المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 23/9/2020
الخوف من الإغلاقات في المملكة المتحدة، والمزيد من التصريحات الحذرة المتوقعة من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، هي أمور لم تقدم الكثير للذهب كما قدمت للدولار.
ارتفع مؤشر الدولار في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم الثلاثاء في آسيا، ليضيف إلى مكاسب الجلسة السابقة التي بلغت 0.8٪، عندما تسببت مخاوف إرتفاع إصابات كورونا، ومخاوف عدم التوصل لإتفاق في الكونجرس بشأن حزمة تحفيز في عمليات بيع كثيفة على نطاق واسع في الأصول الأخرى.
والأهم من ذلك هو أن هذا المؤشر، الذي يتابع سعر الدولار أمام اليورو و الين و لإسترليني والدولار الكندي و الكرونا السويدية والفرنك السويسري، قد صمد فوق حاجز الـ 93 الصعودي المهم خلال معظم الشهرين الماضيين.
وفي منشور له على موقع (ديلي إف إكس) قال المحلل المتخصص بالعملات (ريك دفوراك): "الدولار الأمريكي يكتسب أرضية كبيرة منذ بداية الأسبوع، مع انخفاض الأسهم."
وأضاف دفوراك:
"تميل حركة سعر الدولار الأمريكي إلى الارتفاع خلال فترات النفور من المخاطرة، نظراً لكونه أهم عملة ملاذ آمن. ويؤدي هذا إلى تعزيز مؤشر الدولار، بسبب قوة الدولار الأمريكي أمام جميع العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الكندي والدولار الأسترالي على سبيل المثال لا الحصر."
أما الذهب الفوري، والذي يعكس التداولات في الوقت الحقيقي في السبائك المعدنية الملموسة، فلقد تراجع بـ 5.82 دولار، أو ما يعادل 0.3٪، ليتداول عند 1,906.38 دولار، بعد أن كان قد سجل أدنى سعر له في ستة أسابيع خلال جلسة يوم أمس الإثنين عند 1,883.21 دولار.
الذهب في نطاق واسع بين 1,900 و 1,970 دولار
يتوقع المحللون أن يتداول الذهب في نطاق سعري عريض بين 1,900 و 1,970 دولار خلال الفترة الحالية. أما التوقعات للتداول عند مستوى 2,000 دولار وما فوقه، فمن الأفضل تركها إلى وقت لاحق.
يقول ريتشارد بيري، المحلل في هانتيك ماركتس، في منشور آخر على موقع (إف إكس ستريت): "إرتفاع الذهب إلى ما فوق أعلى سعر ليوم الجمعة عند 1,960 دولار سيكون مؤشراً على أن هنالك شيء ما يتحرك، ولكن في الوقت الحالي، من الصعب للغاية أن تكون متحمساً للذهب."
وبعد استقراره من سقوط يوم الاثنين، ربما يكون الذهب قد حسم المخاوف الفورية من تجدد الزخم الهبوطي، على الرغم من أن الصورة الفنية له ستستمر في التأرجح بين (حيادية) و(هبوطية) في الوقت الحالي. يضيف بيري:
"مؤشرات الزخم على الرسوم البيانية اليومية تتواجد إلى حد كبير حول المستويات المحايدة، مع تسطح منحنيات مؤشر القوة النسبية ومؤشر الستوكاستكس، ولكنهما فوق مستوى الـ 50، في حين أن خطوط مؤشر الماك دي مسطحة ولكنها فوق الحيادية بشكل طفيف."
"نستمر في النظر إلى توقف الذهب عند أي مستوى دعم فوق مستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6٪ (للحركة من 1,451 دولار إلى 2,072 دولار) والموجود عند مستوى 1,926 دولار باعتباره إيجابياً بشكل طفيف لتوقعات الذهب. ومع ذلك، يحتاج المضاربون على الارتفاع إلى حركة سعرية لما فوق 1,973 دولار، حتى يتم دفع السوق نحو المقاومة الرئيسية للمدى القصير عند 2,015 دولار. يُظهر الرسم البياني للساعة دعماً ثابتاً فوق النطاق المحوري 1,937 – 1,940 دولار، والذي يحافظ على الإنحياز الإيجابي المعتدل. ولكن وعلى الرغم من ذلك، تظهر المؤشرات على أنها محايدة ولا يستطيع المضاربون على الارتفاع المضي قدماً."
