عندما تم افتتاح تداولات الأسبوع، انخفضت أسعار كل من {{8833|برنت}} و {{8849|غرب تكساس الوسيط}} لكنها تعافت منذ ذلك الحين.
منذ يونيو، بقي كلا العقدين الرئيسيين في عالم تجارة النفط ضمن نطاق ضيق، حول مستوى الـ 40 دولار للبرميل، وتضمن ذلك جلسات تأرجح السعر فيها بـ 5٪ صعوداً أو هبوطاً، ثم كان الأسعار تستقر مرة أخرى. يبدو أن كلا العقدين قد تم ربطهما بمستوى الـ 40 دولار.
هل هناك أي مؤشرات تشير إلى أن النفط على وشك مغادرة النطاق السعري الذي بقي فيه لـ 4 أشهر؟ سنسرد هنا 5 عوامل رئيسية يجب على المتداولين مراقبتها هذا الأسبوع، والأسبوع المقبل، وفي المستقبل القريب:
1. حزم التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة
كان احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة تحفيز أمريكية أخرى يؤرق الأسواق المالية منذ أسابيع وحتى الآن. ومع قليل من تحرك الديمقراطيين والجمهوريين نحو التوصل إلى اتفاق، غرد الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء بأنه طلب من المفاوضين وقف المحادثات بشأن صفقة التحفيز إلى ما بعد الانتخابات.
كانت الفكرة في الأسواق هي أن حزمة التحفيز ستساعد الاقتصاد، ولكن احتمال أن تحفز الطلب على النفط هو، في الواقع، احتمال ضئيل للغاية. حتى خطة الإنقاذ المخصصة لقطاع الطيران لن ترفع استهلاك وقود الطائرات كثيراً، لأن الناس لا يزالون خائفين من السفر. فبسبب الإغلاقات التي أجبرنا عليها فايروس كورونا ، فإن فرص الصفر للترفيه والاستجمام محدودة، أما السفر بهدف العمل، فيبقى مقيداً.
قال الرئيس ترامب إنه منفتح على التفاوض بشأن حزم تحفيز مجزأة (على عكس الحزمة الشاملة)، وهذا ما أعطى سوق {{166|الأسهم}} بعض التفاؤل يوم أمس الأربعاء. ومع ذلك، يجب ألا يعتمد المستثمر في النفط على التمويل التحفيزي لتحفيز الطلب على الطاقة.
يجب أن يحرص المتداولين على عدم افتراض أن التحفيز الاقتصادي يعني زيادة الطلب على النفط. ويجب أن يتذكروا، بالطبع، أن الطلب على النفط هو العامل الذي يحرك أسواق النفط.
2. إعصار دلتا
تراجعت قوة العاصفة قليلاً مع مرورها فوق شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، ولكن من المتوقع أن تشتد مع اقترابها من ساحل ولاية لويزيانا. ومن المحتمل أن يصل الإعصار إلى الأراضي الأمريكية يوم الجمعة في نفس المنطقة المزدحمة بمصافي النفط على طول ساحل تكساس ولويزيانا، والتي ضربها إعصار لورا في نهاية أغسطس.
لقد أعلنت شركة فيليبس 66 (NYSE:PSX) عن تأجيل إعادة تشغيل مصفاتها في ليك تشارلز، بولاية لويزيانا، بسبب إعصار دلتا. وكانت المصفاة التي تكرر 260 ألف برميل يومياً قد أُغلقت قبل إعصار لورا ولم يستأنف الإنتاج فيها حتى الان، بسبب الأضرار الناجمة عن ذلك الإعصار. هذا يقلل بشكل طفيف من الطلب على النفط في الولايات المتحدة.
كما بدأت شركات النفط في إخلاء منصات النفط البحرية ونقل الحفارات الديناميكية من مسار الإعصار في وقت سابق من هذا الأسبوع. وفقًا لأرقام يوم الأربعاء التي أصدرها مكتب السلامة والإنفاذ البيئي BSEE، فلقد كانت نسبة توقف الأعمال في منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط حوالي 80.5٪ من إجمالي إنتاجها الذي يبلغ نحو 1.5 مليون برميل يومياً. يجب أن يتوقع المتداولون رؤية هذه الإغلاقات تنعكس في أرقام الإنتاج التي ستصدرها إدارة معلومات الطاقةEIA الأسبوع المقبل، وربما حتى في أرقام الأسبوع الذي يليه أيضاً، وذلك اعتماداً على مسار الإعصار وشدته.
3. إضراب عمال النفط في النرويج
أجبر العمال الشركات على إغلاق ستة من حقول النفط والغاز في النرويج بهدف الحصول على أجور أعلى. وبسبب هذا الأضراب، توقف حوالي 8٪ من إجمالي إنتاج النفط في البلاد، أي 330 ألف برميل يومياً.
