هنالك عدد من استراتيجيات التداول المعقدة التي تعتمد على منحنى العائد، ولكن المحللين وجدوا سبباً بسيطاً لتَسطّح منحنى العائد على سندات الخزينة الأمريكية: يشعر المستثمرون بالقلق من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر.
سبق المناظرة الأولى بين الرئيس الحالي دونالد ترامب والمنافس الديمقراطي جو بايدن، والتي ستجر فجر الغد، انتقال إلى سندات الخزينة طويلة الأجل. وقد أدى هذا إلى انخفاض العائد (لأن عائدات السندات تتحرك عكسياً مع الأسعار)، وساهم ذلك في تسطيح منحنى العائد.
حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات، ورياح الأسهم المعاكسة، تضغطان على السندات طويلة الأجل
يبلغ الفارق بين عوائد سندات الـ 10 سنوات وعائد الـ 30 عاماً فقط 76 نقطة أساس، وهذا ليس كثيراً كعلاوة لإسثتمار تبقى فيه 20 عاماً أخرى.
سندات الخزينة لأجل 10 سنوات تعطي عائداً قدره 0.66٪ وسندات الـ 30 عام تعطي 1.42٪
من المفروض أن يؤدي تغيير بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسته تجاه التضخم إلى منحنى عائد أكثر حدة. فالبنك الأن سيتحمل المزيد من التضخم قبل أن يقوم بتغيير السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة. ترتفع فرص تحقيق نمو اقتصادي أقوى وتضخم أعلى على المدى الطويل، مع دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعاته لتوقيتقرار رفع سعر الفائدة التالي نحو علامة الـ 10 سنوات.
ولكن منحنى العائد الحاد المتوقع، لم يحدث مع اقتراب الانتخابات. تمنح استطلاعات الرأي المرشح الديمقراطي بايدن تقدماً حاسماً على المستوى الوطني، لكن الناخبين تعلموا من عام 2016 أن هذه الإستطلاعات يمكن أن تكون مضللة. لسبب من الأسباب، أخطأ القائمون على استطلاعات الرأي في قراءة شعبية ترامب في تلك الانتخابات، ولا يوجد دليل على أن مهارتهم في قراءة تلك الشعبية قد تحسنت، أو أنه يمكن الثقة بها.
هنالك درس آخر تعلمناه في 2016، وهو أن استطلاعات الرأي الوطنية لا يمكنها أبداً تحديد ما سيحدث في الولايات المتأرجحة (تلك الولايات التي لا تصوت بشكل مستمر لأحد الحزبين، فتارة يفوز بها الجمهوريون وتاره ينتصر الديمقراطيون) ولا يمكن تحديد أين ستذهب أصوات الهيئة الإنتخابية فيها.
لقد حصلت هيلاري كلينتون على 3 ملايين صوت إضافي في كاليفورنيا، وتصدرت التصويت الشعبي على المستوى الوطني، لكن هذا لم يقدم لها الفوز بالرئاسة، حيث ذهبت 4 ولايات متأرجحة هي فلوريدا وميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا إلى ترامب، في بعض الأحيان بهوامش ضيقة، ولكن المهم أن ذلك قد منحه أغلبية أصوات الهيئة الانتخابية، وهذا هو المهم في النهاية.
تُعتبر استطلاعات الرأي في الولايات، كقاعدة عامة، أقل موثوقية من استطلاعات الرأي الوطنية. لذلك، فإن الإجراء برمته محفوف بحالة من عدم اليقين.
لقد توصل المحللون في بنك (أي إن جي) مؤخراً إلى ما مفاده أن المخاطر الأخرى التي تعمل على تسطح منحنى العائد، مثل الجمود السياسي بشأن المزيد من التحفيز، أو العدد المتزايد من حالات كورونا، هي أمور تتلاشى في العادة. ولكن حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات ستبقى تضغط على عوائد سندات الـ 30 عاماً. قد تؤدي الرياح المعاكسة في {{166|الأسهم}} إلى تشجيع المستثمرين بشكل أكبر على الانخراط في الإستثمار في سندات الـ 30 عاماً.
لقد تم توضيح مدى حساسية مستثمري السندات تجاه الانتخابات، في رد الفعل الذي شهدناه الأسبوع الماضي على التصويت الإقليمي في إيطاليا. كان حزب رابطة الشمال اليميني بقيادة ماتيو سالفيني يرتفع في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التي استمرت يومين في 20-21 سبتمبر، وكانت هناك تكهنات بأن الحزب سيحقق إختراقاً لمقاطعة توسكانا اليسارية. لكن الحزب فشل في الفوز بتوسكانا بالإضافة إلى منطقتين كبيرتين أخريين، كامبانيا وبوليا، اوبقيت هذه المناطق في أيدي يسار الوسط. لم تشكل النتيجة أي تهديد للحكومة الوطنية في روما، وشعر المستثمرون بالارتياح.
وبناء عليه، انخفضت عوائد سندات {{23738|الـ 10 سنوات}} الإيطالية بحو 10 نقاط أساس، من 0.92٪ قبل ظهور النتائج، إلى أقل من 0.83٪. بينما تقلص الفارق بينها وبين سندات {{23693|الـ 10 سنوات}} الألمانية إلى 135 نقطة أساس، وهو ما لم نشهده منذ فبراير.
أما في الولايات المتحدة، فهناك وابل من الأخبار السلبية من كلا الجانبين مع دخول السباق على البيت الأبيض مرحلته النهائية. فلقد أصدر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون تقريراً مفصلاً عن صفقات بملايين الدولارات في أوكرانيا والصين فاز بها هانتر بايدن عندما كان والده نائباً للرئيس، مما خلق تصوراً لتضارب المصالح على الرغم من أن لجنة من أعضاء مجلس الشيوخ لم تجد أي دليل على ارتكاب أي مخالفات.
وعلى لجانب الأخر، حصلت صحيفة نيويورك تايمز على بعض الإقرارات الضريبية للرئيس ترامب، وذكرت أنه دفع القليل من ضريبة الدخل الفيدرالية، أو لم يدفع أي ضريبة على الإطلاق في الفترة التي سبقت انتخابه رئيساً للبلاد.
والآن، طغت جهود الجمهوريين على الحملة لتعيين قاضية جديدة في المحكمة العليا، ليحل محل القاضية الراحلة روث بادر غينسبرغ قبل الانتخابات. وإذا ما عاشت مرشحة ترامب، قاضية محكمة الاستئناف آمي كوني باريت، حتى تبلغ من العمر 87 عاماً كما فعلت جينسبيرج، فإن تعيينها في المحكمة سيمكنها من التأثير على التشريع الأمريكي لما يقارب أربعة عقود من الزمان.
هل ستساعدهم مناورة الجمهوريين في تدعيم الأغلبية المحافظة في المحكمة. أم أنها ستؤذيهم في الانتخابات؟ الآراء منقسمة حول هذا الأمر.
باختصار، لدى المستثمرين الكثير من الأسباب التي تدفعهم إلى التوتر.