مع بداية تداولات الجلسة الأمريكية عاودت مؤشرات الأسهم الأمريكية مع مزيد من الثقة في أداء سوق العمل الأمريكي بعدما أظهر تقرير سوق العمل الأمريكي عن شهر سبتمبر الذي أظهر إضافة 661 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي في حين كان المُتوقع إضافة 850 ألف وظيفة بعد إضافة 1.371 مليون وظيفة في أغسطس تم مُراجعتهم اليوم ليُصبحوا 1.489 مليون وظيفة.
كما سبق وأظهر بيان التغيُر في عدد الوظائف داخل القطاع الخاص الأمريكي يوم الأربعاء الماضي بإضافة 749 ألف وظيفة فقط في سبتمبر في حين كان المُنتظر أن يُظهر إضافة 650 ألف وظيفة فقط بعد إضافة 428 ألف وظيفة في أغسطس تم مُراجعتهم ليُصبحوا 481 ألف وظيفة ليتواصل تحسن أداء سوق العمل رغم عودة أعداد المًصابين بفيروس COVID-19للتزايُد خلال شهر سبتمبر.
كما أظهر تقرير اليوم أيضاً استمرار تراجع مُعدل البطالة ليصل لـ 7.9% في سبتمبر في حين كان المُنتظر تراجع ل 8.2% فقط من 8.4% في أغسطس من 10.2% في يوليو بعد 11.1% في يونيو، ليتواصل بذلك أيضاً انخفاض هذا المؤشر بعد صعوده لـ 14.7% في إبريل نتيجة الحظر الذي تسبب فيه فيروس كورونا، بعدما كان عند أدنى مُعدل له منذ ديسمبر 1969 بتسجيله 3.5% في فبراير.
كما أظهرت بيانات تقرير سوق العمل أيضاً تواصل تراجع في مُعدل البطالة المُقنعة الذي يحتسب العاملين لجزء من اليوم الراغبين في العمل ليوم كامل ليهبط في سبتمبر لـ 12.8% بعد تراجع ل 14.2% في أغسطس من 16.5% في يوليو و18% في يونيو بعد أن كان قد بلغ في إبريل 22.8%.
أما عن الضغوط التضخُمية للأجور في الولايات المُتحدة خلال شهر سبتمبر فقد أظهر تقرير سوق العمل اليوم ارتفاع متوسط أجر ساعة العمل شهرياً ب 0.1% في حين كان المُنتظر شهري ب 0.2% بعد ارتفاع في أغسطس ب 0.4% تم مُراجعته اليوم ليكون ب 0.3% فقط، كما أظهر البيان ارتفاع سنوي ب 4.7% في حين كان المُتوقع ارتفاع ب 4.8% بعد صعود في أغسطس ب 4.7% تم مُراجعته اليوم ليكون ب 4.6%.
ما يُظهر استمرار تحسُن أداء سوق العمل في الولايات المُتحدة رغم عودة مُعدلات الإصابة اليومية للارتفاع، ما يُظهر قدرة الاقتصاد الأمريكي على التعافي من الأزمة وعدم احتياجه لمزيد من الدعم من جانب الفدرالي، بينما تتهيأ الأسواق للوصول لاتفاق بين الجمهوريين والديمُقراطيين بشأن خطة إنقاذ جديدة بعد تقارُب وجهات النظر بين الجانبين خلال هذا الأسبوع الذي شهدت عدة مفاوضات بهذا الشأن بين الجانبيين.
ما أدى لارتفاع مؤشرات الأسهم خلال هذا الأسبوع قبل أن تتعرض للضغط صباح اليوم فور الإعلان عن إصابة الرئيس الأمريكي ترامب بفيروس COVID ليتراجع مؤشر ستاندارد أند بورز 500 المُستقبلي ل 3311 بعدما كان يتم تداوله بالقرب من 3375.
كما تمكن الذهب من مواصلة الصعود ليتواجد حالياً بالقرب من 1915 دولار للأونصة مع تجنُب المُستثمرين للمُخاطرة الذي حفز إقبالهم على الذهب قبل أن يتراجع ليقترب من مُستوى ال 1900 النفسي من جديد بعد صدور تقرير سوق العمل الأمريكي اليوم الذي أعطى الدعم للدولار الذي تمكن من الهبوط بالاسترليني لما دون مُستوى الـ 1.29 مرة أخرى مع تراجع احتمالات قيام الفدرالي بمزيد من الدعم الكمي أو لجوئه للهبوط بسعر الفائدة لما دون الصفر في وقت قريب.
بينما لاتزال مُعاناة أسعار النفط مُتواصل مع تنامي الشكوك بشأن ارتفاع الطلب العالمي على النفط نتيجة تزايُد أعداد المًصابين بالفيروس ليهبط خام غرب تكساس للتداول حالياً دون ال 37 دولار للبرميل، بينما لايزال يبدو للجميع حالياً أن العائق الحالي أمام تحسُن أداء سوق العمل هو صحياً وليس اقتصادي في انتظار بداية التلقيح ضد المرض مع بداية نوفمبر القادم بإذن الله.
