المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 14/10/2020
عندما تقدم الأسهم توزيعات أرباح تعطي عائداً أعلى بكثير من متوسط العائد في السوق، ففي العادة، يكون ذلك مؤشر على المخاطر.
وغالباً ما يشير ذلك العائد الأعلى إلى أن التوزيعات معرضة لخطر الانقطاع في المستقبل. الشركات التي تكون في منتصف فترة تحول أو تغيير هيكلي، أو تلك التي تواجه اضطرابات قصيرة الأجل، تقع عادةً ضمن هذه الفئة. وفي الحالة النموذجية، تكون مثل هذه الشركات في خضم محاولات لخفض ديون ضخمة، أو أنها تتعامل مع سيناريو تتسبب فيه بعض الظروف في تعريض حصتها السوقية للخطر.
بالنسبة للمستثمر المهتم بتجربة حظه في هذه المنطقة من السوق، إليك 2 من هذه الأسهم التي نظن أنها تستحق اهتمامك:
1. شركة (أي تي إن تي) للإتصالات
تعد أكبر شركة اتصالات في أمريكا (NYSE:T) رهان عالي المكاسب، وإن كان من المحتمل أن يكون رهان عالي المخاطر كذلك. وبفضل عائد توزيع أرباح سنوي وصل الآن إلى 7.39٪، فإن ذلك يوفر أحد أفضل العوائد المتاحة من بين أسهم الشركات الممتازة، والتي تتمتع بسجل حافل في تاريخ توزيع الأرباح.
لكن هذه العوائد لا تأتي بدون مخاطر.
فلقد تراجعت أسهم الشركة التي يقع مقرها في دالاس بأكثر من ربع قيمتها منذ بداية العام، وأغلقت تداولات يوم أمس عند مستوى 27.75 دولار. هنالك حالة عميقة من عدم التأكد المصاحب للعوائد القوية التي تقدمها الشركة، حيث تكافح العمليات الأساسية لهذه العلامة التجارية الشهيرة من أجل تحقيق النمو، وقد تراكم على الشركة عبء ضخم من الديون.
منذ انتشار الفايروس، تتعرض شركة الاتصالات (SE:7010) العملاقة لضغط كبير، حيث توقف العديد من العملاء عن دفع فواتيرهم، مما رفع من درجة إرهاق التدفقات النقدية. وكانت الشركة قد أعلنت في يوليو، أن 338 ألف مشترك في خدمات الهاتف المحمول قد توقفوا عن دفع فواتيرهم بسبب أزمة كورونا.
كما أظهرت الأرقام أن 159 ألف عميل أخر من عملاء أنترنت النطاق العريض و91 ألف مشترك في القنوات التلفزيونية قد توقفوا أيضاً عن دفع فواتيرهم خلال الربع الثاني. وكانت (أي تي إن تي) قد تعهدت، مثلها مثل شركات الاتصالات الأخرى، بعدم إيقاف الخدمة عن المشتركين المتضررين من أزمة الوباء.
لقد كان الأداء السيئ للشركة على مدار السنوات الخمس الأخيرة، انعكاساً لاستراتيجية الاستحواذ، والتي أثقلت كاهل الشركة بالديون، وفشلت حتى الآن في خلق أي قيمة. فعلى سبيل المثال، فقدت خدمة القنوات التلفزيونية (دايركت تي في)، والتي استحوذت عليها الشركة، ملايين المشتركين في السنوات الأخيرة، مع تحول المشاهدين إلى خدمات المشاهدة عند الطلب مثل نتفلكس (NASDAQ:NFLX).
وكانت (أي تي إن تي) قد استحوذت على مزود القنوات الفضائية مقابل 49 بليون دولار في 2015، في صفقة قالت صحيفة وول ستريت جورنال بأنه كان يمكن تحقيقها بمبلغ بالكاد يصل إلى 20 بليون. أما في عام 2018، فلقد استحوذت الشركة على مجموعة (تايم وارنر) مقابل 80 بليون دولار، لتضيف إلى محفظتها استوديو الأفلام (وارنر براذرز) والمزيد من القنوات التلفزيونية مثل HBO و CNN.
