المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 24/9/2020
انخفض سعر الذهب لليوم الرابع على التوالي، حيث فقد أكثر من 5٪ خلال هذه الحركة الهابطة. إنه أطول انخفاض للمعدن الثمين، وأكبر انخفاض له أيضاً، منذ قاع مارس.
خلال شهر سبتمبر الحالي، انخفض المعدن اللامع بنسبة 6.61٪ حتى الأن. قد يبدو ذلك مفاجئاً، نظراً لكونه أقدم وأعرق وأشهر أصل من بين أصول الملاذ الآمن، والذي ينتعش في العادة، عندما تتراجع الرغبة في المخاطرة، كما يتضح مما حصل لمؤشر إس آند بي 500 الذي انخفض بنسبة 7.6٪ خلال نفس الفترة، ليصبح في طريقه لتسجيل أسوأ شهر سبتمبر في 18 عاماً.
هناك محفز آني واحد لهذا التطور غير المتوقع: عانى الذهب بسبب الارتداد الذي لم يكن محتملاً على الدولار. فلقد قفزت العملة الأمريكية بنسبة 2.5٪ منذ بداية هذا الشهر، مع وجود العديد من النقاط التي يقول المحللون أنها وراء ذلك، من تجنب مخاطر فيروس كورونا، إلى الأسهم، إلى البيانات الاقتصادية التي تحسن بعضها، وأخيراً إلى تحذير رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو (تشارلز إيفانز) من أن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعاً.
هل يعني هذا بالضرورة أن الذهب سيستمر في الانخفاض؟ لا، إطلاقاً.
بل إن ارتفاع الدولار في الوقت الحالي هو الذي قد لا يستمر. فالدولار يواجه بيئة أساسية غير مؤكدة بشكل استثنائي إلى جانب مقاومة هامة على الرسم البياني، مما قد يتسبب في إعادته إلى الانخفاض على المدى المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنفصل حركة الذهب عن حركة الدولار، وتعود العلاقة بين الذهب والأسهم، وهو ما يعني استعادة الذهب مكانته كملاذ آمن من جديد.
الخطوة التالية للذهب ستكون ضمن حركة سعرية معقدة وذات دوافع متعددة، بل وحتى متضاربة. وبناءاً عليه، فإننا نتردد في التنبؤ بما قد تكون عليه الحركة أو الحركات القادمة للمعدن الثمين. بدلاً من ذلك، سنقوم ببساطة بوصف السيناريوهات الفنية وتحديد التوقعات.
لقد كان الرسم البياني الفني للذهب يتطور منذ أغسطس، مما أدى إلى إحداث مجموعة متنوعة من التغييرات. بعد الاختراق الهابط للمعدن الثمين، عندما انخفض الذهب إلى ما دون أدنى سعر ليوم 12 أغسطس، أصبحنا نرى عدة أنماط مثلثات، من ضمنها المثلث المتماثل الذي يمكن رسمه باستخدام أعلى سعر ليوم 7 أغسطس وأدنى سعر ليوم 12 أغسطس. هنالك مثلث متماثل أصغر، يمكن رسمه باستخدام أدنى سعر ليوم 12 أغسطس كذلك، لكن مع أعلى سعر ليوم 18 أغسطس. وأخيراً، هنالك نمط المثلث التنازلي، الذي يمكن رسمه باستخدام قمة 18 أغسطس والقيعان التي بدأت تظهر بتاريخ 21 أغسطس (الخطوط المنقطة الحمراء على الرسم البياني المرفق).
وبغض النظر عن آثار القياس لنقاط رسم المثلث، فإن جميع هذه الأنماط المثلثية، لها نفس التفسير، وهو أنه عندما نكسر كل منها إلى الأسفل، فإن التوقعات ستكون بأن يستمر الانخفاض بعد ذلك.
تكشف المتوسطات المتحركة عن كيفية انتشار نقاط الضغط الفنية على الرسم البياني. لقد اخترق السعر المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً إلى الأسفل، مما دعم المثلث. أما اليوم، فيقترب المتوسط المتحرك لـ 100 يوم من السعر، وكلاهما في منتصف القناة الهبوطية، بينما نجد أن المتوسط المتحرك لـ 200 يوم قد بدأ يرتفع نحو قاع هذه القناة، ليساعد في بناء دعم عند هذا القاع.
سيشير الاختراق الهبوطي إلى أن السعر سيستمر في الانخفاض، على الأقل في المدى القريب، ولكن هذا قد لا يحدث بالضرورة. في حين أن اتجاه المدى القصير، كما يُظهر لنا الرسم البياني اليومي، قد أصبح هبوطياً، فإن الاتجاهات السعرية المتوسطة والطويلة المدى، كما يظهر لنا الرسم البياني الأسبوعي والشهري، لا تزال صاعدة.
هذا لا يعني بالضرورة أنه من غير المعقول المضاربة مع اتجاه المدى القصير، ولكن يجب أن يكون المضارب مستعداً، لأن تتحرك الأمور بعكس ما يرغب عندما تسيطر الاتجاهات طويلة الأجل على السوق.
استراتيجيات التداول
سينتظر المتداول المحافظ وصول الذهب إلى مستوى سعري فوق قمة 7 أغسطس التاريخية، والتي تمثل أعلى سعر في تاريخ المعدن الثمين، (بالنسبة للعقود الآجلة كانت عند 2,089.20 دولار) وبعد ذلك ينضم إلى الاتجاه الصعودي للمدى الطويل.
قد يخاطر المتداول المعتدل بمركز بيع على المكشوف إذا وافقته الظروف: مثلاً العودة إلى حدود النمط السعري، وأن تجد هذه العودة المقاومة من خلال العرض، وبعد ظهور شمعة حمراء طويلة واحدة على الأقل.
وبالمثل، قد ينتظر المتداول المغامر أيضاً ارتفاعاً تصحيحياً يعطيه نقطة دخول أفضل، وليس بالضرورة لاختبار الاتجاه. التفكير في المضاربة بعكس اتجاه المدى الطويل يزيد من المخاطر، لذلك، فإن إدارة الأموال تصبح أمراً بالغ الأهمية هنا. إليك هذا المثال:
عينة تداول
● الدخول: 1,915 دولار - قاع المثلث التنازلي، المثلث الأسفل
● وقف الخسارة: 1,940 دولار – قاع المثلث المتماثل، المثلث الأعلى
● المخاطرة: 25 دولار
● الهدف: ,1800 دولار – أعلى سعر ليوم 18 مايو
● العائد: 100 دولار
● نسبة العائد إلى المخاطرة 4: 1
ملاحظة المؤلف: عينة التداول هذه هي مجرد مثال لواحدة من العديد من الطرق الممكن التعامل من خلالها مع نفس التحليل. العوامل الشخصية الخاصة بك، مثل التوقيت، والميزانية، والحالة المزاجية، سيكون لها تأثير كبير على النتائج. إذا لم تضع خطط تداول متسقة، فلن تتمكن من تحقيق نتائج إحصائية، لأن ذلك يعني ببساطة أنك تقامر. لا يتم قياس نجاح أو فشل التداول من خلال عدد قليل من المراكز، ولكن من خلال تحقيق نتائج إيجابية عبر عينات سليمة إحصائياً. تداول موفق!