إليكم سهمان يوزعان أرباح، لتتغلب على حالة عدم اليقين السياسي

في الوقت الحالي، يواجه المستثمرون مستويات عالية من المخاطر. ليس فقط من استمرار انتشار وباء كورونا، بل كذلك من طرف الانتخابات الرئاسية الأمريكية المتنازع عليها، ليجعل ذلك من الصعوبة بمكان تحديد أياً من الأسهم يجب شراؤها للاستثمار على المدى الطويل، وأياً منها يجب بيعه الآن.

لكن هذه المخاوف هي في الغالب لأولئك الذين يتداولون الأسهم لتحقيق الربح سريع. أما بالنسبة للمستثمرين الذين يعتمدون إستراتيجية الشراء والاحتفاظ، بهدف كسب عوائد تتزايد مع مرور الوقت، فإن تقلب السوق على المدى القصير لا يعني الكثير.

يختار هؤلاء الأشخاص ما يريدون امتلاكه من الأسهم بعناية، ويبحثون عن المزايا التنافسية الدائمة، والقدرة على تحمل الصدمات الاقتصادية والسياسية. وتكمن الفكرة وراء هذه الاستراتيجية في ضمان استمرار توزيعات الأرباح بشكل منتظم، حتى إذا واجهت الأسواق بعض الاضطرابات، مثل تلك التي حدثت في مارس الماضي، أو الذي يحدث الآن أثناء المعركة الرئاسية الأمريكية التي لم تنته إلى نتيجة واضحة حتى الآن.

التحدي هو: اختيار الأسهم المناسبة بعناية. ولحسن الحظ، فإن المبادئ التي يجب أتباعها أثناء هذه العملية هي مبادئ بسيطة نسبياً. فإذا كانت الشركة تتمتع بمركز مهيمن في قطاعها، وبتدفق نقدي حر كبير، وبتاريخ مثير للإعجاب من نمو الأرباح، فمن المحتمل أن يكون سهمها جيداً للاستثمار على المدى الطويل.

في هذا المقال، سنتحدث عن سهمين من أسهم توزيعات الأرباح التي تستحق اهتمامكم:

1. وولمارت

بفضل حجمها الهائل وميزانيتها العمومية القوية ومبيعاتها المتزايدة، يمكن للسلسلة العملاقة من متاجر التجزئة توفير دخل ينمو بثبات في الأوقات الجيدة والسيئة.

منذ أن بدأت الشركة في دفع توزيعات الأرباح في شهر مارس من عام 1974، قامت بزيادة التوزيعات في كل عام بدون انقطاع، ليضمن لها ذلك مكاناً في نادي النخبة المكون من 53 شركة من الشركات المدرجة على مؤشر {{166|إس إن بي}} تمكنت من فعل ذلك. يطلق على هذا النادي اسم "أرستقراطي توزيعات الأرباح"، وهو اللقب الذي تمنحه الأسواق للشركات التي لديها سجل يتألق بزيادة أرباح الأسهم بانتظام لمدة 25 عاماً أو أكثر.

وخلال فترة الوباء، أثبت سهم وولمارت أنه أحد أكثر الأسهم ثباتاً وأماناً عندما يتعلق الأمر بتوزيعات الأرباح. يقع المقر الرئيسي للشركة في مدينة بنتونفيل، بولاية أركنسا، وتبحث بشكل مستمر عن الاستفادة من الطرق العديدة التي غيّر بها الوباء من احتياجات المستهلكين وأنماط إنفاقهم.

وفي إعلان نتائجها الفصلية خلال الربع الأخير، ذكرت وولمارت أن المبيعات المماثلة داخل الولايات المتحدة قد قفزت بنسبة 9.3٪ عن أرقام العام السابق، لتتجاوز تقديرات المحللين. وبدون أدنى شك، كان هذا النمو مدعوماً من الطفرة في نشاط الشراء عبر الإنترنت، والذي قفزت مبيعاته بنسبة مذهلة بلغت 97٪ مقارنة بالعام السابق، مع تحقيق كل من خيار توصيل المشتريات إلى الزبائن Delivery، وخيار قيامهم بالحضور لاستلامها Pickup أعلى المستويات في تاريخ الشركة.

وتُظهر هذه الأرقام أن وولمارت تنجح بشكل لافت في مواجهة التهديد الذي يشكله المنافسين في قطاع التجارة الإلكترونية. ويمكن لهذا الأمر تحديداً أن يوفر أيضاً الاستقرار الذي يبحث عنه المستثمرون، في استدامة توزيعات الأرباح على المدى الطويل.

يبلغ العائد الحالي للسهم الآن 1.56٪، حيث توزع الشركة أرباحاً ربع سنوية قدرها 54 سنتاً للسهم. ومنذ الأول من شهر مارس، سجلت أسهم وولمارت عائداً إجمالياً، بما في ذلك توزيعات الأرباح، يبلغ 31٪. أغلق السهم (NYSE:WMT) تداولات يوم أمس الأربعاء عند مستوى 141.96 دولار.

2. مايكروسوفت

إذا كانت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة تناسب محفظة المدى الطويل الخاصة بك، فإن مايكروسوفت هي أفضل رهان. منذ عام 2004، عندما قامت شركة البرمجيات العملاقة في توزيع أرباح الأسهم، تضاعفت مدفوعاتها 6 مرات. يبلغ العائد الربع سنوي الحالي لتوزيعات أرباح مايكروسوفت 1.11٪، حيث تقوم بتوزيع 56 سنتاً للسهم.

ولكن الخبر السار للمستثمرين الجدد في أسهم مايكروسوفت، هو أن الشركة حالياً في وضع ممتاز للحفاظ على هذا النمو. ويدعمها في ذلك زيادة التدفقات النقدية الحرة، ونسبة التوزيعات المنخفضة التي تبلغ 32.9٪. أغلق سهم مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) تداولات أمس الأربعاء عند مستوى 216.39 دولار.

يقع مقر الشركة في سياتل بولاية واشنطن. وفي إعلانها الأخير للأرباح الفصلية، ذكرت أنها تواصل الاستفادة من الوباء، مع تحول المستهلكين إلى الاتصال المستند إلى السحابة، ومع الارتفاع في اشتراكات برامج أوفيس عبر الإنترنت، وهي الاشتراكات التي تأتي مزودة ببرامج المؤتمرات عن بعد، وأدوات العمل من المنزل.

يُتوقع أن يستمر زخم أرباح مايكروسوفت مع زيادة حصتها السوقية في قطاع الحوسبة السحابية، ومع الحفاظ على مكانتها الرائدة في منتجات البرامج القديمة مثل نظام التشغيل الأكثر استخداماً في العالم (ويندوز) وحزمة البرامج المكتبية، الأكثر استخداماً في العالم، (أوفيس).

وبالتأكيد، تساعد هذه الميزة الدائمة الشركة على تحقيق نمو مستمر ومتزايد في الإيرادات، وربحية السهم، والتدفق النقدي الحر، مما يجعل من سهم الشركة، أحد أهم أسهم التكنولوجيا الموثوقة التي يمكن الاستثمار بها على المدى الطويل.