناير الماضي، عندما ابتعد المؤشر عن الرقم القياسي لـ 12 عام.
وفق بيانات الهيئة، لم يكن الرهن العقاري مربحًا في هذا الوقت من العام منذ 2013. فيصل متوسط الهوامش لـ 61 نقطة أساس للقرض الواحد من يناير إلى مارس، ليضاعف المعدل المسجل لمتوسطات 2008، وفق مارينا والش، من إم بي أيه، في تحليل للصناعة مقدم إلى بلومبرج.
قالت شركة مستر كوبر جروب Mr. Cooper Group Inc (NASDAQ:COOP)، أكبر الشركات في الصناعة، في 28 مايو للمستثمرين إن هوامش هذا الربع ربما تكون 3%، أي 3 أضعاف الربع الثاني من العام الماضي.
ارتفع سهم الشركة متعافيًا من انهيار مارس الماضي، ليصل ارتفاع 14.68 دولار للسهم. وأغلق السهم تداولات أمس على سعر 13.21 دولار.
والتفسير الوحيد للنشاط القوي في سوق الرهن القعاري هنا: معدلات الفائدة شديدة الانخفاض، والتي نتجت عن تدخلات الفيدرالي العنيفة لمساعدة الاقتصاد حتى يتعافى من الركود الذي ضربه. وتراوح المعدل لـ 30 عام للرهن العقاري هبوطًا لـ 3.2%، ما دفع المثرضين لزيادة التمويل. ولكن ما زال البعض يرى المعدلات المنخفضة دافعًا يحفز لدخول السوق الآن.
تحول الاتجاهات
يوجد محفزات جديدة تخرج للسوق مع معدلات الفائدة المنخفضة، وهذه المحفزات هي: تغيير الأفراض توقعات الأعمال، ومعايير المعيشة استجابة لفيروس كورونا. سارعت الأزمة اتجاهات الإسكان في أمريكا الشمالية، وزاد توسع المنازل للأسرة الواحدة، وفق تقرير من مورجان ستانلي (NYSE:MS) على الحياة بعد الوباء.
زكى التقرير شراء أسهم شركة إنفيتاشن هومز Invitation Homes Inc (NYSE:INVH)، في دالاس، وهي شركة هن عقاري مختصة في تأجير منازل للأسر الواحد. ومعروف عن شركات العقارات أصولها عالية الجودة، وفق مورجان ستانلي، والتي يمكنها التفوق على أداء صناديق الرهن العقاري التي تدير الشقق.
قالت شركة إنفيتاشن هومز في تقرير الربع الأول لشهر أبريل إن معدل جمع الإجارات في أبريل كان أعلى بنسبة 95% من المستويات التاريخية. كما أن أقل من 2% من المستأجرين اختاروا تأخير دفع حصة من إيجارهم للشهر.
جنت أسهم الشركة ربح بنسبة 62% على مدار الشهور الثلاثة الماضية. وأغلق السهم على 28.15 دولار.
وأحد الأسهم التي تستفيد أيضًا من هذه الموجة الجديدة في الأسواق هي أسهم لويز (NYSE:LOW)، الشركة رقم 2 في تحسين المنازل. وتستفيد السلسلة العالمية من تزايد الطلب على المنتجات، مع تحول العاملين نحو العمل في المنازل، عوضًا عن التنقل بين البيت والمكتب، ما دفعهم لتحسين ديكور منازلهم، وجعله مناسب للعمل.
في حين تضاعفت أسهم LOW خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، وأغلق السهم عند سعر 134.72 دولار يوم الاثنين.
ولكن وسط هذه الاتجاهات المتحولة، يوجد رابحون وخاسرون. ضرب الوباء: مراكز التسوق التجارية، والمطاعم، والمكاتب، التي أجبرت جميعها على الإغلاق، واندفع المستهلكون إلى الشراء أون لاين، وأجبر الموظفون على العمل عن بعد.
ووجدت كثير من الشركات أن العمل عن بعد مجزيًا لنسبة لا بأس بها من الموظفين، ونجح هذا في تخفيض نفقات الحاجة لمساحات لبقاء الموظفين.
هبطت أسهم سيمون بروبيرتي جروب (NYSE:SPG)، أكبر مشغل لمراكز التسوق في الولايات المتحدة، تراجعًا بنسبة 60% للأسهم هذا العام. إذ تواجه المتاجر كثير الصعوبات في دفع الإيجار، وتشهر بعض متاجر أخرى إفلاسها.
قال كار إكايهن، واحد من أنجح المستثمرين في وول ستريت، في مقابلات أخيرة إن أضخم الصفقات الآن هي المراكز القصيرة (البيع) لشركات أسواق العقارات التجارية. قال في مقابلة مع سي إن بي سي: "ستحظى بهذا الارتفاع القوي أيضًا، أي شخص سيحظى به."
خلاصة القول
تراجع معدلات الفائدة، وتغير نمط الحياة، ونظم العمل تدفع قيمة أسهم القطاع العقاري للأعلى. وأحد أكبر المستفدين من تفوق القطاع هي شركات تطوير المنازل مثل لوي، وهوم ديبو (NYSE:HD)، وكذلك شركات الرهن العقاري.