وبالنسبة للمستثمرين، فإن ما يجب أن يحسموا رأيهم بشأنه في هذه المرحلة، هو ما إذا كانت (أي تي إن تي) ستنجح في إعادة هيكلة أعمالها، وتكون قادرة على التنافس مع العمالقة الجدد الذين غيروا المشهد في قطاع الترفيه، مثل نتفلكس، وما إذا كان هذا النجاح سينقذ الـ 52 سنتاً التي يتلقاها السهم في توزيعات الأرباح الربع سنوية.
2. إنبريدج
تعد المرافق مجالًا آخر حيث يمكن للمستثمرين العثور على دخل جيد إذا كانت لديهم نية الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل. قد تكون أكبر شركة في أمريكا الشمالية لتشغيل خطوط أنابيب النفط والغاز، مناسبة جداً لاختيارها كممثلة لهذا القطاع. إن إنبريدج (NYSE:ENB)، تتمتع بشبكة أنابيب ضخمة، وموقع حاسم في سلسلة توريد الطاقة في قارة أمريكا الشمالية.
إن التدفقات النقدية للشركة متنوعة بشكل جيد وتغطي العديد من الأعمال والمناطق الجغرافية، مما يساعدها على مواجهة الانكماش الاقتصادي بشكل أفضل من الشركات الأخرى.
فعلى سبيل المثال، بينما يضر وباء كورونا باستهلاك {{8849|النفط}} في جميع المجالات، لا يُتوقع أن تواجه وحدات توزيع ونقل وتخزين {{8862|الغاز}}، والتي تمثل حوالي 30٪ من التدفقات النقدية للشركة، ايه مشاكل متعلقة بالوباء.
وبينما أعلنت العديد من شركات الطاقة عن خسائر في الربع الثاني، برزت إنبريدج بأدائها القوي، حيث ارتفعت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الديون EBITDA إلى 3.3 بليون دولار كندي (2.5 بليون دولار أمريكي)، وذلك مقارنة بـ 3.2 بليون دولار كندي (2.4 بليون دولار أمريكي) في ذات الربع من العام الماضي. كما أعلنت الشركة أنها تتوقع نمو توزيعات الأرباح سنوياً بنسبة تتراوح بين 5٪ و 7٪ حتى عام 2022.
هذا الاستقرار في الإيرادات يجعل إنبريدج سهماً دفاعياً جيداً للاحتفاظ به عندما تبدأ الرياح الاقتصادية المعاكسة. تبلغ توزيعات الأرباح الفصلية للشركة 61 سنتاً للسهم، مما يعني أن عائدها السنوي يبلغ 8.37٪.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، قامت الشركة بتنفيذ خطة إعادة هيكلة، وبيع أصول، والتركيز على نقاط قوتها الأساسية وسداد ديونها. من المرجح أن تفيد هذه الإجراءات المستثمرين على المدى الطويل الذين تتمثل أهدافهم في كسب دخل متزايد بشكل مستمر.
لكن المستثمرين لا يرون قيمة كبيرة في امتلاك أسهم شركات الطاقة في هذه البيئة التي انخفض فيها الطلب على النفط، وتواجه شركات القطاع بشكل عام عقبات في خططها التوسعية من طرف دعاة حماية البيئة.
أغلق سهم إنبريدج جلسة أمس الثلاثاء في نيويورك عند 29.61 دولار، علماً أنه قد تراجع منذ بداية العام بأكثر من 25٪.
الخلاصة
يمكن أن يؤدي الاستثمار في حالات التحول والتغييرات الهيكلية إلى عوائد ضخمة بمرور الوقت. لكن هذه الشركات تحمل بالتأكيد المزيد من المخاطر. ولذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر الشديد في تحديد الأسهم ذات العائد المرتفع التي سيختارونها.