لقد استمر الإضراب لفترة أطول من المتوقع، وتقول السلطات أنه "لا يوجد حل يلوح في الأفق". على الرغم من أننا لا نعرف متى سينتهي الإضراب، إلا أننا نتوقع عودة الكمية المتوقفة من النفط النرويجي إلى الأسواق فور انتهائه.
4. استئناف الإنتاج والصادرات الليبية
أخيراً، عاد النفط الليبي إلى الأسواق العالمية بعد أن أغلقت الحرب الأهلية آبار النفط والموانئ بشكل كامل منذ يناير. وقفز الإنتاج إلى 300 ألف برميل يومياً هذا الأسبوع، مما عوض انخفاض الإمدادات بسبب إضراب النرويج.
ولكن لا يجب أن يتوقع المتداولون أن يصل إنتاج النفط في ليبيا إلى كامل طاقته في الوقت الحالي، حيث تطالب شركة النفط الوطنية بإزالة جميع "المتمردين" من مواقع حقول النفط قبل إعادة الإنتاج في تلك الأماكن. ومع ذلك، فلقد استؤنفت الصادرات بالفعل. فلقد تم الإعلان أن ناقلة نفط عملاقة تابعة لشركة رويال (LON:RDSa) دتش شيل (NYSE:RDSa) قد قامت بتعبئة النفط من ليبيا في 3 أكتوبر.
لقد كانت (أوبك) هي المستفيد من تعطل إنتاج وتصدير النفط الليبي. ومع عودة ليبيا إلى الساحة، أصبح هنالك أمر أخر يتعين على أوبك التعامل معه. ومع ذلك، لن يظهر إنتاج النفط الليبي في أرقام الامتثال لشهر سبتمبر التي ستدرسها لجنة أولك الأسبوع المقبل، ولكنها ستكون مثار اهتمام عندما تتم مناقشة أرقام أكتوبر.
5. دراما مجموعة أوبك+
ستعقد أوبك ثم أوبك+ اجتماعاتهما الوزارية المقبلة في 30 نوفمبر ثم في 1 ديسمبر. ومن المحتمل أن تواجه المجموعة الأكبر بينهما انقساماً متزايداً بسبب معارضة الأعضاء من خارج أوبك.
في شهر مارس، رفضت روسيا مواكبة التخفيضات التي طلبتها السعودية، مما أدى إلى رد فعل سعودي، وفي النهاية، إلى فترة من أسعار النفط المنخفضة بشكل يكاد لا يُصدق. الآن، تأتي المعارضة من طرف (جنوب السودان)، الذي يقول إنه يريد إعادة التفاوض بشأن حصته في إتفاق أوبك+.
في 2016، عندما انضمت إلى أوبك+، كانت الدولة الأفريقية تنتج فقط 140 ألف برميل يومياً. لكنها تريد الآن زيادة الإنتاج إلى 350 ألف برميل يومياً، ولقد أنتجت أكثر من حصتها بمعدل 46 ألف برميل يومياً بين مايو وأغسطس.
المعروف أن البلدان الأصغر في وضع ضعيف في أوبك، لأن المنتجين الأكبر لديهم قوة أكبر. جنوب السودان ليست دولة منتجه كبيرة بما يكفي أو قوية بما يكفي لإسقاط الاتفاقية.
ولكن أوبك+ ستضغط على الدولة الأفريقية للحد من تجاوزات إنتاجها البالغة 46 ألف برميل يومياً، ولن تدعم أهدافها بزيادة الإنتاج. سيتعين على جنوب السودان الاختيار بين البقاء في المجموعة، وبين ما تشعر قيادة هذه المجموعة بأنه الأفضل لاقتصاد البلاد وقطاع ة النفط. بالطبع، يمكن لجنوب السودان ببساطة أن تقرر ترك المجموعة، لكن ربما تكون هذه الدولة راغبة في شيء آخر غير زيادة الإنتاج.
فعلى سبيل المثال، قد تسعى الدولة للحصول على تمويل و/أو خبرة من أعضاء المجموعة الآخرين للمساعدة في إنعاش صناعتها النفطية وتحقيق إنتاج أعلى في السنوات القادمة. إذا كان الأمر كذلك، فقد يتطلع جنوب السودان إلى استخدام الـ 46 ألف برميل يومياً للمساومة مع أعضاء أوبك+ الذين يهتمون بالامتثال الكامل، بهدف الحصول على فوائد مستقبلية.
لذلك، لا يجب على المتداولين أن يعتمدوا على هذه الأخبار كإشارة على وجود مشكلة في اتفاقية أوبك+، ولكن يجب أن يراقبوا إن كان هنالك علامات على وجود هكذا مشكلة خلال الشهرين المقبلين.