جدير بالذكر أن الفدرالي يحتفظ حالياً بسعر الفائدة بالقرب من الصفر، بعدما هبط به بشكل مُتسارع في الثالث من مارس ب 0.5% أتبعها في الخامس عشر من نفس الشهر ب 1% ليصل ما بين الصفر وال 0.25% كما كان بنهاية أكتوبر 2015 قبل نهاية دورة صعوده بالوصول ل 2.25% في 26 سبتمبر 2018.
كما عاود الفدرالي اللجوء لسياسة الدعم الكمي بهذا الشكل اللامحدود لتوفير السيولة بأقل تكلفة ممكنة لدعم الاقتصاد من خلال شراء أذون خزانة أمريكية وأصول مالية على أساس عقاري، كما قام أيضاً وبشكل غير مسبوق بعرض توفير السيولة المطلوبة من بنوك مركزية أخرى بضمان ما لديها من أذون خزانة.
كما أعلن الفدرالي في غير مُناسبة أنه سيظل منفتحاً على سياسات الدعم الكمي دون تحديد حد معين لشرائه من أذون الخزانة الأمريكية المُصدرة مع استمرار إعادة شراء ما لديه من إذن خزانة عند استحقاقها حتى تخطي الأزمة.
الأمر الذي أدى لاتساع الميزانية العامة للفدرالي ب 2.3 تريليون دولار خلال مارس وأبريل قبل أن تتخطى مُستوى الـ 7 ترليون دولار خلال شهر يونيو وهو مُستوى غير مسبوق من أجل دعم الاقتصاد الأمريكي قبل أن يتراجع هذا الدعم ليستقر هذا المقدار بالقرب من مُستوى ال 7 تريليون لكن دونه بقليل مع تحسُن الأداء الاقتصادي، ما يُظهر تتبع الفدرالي لتحسُن أداء الاقتصاد مؤخراً وهو ما سبق وأظهره بوضوح هذا الأسبوع مؤشرات ال ISM عن كل من القطاع الصناعي عن شهر سبتمبر.
الفيدرالي لم تصدُر عنه أي إشارة واضحة عما إذا كان سيلجأ لخفض سعر الفائدة لما دون الصفر كما هو الحال داخل منطقة اليورو أو أنه قد يلجأ لاستهداف عائد مُعين للعوائد على أذون الخزانة كما هو الحال في اليابان من أجل الضغط على تكلفة الاقتراض بالتزامن مع عمل خطط الحكومة.
فلايزال يبدو الانتظار هو الغالب على موقف الفدرالي لرؤية أوضح للأثر الحقيقي لما قام به من إجراءات لدعم على الاقتصاد كما سبق وصرح رئيس الفدرالي "أن تعافي الاقتصاد الامريكي أصبح متوقف على الفيروس" في أكثر من مناسبة.
بينما كان حريصاً في الفترة الماضية على إظهار لهجة مُتوازنة بشأن احتياج الاقتصاد لمزيد من الدعم من جانب الحكومة في ظل استمرار الخلاف بين الجانبيين الجمهوري والديمقراطي مع تحسُن أداء الاقتصاد في نفس الوقت ليبدو في عدم الاحتياج لدعم عاجل من جانب الفدرالي أو الحكومة الأمريكية.
بعدما تمكن الذهب من مواصلة الارتداد لأعلى ليصل ل 1916 دولار للأونصة عاود التراجع للتداول حالياً بالقرب من مُستوى ال 1900 دولار للأونصة في يومه العاشر على التوالي من التداول دون مؤشر (0.02) Parabolic Sar الذي تُشير قراءته حالياً ل 1933 دولار للأونصة.
كما لايزال يتم تداوله تحت ضغط متوسطه المتحرك لإغلاق 50 يوم المار حالياً بـ 1945 دولار للأونصة، بينما يدعمه على مدى أطول تمكنه من الاستمرار في التداول فوق متوسطه المتحرك لإغلاق 100 يوم المار حالياً ب 1648 دولار للأونصة بعد تكوينه لقاع عند 1848 دولار للأونصة، كما لا يزال يدعمه استمرار بقائه فوق متوسطه المتحرك لإغلاق 200 يوم المار حالياً ب 1734 دولار للأونصة.
فيُظهر الرسم البياني اليومي للذهب حالياً وجود مؤشر ال RSI 14 في مكان أعلى داخل منطقة التعادل حيثُ تُشير قراءته الآن ل 46.456، كما اقترب الخط الرئيسي لمؤشر ال STOCH (5.3.3) الأكثر تأثراً بالتذبذب من منطقة التشبع الشرائي فوق ال 80 حيثُ تُشير قراءته الحالية ل 79.133 لايزال يقود بها لأعلى خطه الإشاري المتواجد حالياً دونه داخل منطقة التعادل عند 75.534 بعد تقاطُع من أسفل لأعلى داخل منطقة التشبع البيعي دون الـ 20 أتبعه اتجاه للصعود.
مُستويات الدعم والمُقاومة السابق اختبارها:
مُستوى دعم أول 1848.63$، مُستوى دعم ثاني 1789.03$، مُستوى دعم ثالث 1747.32$.
مُستوى مقاومة أول 1916.98$، مُستوى مقاومة ثاني 2015.80$، مُستوى مقاومة ثالث 2074.80$.