مع تصدر الذهب و النفط و الدولار لعناوين الإخبار الإقتصادية وأخبار السلع كل يوم، فإن مراكز الشراء في ما يسمى بـ PGM تحقق الكثير في صمت، وذلك بفضل التقلب المنخفض نسبياً، والاهتمام الضئيل الذي تحظى به هذه الأسواق.
وتتكون مجموعة الـ PGMs ، والتي هي إختصار لـ مجموعة معادن (SE:1211) البلاتين، بشكل رئيسي من معدنين: 1. البلاديوم، المعدن الذي يعزز البنزين أو المحركات التي تعمل بالبنزين عن طريق تنقية انبعاثاتها، و2. البلاتين، المحفز التلقائي الذي يؤدي خدمة مماثلة في محركات الديزل.
وخلال تداولات أمس الثلاثاء، وصل عقد البلاديوم الآجل لشهر ديسمبر إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر عند 2,454.50 دولار للأونصة. لكن العناوين الرئيسية كانت تركز أكثر على صعود الذهب إلى أعلى مستوى في أسبوعين بدلاً من ذلك.
وفي ذات الجلسة، وصل عقد البلاتين الآجل لشهر أكتوبر أعلى مستوياته في شهر واحد عند 984 دولار للأونصة، بدون ضجة في عناوين الأخبار.
العديد من الإنجازات البارزة لعقودPGM الرئيسية
هذه ليست هي الإنجازات الوحيدة لعقودPGM الرئيسية.
فالبلاديوم الأن في وسط الأسبوع الخامس على التوالي من المكاسب، حتى بعد تراجع في الجلسة الآسيوية لليوم الأربعاء. منذ 7 أغسطس إرتفعت قيمة المعدن بنسبة 12٪. كما أن هذا هو ثالث شهر على التوالي يحقق فيه البلاديوم المكاسب، حيث ارتفع بنسبة تراكمية قدرها 24٪ خلال الأشهر المذكورة، أي بمعدل 8٪ شهرياً منذ نهاية يونيو.
أما البلاتين، فيحقق حالياً الارتفاع الأسبوعي الثاني على التوالي، ومنذ قاع 28 أغسطس وحتى الآن، ارتفع المعدن بنحو 10٪. أما على أساس شهري، فلقد ارتفع المعدن كذلك دون انقطاع منذ نهاية يونيو، محققاً مكاسب بأكثر من 14٪ خلال هذه الفترة، أو ما يقارب الـ 5٪ شهرياً منذ نهاية يونيو.
وبالنسبة للعام الحالي، فلقد ارتفع البلاديوم بنسبة 26٪ تقريباً منذ بداية 2020، بينما يحقق البلاتين حالياً مكاسب سنوية هامشية بأقل من 1٪، بعد أن عانى من خسائر كبيرة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
إذن، هل ما زال الوقت مناسباً للدخول على هذين الاثنين؟ أم أن حركاتهم الصعويدة قد أستنفذت كامل قوتها بعد هذه المكاسب؟
المزيد من الاتجاه الصعودي لا يزال ممكناً على الـ PGMs
في بورصة كومكس، وصل البلاديوم إلى قمة عند 2,788 دولار بتاريخ 27 فبراير، وبعد ذلك وصل إلى قاع عند 1,355 دولار بتاريخ 16 مارس، مما يترك اتجاهه الصعودي سليماً طالما بقي السعر فوق مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8٪ عند 2,240 دولار، وذلك وفقاً للتحليلات الفنية للمحلل (سونيل كومار ديكسيت) المتخصص في المعادن الثمينة.
وفقاً لنموذج ديكسيت التحليلي، إذا بقي البلاديوم فوق هذا المستوى، فإن منطقة المقاومة التالية التي يجب مراقبتها ستكون حول مستوى تصحيح فيبوناتشي 76.4٪، عند 2,450 دولار.
