المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 05/11/2020
تراجعت عائدات سندات الخزينة الأمريكية خلال جلسة أمس الأربعاء، حيث ساعد احتمال أن يحتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ، حتى لو لم يفوز الرئيس دونالد ترامب بفترة ثانية، في إضعاف الآمال بقدرة الكونجرس على إقرار حزمة تحفيز ضخمة.
فلقد انخفض عائد سندات الخزينة لـ {{23705|10 سنوات}}، والتي تُعتبر الورقة المالية المعيارية بين باقي السندات، إلى ما دون الـ 0.8٪، بعد أن كان قد وصل إلى 0.892٪ يوم الثلاثاء، قبل البدء بإعلان نتائج الانتخابات، وبعد أن كان قد ارتفع لفترة وجيزة فوق الـ 0.9٪ في وقت مبكر من المساء.
واندفع المستثمرون مرة أخرى إلى السندات الحكومية (في عالم السندات، يتحرك العائد والسعر في اتجاهين معاكسين)، مع تلاشي آمال التحفيز ووسط حالة من عدم اليقين بشأن نتيجة السباق الرئاسي.
كما ارتفع عائد سندات الخزينة لـ {{23706|30 سنة}}، فوق حاجز الـ 1.75٪ يوم الانتخابات، لكنه انخفض بعد ذلك بأكثر من 20 نقطة أساس بحلول يوم الأربعاء، وسجل مستويات أقل من 1.55٪.
ووصل سباق البيت الأبيض بين الرئيس ترامب والمنافس الديموقراطي جو بايدن، إلى هوامش ضئيلة وعدد قليل من الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تمنح أحد المرشحين أغلبية الـ 270 صوت من أصوات المجمع الانتخابي.
وتمكن عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين اعتبروا ضعفاء من الفوز على ما كان يظن الديمقراطيون أنهم متحدين أقوياء، وهو ما جعل من شبه المؤكد أن يحتفظ الحزب بأغلبيته في مجلس الشيوخ، وان يبقى الجمهوريون مسيطرون على التشريع هناك، حتى لو تقلصت هذه الأغلبية من 54 عضو كما هي حالياً، إلى 52 أو 53 أو 51 (عدد أعضاء مجلس الشيوخ 100، والأغلبية فيه هي 51 عضو). وكان زعيم الأغلبية ميتش مكونيل قد فاز بإعادة انتخابه في ولاية كنتاكي، ليحتفظ بمنصبه عندما ينعقد الكونغرس الجديد في يناير.
ومع ذلك، فقد فشل الديمقراطيين فيما كانوا يتوعدون به من اكتساح للرئاسة ومجلس النواب ومجلس الشيوخ، حيث بدا أن الجمهوريين أيضاً على استعداد لتحقيق المكاسب في مجلس النواب، بعد أن حصلوا على 5 مقاعد جديدة، إلا أن الأغلبية بقيت في يد الديمقراطيين. وانهارت ما كانت تسمى بـ "تداولات الموجة الزرقاء" التي كانت قائمة على احتمال حصول هذا الاكتساح، وقادت الكثير من الحركات في سندات الخزينة.
وبالإضافة إلى تراجع آمال الحصول على حزمة تحفيز مالي ضخمة، من المرجح أن يمنع انقسام سلطات الحكم الخطة الخضراء التي اقترح بايدن أنفاق 2 تريليون دولار عليها، لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، حتى لو فاز بالرئاسة. أما {{166|الأسهم}} فلقد شهدت ارتفاعاً قوياً، حيث تكفلت أغلبية الجهوريين في مجلس الشيوخ في تهدئة مخاوف المستثمرين من فرض ضرائب جديدة، أو فرض ضريبة الكربون.
ويمكن للمنافسة المطولة على الرئاسة أن تعزز أسعار سندات الخزينة بشكل أكبر، مما سيخفض العوائد. فلقد قامت حملة ترامب الانتخابية بالفعل بطلب إعادة فرز الأصوات في ويسكانسن رسمياً، وهي الولاية التي فاز بها بايدن بأقل من 1٪. كما أن حملة الرئيس الانتخابية ستقوم برفع دعوى قضائية لإيقاف عد الأصوات في ميشيغان وبنسلفانيا، حتى يتمكن المراقبون الجمهوريون من الوصول إلى مراكز فرز الأصوات. وأشار الرئيس إلى أن التصويت قد ينتهي به الأمر أمام المحكمة العليا، كما حدث في انتخابات عام 2000 المتنازع عليها بين جورج بوش وآل غور.
وتسبب هذا النوع من عدم اليقين في إبقاء المستثمرين على حافة الهاوية، ويجعلهم يبحثون عن ملاذ آمن، وبالتالي يرتفع الطلب على سندات الخزينة.
وفي ذات الوقت، يراقب المستثمرون أيضاً الأداء الاقتصادي العالمي مع تزايد القلق من الموجة الثانية من وباء كورونا في أوروبا، واحتمال فرض قيود جديدة في الولايات المتحدة، مما سيؤثر على البيانات الاقتصادية ويبطئ النمو. وكان تقرير {{ecl-375||الناتج المحلي الإجمالي}} الذي صدر الأسبع الماضي، قد أظهر أن الاقتصاد الأمريكي قد نما بمعدل سنوي يبلغ 33.1٪، مما أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد بدأ في التعافي.
وبعد ساعات قليلة، سنكون مع موعد مع إعلان نتائج {{ecl-398||اجتماع السياسة النقدية}} لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وبسبب الانتخابات الرئاسية، سيعلن البنك قراراته متأخرة بـ 24 ساعة عن موعدها المعتاد، وذلك اليوم، الخميس، عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي.
ولم تجد دعوات رئيس البنك جيروم باول إلى إقرار مساعدات مالية لدعم الاقتصاد آذانًا صاغية في مجلس الشيوخ (الجمهوري)، مما دفع البنك المركزي إلى التعامل مع الاقتصاد المتباطئ من خلال السياسة النقدية. وهذا احتمال آخر يدفع عائدات السندات الحكومية إلى الانخفاض.
ومن المعروف أن الذهب والسندات يتنافسان، فما إن تتراجع السندات تعطي دفعة لأسعار الذهب. وللمخاوف المذكورة أعلاه تستمر أسعار الذهب في الارتفاع.