من المحتمل أن تكون أصول السلع الأهم والأكثر تداولاً، النفط والذهب، قد أنهكت أعصاب بعض المستثمرين هذا الأسبوع، بسبب التقلبات الحادة التي شهدتها أسعارها في ظل القلق بشأن الطلب على الوقود في عصر الوباء، وما إذا كانت هناك إرادة سياسية لإقرار حزمة تحفيز أمريكية قبل الانتخابات.
ولأولئك الذين يبحثون عن حركة اتجاهية أكثر هدوءً، ولكنها في ذات الوقت تتمتع بالصلابة، يمكن أن يكونوا قد وجدوها في ركن آخر من أسواق السلع: الذرة.
فمع استمرار صادرات الذرة الأمريكية في الارتفاع، والطلب الكثيف بشكل غير عادي بالنسبة لشهر أكتوبر، والطلب لإنتاج الإيثانول، وأعلاف الحيوانات، وشراب الذرة، بل وحتى البلاستيك، أصبحت عقود الذرة في طريقها لإنهاء الأسبوع الرابع على التوالي من المكاسب.
لقد ارتفعت الذرة بنسب تزيد عن 4٪ في ثلاثة من الأسابيع الأربعة الماضية، مما جعلها تقفز بنسبة 12٪ خلال تلك الفترة. وعلى أساس شهري، فهي في طريقها لإنهاء أكتوبر بمكاسب قدرها 9٪، بعد أداء مماثل في سبتمبر وبعد قفزة بنسبة 10٪ في أغسطس.
في التقرير اليومي المعروف باسم (ذا هيوبر ريبورت)، كتب دان هيوبر، محلل الحبوب المخضرم، في تقريره ليوم الأربعاء:
"أسبوع آخر جيد للذرة والفاصوليا، بسبب المبيعات المخصصة للتصدير. ومثل الطفل المدلل الذي يحصل دائماً على ما يريد، أصبحت الأسواق الآن تتوقع هذه الأرقام الجيدة، بدلاً من الاحتفال بها. وإذا بقي الأمر كذلك، فقد نتجه نحو رد فعل غير سار".
"ورغم ذلك، فإنه خلال الأسبوع المنتهي في 15 أكتوبر، قمنا ببيع 1,831,600 طن أو 67.3 مليون بوشل من الذرة. واحتلت اليابان المرتبة الأولى بشرائها 490.1 ألف، تليها الصين بـ 433,500، ثم المكسيك بـ 377,400".
وكانت عقود الشهر الأول للذرة في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة CBoT قد تداولت عند 4.16 دولار للبوشل في التعاملات المبكرة لليوم الجمعة، لترتفع بدولار كامل عن أخر سعر تسويه لها في شهر في يوليو (3.16 دولار).
الثيران لا تزال متمسكة بعرش الذرة
ذكر تقرير هيوبر أنه "ليس هناك أي إشارات على تنازل الثيران عن العرش حتى الآن" في أسواق الذرة. وأضاف محللنا أنه "لا توجد إشارات تحذيرية على احتمال حدوث تغيير جذري".
لكنه حذر أيضاً من أن مؤشرات الأسعار تبدو "في منطقة ذروة الشراء Overbought" على الرسوم البيانية اليومية والأسبوعية، ليقترح أنه ربما يكون قد حان الوقت للتصحيح، على الأقل لاستمرار الارتفاع بشكل صحي.
تشير أدوات التحليل الفني الموجودة على موقع Investing.com إلى "شراء قوي" لعقود الذرة في بورصة شيكاغو التجارية CME، حيث يُتوقع ارتفاع السعر إلى 4.28 دولار قبل أن يحدث تراجع.
وأضاف هيوبر:
"نحن موجودون بشكل مباشر ضمن أهداف عدد من الدورات، وقد وصلنا الآن إلى هدف التصحيح التالي عند 4.14 ونصف. ومع ذلك، صمد حراس القصر. تحلى بالصبر في الوقت الحالي، لكنني لن أتفاجأ لو شاهدت انقلاباً يُكشف النقاب عنه في بداية الأسبوع المقبل".
أما جاك سكوفيل، رئيس وحدة أبحاث الحبوب في (برايس فيوتشرز جروب)، فيرى أن بعض المنتجين في الغرب الأوسط الأمريكي يحتفظون بمحاصيل الذرة على أمل الحصول على أسعار أفضل.
"يحتفظ المزارعون بالذرة الآن، حتى يبيعونها في وقت لاحق، على الرغم من الأساس الثابت وفروق الأسعار الضيقة. المنتجون غير راضين عن السعر، لأن سعر فول الصويا أفضل بكثير، لذلك يبيع المزارعون فول الصويا ويحتفظون بالذرة".
وفي التداولات المبكرة لليوم الجمعة، تداولت العقود الفورية لـ {{8916|فول الصويا}} في بورصة شيكاغو التجارية CME عند 10.67 دولار للبرميل. وكانت المكاسب الأسبوعية لفول الصويا أكثر أقل إثارة من مكاسب الذرة، حيث ارتفعت الصويا بنسبة أقل قليلاً من 7٪ خلال الأسابيع الأربعة الماضية، على الرغم من أنها سجلت ارتفاعاً لـ 5 أشهر متتالية، ووصلت إلى أسعار أعلى بـ 27٪ من أسعارها في نهاية مايو.
وقال سكوفيل إن الحصاد يشير إلى وجود محصول ذرة جيد آخر على الطريق.
وأضاف:
"الطلب على الصادرات يتمتع بالثبات، على الرغم من تراجع الطلب المحلي عن التقديرات السابقة. لقد جاء الطلب بشكل أساسي من الصين، حيث اشترت الشركات الحكومية المحاصيل من أجل بناء احتياطي مخزونات الغذاء، ويمكن أن يستمر هذا الشراء".
وقال محللنا أن حصاد محصول الغرب الأوسط الحالي يتمتع بالنشاط، والظروف الجيدة.
وفيما يتعلق بالطلب على الإيثانول، أظهرت البيانات تباطؤ الطلب الأسبوع الماضي إلى ما معدله 913 ألف برميل يومياً، بانخفاض قدره 24 ألف برميل يومياً عن الأسبوع السابق، وبتراجع قدره 83 ألف برميل يومياً عن ذات الأسبوع من العام الماضي.
إخلاء المسؤولية: لا يمتلك باراني كريشنان مراكز تداول أو عمليات مضاربة على السلع أو الأوراق المالية التي يكتب عنها.