وإذا ألقينا نظرة على الرسم البياني اليومي، سنجد أن البلاديوم يتداول حالياً أعلى بكثير من المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يوماً، والذي يشير حالياً إلى 2,203 دولار. كما انه يتداول فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، مع وجود احتمال لأن يخترق المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم كذلك.
وعلى أساس تاريخي، وصل سعر العقد الفوري للبلاديوم، الذي يقود العقود الآجلة في بورصة كومكس، إلى أعلى مستوى في تاريخه عند 2,882.11 دولار بتاريخ 27 فبراير، قبل أن يبدأ وباء كورونا في شل الاقتصاد العالمي.
وفي الفترة التي سبقت ذلك، أدى النمو الهائل في قطاع السيارات العالمي، بقيادة الصين، إلى جانب النقص الحاد في العرض في الأسواق العالمية، إلى ارتفاع البلاديوم إلى مستويات تاريخية جديدة في كل يوم تقريباً.
وفقاً لما يقوله المحللون، فلقد انخفضت مخزونات البلاديوم الموجودة فوق سطح الأرض بمقدار 5.3 مليون أونصة (165 طن)، أو حوالي 30٪ منذ عام 2010. وتتوقع شركة الإستشارات المتخصصة بالمعادن (متلز فوكس) أن يبلغ النقص في البلاديوم 124 ألف أونصة (3.9 طن) في العام الحالي. ووفقاً لـ (متلس فوكس) كذلك، سيكون هذا أقل مستوى عجز في سوق البلاديوم، منذ أن كان السوق في فائض لأخر مرة، في عام 2011. وفي عام 2016، بلغ العجز 1.29 مليون أونصة.
أما بالنسبة للبلاتين، فلقد تجاوز هدفه الصعودي الأول عند مستوى 980 دولار. ويُظهر نموذج آخر للمحلل الفني (ديكسيت) أن الإستمرار في الارتفاع يمكن أن يصل بنا إلى المستويات الكلاسيكية حول 1,030 دولار، ومن ثم إلى منطقة العرض المعروفة بين 1,035 و 1,045 دولار.
ويمكن أن يساعد الزخم الصعودي الإضافي البلاتين على الدخول في منطقة المقاومة التي تبدا عند 1,080 دولار، وتتضمن مستويات 1,110 دولار و 1,170 دولار، و 1,200 دولار.
وعلى أساس يومي، يظهر الرسم البياني للبلاتين استمراراً للاتجاه الصعودي، مما يضعه فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يوماً، عند مستوى 926 دولار.
كما حافظ البلاتين على التداول فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، وقام بإختراق صعودي فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم. ويجب أن يحصل تصحيح يتضمن اختراقاً حاسماً تحت هذه المتوسطات المتحركة، قبل أن نستطيع القول أن الزخم الصعودي قد توقف.
وعلى جانب الطلب، يُتوقع أن يشهد البلاتين طلباً قوياً من القطاع الصناعي، ومن سوق المجوهرات، الذي يجد فيه البلاتين طلباً متزايداً، من جيل الألفية في الاقتصادات التقليدية التي تركز على الذهب، مثل الهند، حيث قفزت مبيعات المجوهرات البلاتينية بنسبة 25٪ في عام 2017 لوحده.
ويقول (نيتيش شاه)، مدير الأبحاث في شركة (وزدم تري)، في تقرير لـ بلومبرج:
"لقد كانت موجة الشراء مدفوعة من قبل المستثمرين الذين اعتقدوا أنهم فقدوا الفرصة بعد الارتفاع الأخير في أسعار الذهب والفضة. ربما أيضاً كان هناك بعض الأموال التي جنت الأرباح من الذهب والفضة، ثم تحولت إلى البلاتين لأنه لا يزال رخيصاً نسبياً بالمقارنة مع أقرانه."
وذكرت بلومبرج في تقريرها كذلك أنه الصناديق الإستثمارية المتداولة، أو ما يعرف بـ ETFs، قد قامت بشراء أكثر من 600 ألف أونصة من البلاتين، منذ منتصف شهر مايو.