المحلل (سونيل كومار ديكسيت)، خبير الرسوم البيانية والتحليل الفني المتخصص بالذهب، لديه وجهة نظر مماثلة: "إذا فشل المعدن الثمين في الحفاظ على منطقة الدعم بين 1,927 و 1,935 دولار، فقد يمتد التصحيح الهابط إلى المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، عند مستوى 1,863 دولار، ومستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2٪ عند 1,836 دولار.
شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن تساعد الذهب أو الدولار
يمكن أن يجد الذهب طريقاً للمضي قدماً إذا وجد المساعدة في شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس، والتي تبدأ اليوم الثلاثاء، وتستمر لـ 3 أيام.
وفي تصريحاته الافتتاحية التي سيلقيها اليوم، والتي تم نشرها يوم أمس لوسائل الإعلام، سيقول باول إن المؤشرات الاقتصادية الأمريكية مثل التوظيف والإسكان والاستثمارات الرأسمالية للأعمال التجارية تحسنت بشكل ملحوظ منذ تفشي وباء كورونا في مارس. لكنه سيقول أيضاً أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لإعادة الأمة إلى مستويات ما قبل الوباء، وسيضيف:
"لا نزال ملتزمين باستخدام أدواتنا لفعل كل ما في وسعنا، ولأطول فترة ممكنة، لضمان أن يكون التعافي قوياً قدر الإمكان، وللحد من الضرر الدائم للاقتصاد."
قبل شهرين، ربما كانت هذه الكلمات من باول كافية لدفع الذهب عبر مستوى الـ 2,000 دولار.
إستمرار الضعف في وول ستريت قد يضر بالذهب
ولكن في هذه الأيام، من المرجح أن يكون الدولار هو الذي سيتلقى الدفع من كلمات باول، على الرغم من عدم منطقية ذلك، إذا أخذنا بعين الإعتبار العجز المالي الأمريكي الهائل، وتأثيره المحبط على الدولار. ولكن الحديث عن انكماش الأسعار، بنفس الكيفية التي تتحدث الأسواق فيها عن تضخمها، قد جعل المستثمرين قلقين أيضاً من أن يكون لديهم الكثير من مراكز شراء الذهب.
نعود إلى ريتشارد بيري، المحلل في هانتيك ماركتس، والذي يقول:
"مع ارتفاع معدلات النفور من المخاطر كمحفز أساسي يساعد على توجيه الدولار الأمريكي إلى الأعلى، يمكن لمؤشر الدولار أن يستمر في تقدمه جنباً إلى جنب مع مؤشر فكس، أو ما يسمى "مقياس الخوف". ومع ذلك، إذا إنخفضت درجة تقلب السوق مرة أخرى ، فيمكن لذلك أيضاً أن يكون مفيداً لسعر الدولار."
وفي إشارة إلى اجتماع 16 سبتمبر للجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC التابعة لبنك الإحتياطي الفيدرالي، أضاف بيري:
"الإرتفاع الأخير الذي شهده مؤشر الدولار الأمريكي يعزز مستوى 92.75 كمنطقة دعم فني رئيسية، والذي كنا قد حددناه في تقريرنا الذي أصدرناه قبل إجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC الأسبوع الماضي."
إذا استمر الانزلاق الذي شهدناه يوم الاثنين في وول ستريت، فلن يكون هنالك الكثير من الأمور التي قد تتمكن من عرقلة الدولار.
ويقول راي أتريل، رئيس وحدة أبحاث العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني: "اكتسبت عمليات بيع الأسهم زخماً مثيراً للغاية خلال الجلسة الأوروبية، ودفع تمركز تجنب المخاطرة الدولار الأمريكي إلى المقدمة."
وأضاف أتريل:
"يعتمد الكثير الآن على ما إذا كان ما رأيناه خلال الـ 24 ساعة الماضية سوف يستمر أم لا. هنالك سبب وجيه للاعتقاد بأننا قد نكون في فترة عدة أسابيع يتوقف فيها الدولار عن الانخفاض."
إخلاء المسؤولية: لا يمتلك باراني كريشنان مراكز تداول أو عمليات مضاربة في السلع والأوراق المالية التي يكتب عنها.