المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 6/11/2020
تمت كتابة هذه المقالة حصريًا لموقع Investing.com
يبدو أن أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الفلكية، أو الـ MegaCaps، قد أصبحت أكثر من مجرد رهان على النمو، بل مكاناً لركن الأموال أثناء فترات عدم التأكد. فأسهم مثل آبل (NASDAQ:AAPL) أكبر شركة من ناحية القيمة السوقية في العالم بقيمة تتجاوز 2 تريليون دولار، ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) التي تتمتع بثاني أكبر قيمة سوقية في العالم والتي تتجاوز 1.6 تريليون دولار، وأمازون (NASDAQ:AMZN) التي تقع في المركز الثالث وراءها بمسافة قريبة، وألفابيت (NASDAQ:GOOGL) الرابعة بنحو 1.2 تريليون دولار، وفيسبوك (NASDAQ:FB) الخامسة بنحو 0.85 تريليون دولار، لم تعد شركات لديها ملفات نمو جيدة في الإيرادات والأرباح فحسب، بل أصبحت توفر أيضاً قدراً كبيراً من التدفق النقدي للمساهمين.
وربما يكون الأهم من ذلك، أن هذه الشركات هي التي تتمتع بالقوة المهيمنة كلٌ في قطاعها الخاص. وهذا يعني أنه حتى خلال الفترات الاقتصادية الصعبة، يمكن لهذه الشركات أن تستمر في الازدهار. دفعت هذه الفكرة المستثمرين إلى الجري باتجاه هذه الأسهم العملاقة.
ليست الأساسيات فقط هي التي تدفع المستثمرين إلى هذه الأسهم العملاقة، بل أنه أيضاً الحجم المطلق لهذه الشركات. فكما ذكرنا أعلاه، تعد آبل ومايكروسوفت أكبر شركتين من حيث القيمة السوقية في العالم، وهما أيضاً من أهم مكونات مؤشرات الأسهم الرئيسية وعلى رأسها مؤشر {{166|إس إن بي}}، الذي من الصعب أن يرتفع أو ينخفض بشكل ملحوظ دون مشاركتهما، أو حتى بدون أن يقودا الطريق.
أما أمازون، فهنالك نقطة تخصها، مرتبطة بالبيئة الحالية، وهي أن الشركة كانت من أكبر المستفيدين من الفترة الاقتصادية التي نعيشها في 2020. فلقد كان الوباء بمثابة قوة دفع هائلة للتجارة الإلكترونية، حيث تسبب الخوف من العدوى في عدم رغبة المستهلكين في الذهاب إلى المتاجر، بل قاموا بطلب كل ما يريدونه عبر الأنترنت. لقد كان الاتجاه العام في قطاع التسوق عبر الأنترنت مؤاتياً بشكل نموذجي لـ أمازون، حتى قبل كورونا، ولكن نظراً للوضع الوبائي، قفزت أرباحها على مدار الفصول القليلة الماضية بنسب كبيرة جداً. فلقد حققت الشركة نمواً في الإيرادات بنسبة 40٪ خلال الربع الثاني وأكثر من 37٪ خلال الربع الثالث.
شهدت ألفابيت تراجعاً في الإيرادات بنحو 2٪ في الربع الثاني، لتصل إلى 38.3 بليون دولار. ومع ذلك، تعافت الإيرادات بسرعة، وارتفعت بأكثر من 14٪ من الـ 46.2 بليون دولار العام الماضي. وبالمقارنة، ارتفعت توزيعات الأرباح بأكثر من 52٪ لتصل إلى 16.40 دولار للسهم.
وفي حين كافحت العديد من الشركات لتخطي هذا الوقت الاقتصادي الصعب، كانت هذه المنشآت الضخمة تتمتع بالنتائج الرائعة. ورغم أن بعض أسهم هذه الشركات تتقلب بشكل أكبر مما يتوقعه معظم المستثمرين من الأصول الآمنة، إلا أن ذلك لا ينطبق عليها جميعاً.
تُظهر بيانات عملاق المعلومات المالية (ريفينيتيف) أن نسبة بيتا (أحد مقاييس التقلب والخطورة) لسهم ألفابيت على مدى أخر 5 سنوات تبلغ 1.03 فقط، مما يعني أنها تتداول تقريباً بنفس القدر من التقلب مثل مؤشر (إس إن بي 500). أما مايكروسوفت، فتبلغ نسبة بيتا لها 0.87 فقط. وهذا يُظهر أن التقلب في بعض الحالات بالنسبة لهذه الأسهم العلاقة، يكون أقل مما قد يعتقده المرء.
وعلى العكس من ذلك، فإن نسبة بيتا لبقية (الرائعين الخمسة) كما يُطلق عليهم في السوق، تقترب من 1.3، مما يعني أن أمازون وآبل وفيسبوك تتعرض لتقلبات قوية.
في حين أنه من الصعب مقارنة هذه الأسهم بأسهم قطاع المرافق أو الرعاية الصحية، والتي تعمل عادةً كقطاعات دفاعية، فإن الميزة الوحيدة التي قد تقدمها القطاعات الدفاعية التقليدية هي مدفوعات أرباح أكبر، وهو ما تفتقر له الشركات الكبرى.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن عائد التوزيعات الكبير يمكن أن يضيف إلى المخاطر خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي. فإذا ضعفت ربحية الشركة بدرجة كبيرة، فقد يضع ذلك علامة سؤال كبرى على توزيعات أرباح السهم المستقبلية، وقد يكون هذا سبباً آخر وراء معاناة بعض هذه القطاعات التقليدية في العام الحالي.
يبدو أن الأسهم الكبيرة قد اتخذت وضعاً دفاعياً في عام 2020، حيث قدمت للمستثمرين متنفساً خلال الأوقات المضطربة. وبالنظر إلى أدائهم هذا العام، فيبدو أن هذا الرهان قد آتى أكله.
إفصاح: يمتلك المحلل مايكل كرايمر وعملاء شركة (موط كابيتال) أسهماً في آبل ومايكروسوفت وجوجل