المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 18/11/2020
بعد أن تعرضت لضربة قوية منذ تفشي وباء كورونا في مارس، عادت أسهم عمالقة شركات النفط لتُظهر بعض بوادر الحياة.
لقد تفوق الصندوق الاستثماري المتداول لشركة فانجارد المسمى إينرجي إندكس فاند (NYSE:VDE)، باكتساح على مؤشر {{166|إس إن بي 500}} خلال الشهر الماضي، حيث ارتفع بنسبة 11٪ تقريباً، مقارنةً بمؤشر الأسهم المعياري الذي لم يحقق إلا ما يزيد قليلاً عن 1٪. وعلى رأس قائمة الأصول التي يقتنيها الصندوق، هنالك أسهم عمالقة النفط إكسون (NYSE:XOM) وشيفرون (NYSE:CVX) وفيليبس 66 (NYSE:PSX).
إن الدافع وراء هذه المسيرة المثيرة للإعجاب، هو تفاؤل المستثمرين بأن الأسوأ قد انتهى في هذه المنطقة شديدة التقلب من السوق. فالتجارب الناجحة للقاحات المضادة لفايروس كورونا ساعدت على توقع استعادة النشاط الاقتصادي الكامل في المستقبل المنظور، مما سيعزز الطلب على منتجات الطاقة.
في مستهل الأسبوع الماضي، أعلنت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر (NYSE:PFE) أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك (F:22UAy)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.
ويوم أمس، بعد أسبوع واحد بالضبط من إعلان فايزر، أعلنت موديرنا (NASDAQ:MRNA) أن لقاحها يتمتع بمعدل كفاءة أفضل من لقاح فايزر/بيو إن تيك، يبلغ 94.5٪، وسهولة أكبر بكثير في النقل والتخزين، حيث يقال إن درجات الحرارة المطلوبة للقاح موديرنا تقترب من درجات حرارة الثلاجة الطبية أو حتى الثلاجة المنزلية العادية. وتعليقاً على هذه النتيجة، قال الرئيس التنفيذي لـ موديرنا، ستيفان بانسيل بأنها "تُغير اللعبة".
أثارت هذه التطورات الإيجابية الأمل بين المستثمرين في عودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته في وقت ما من عام 2021. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، يمكن أن يوفر التقدم في اللقاحات دفعة كبيرة للطلب على الوقود في النصف الثاني من العام القادم، بعد ان واجه هذا الطلب تباطؤاً كبيراً خلال العام الحالي، بسبب موجات من إجراءات الإغلاق.
وفي توقعاتهم لعام 2021، أوصى محللو {{0|مورغان ستانلي}} المستثمرين بالتحلي "بالصبر" في أسواق السلع الأساسية. ففي مذكرة اقتبستها بلومبرغ، كتب المحللون: "هذا الانتعاش العالمي مستدام ومتزامن ومدعوم بالسياسة (النقدية)، ويتطور بحسب قواعد اللعب الطبيعية لفترات ما بعد الركود. حافظوا على إيمانكم، ضعوا ثقتكم في التعافي الاقتصادي".
أسهم عمالقة النفط ترتد
مع هذه التوقعات المتفائلة بشأن الاقتصاد العالمي، وعدم ارتفاع أسعار {{8849|النفط}}، أظهرت بعض أسهم شركات النفط الأكثر تضرراً، أداءً قوياً خلال الأسبوعين الماضيين. فعلى سبيل المثال، تداولت إكسون صباح اليوم عند 37.59 دولار، وهو سعر أعلى بـ 20٪ من سعرها يوم 28 أكتوبر. أما أسهم العملاق الأخر، شيفرون، فلقد قفزت بنحو 30٪ خلال نفس الفترة.
وعلى الرغم من أن هذه الحركات السعرية مثيرة للإعجاب بكل تأكيد، إلا أنه لا تزال هناك العديد من المخاطر التي يمكن أن تعرقل هذا الانتعاش، وتستمر في جعل الاستثمار في قطاع النفط رهاناً محفوفاً بالمخاطر للمستثمرين على المدى الطويل.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، قد قالت الأسبوع الماضي إن إجراءات الإغلاق الجديدة التي تم فرضها في أوروبا، وضعف الاستهلاك في الأمريكتين، سيؤدي على المدى القصير إلى تضرر الطلب العالمي على النفط، في مجمل عام 2020، بشكل أكبر مما كان متوقعا في السابق.
هذا يعني أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول بكثير بالنسبة لعمالقة النفط، حتى ينعكس الانتعاش على أوضاعهم المالية، ويمكنهم من الاستثمار من أجل النمو. ومن ضمن ما تم الإعلان عنه ضمن التقارير الفصلية لـ إكسون، إلى جانب أن الشركة قد سجلت الخسارة الفصلية الثالثة على التوالي، كان إبلاغ المستثمرين أنها قد تستغني عما يصل إلى 15٪ من قوتها العاملة حول العالم، أي حوالي 14 ألف موظف، لأن الشركة تكافح من أجل البقاء في ظل الانكماش الاقتصادي. كما أعلنت الشركة العملاقة أنها تخلت عن خططها السابقة لتوزيع الأرباح.
على المدى الطويل، لا تبدو التوقعات بالنسبة لشركات النفط إيجابية للغاية. فوفقاً لتقرير صدر الشهر الماضي عن أحدى أكبر شركات النفط في العالم، بريتيش بيتروليوم (NYSE:BP)، قد لا يعود استهلاك النفط أبداً إلى المستويات التي كان عليها قبل أزمة وباء كورونا. وحتى السيناريو الأكثر تفاؤلاً، يتضمن توقعات بأن يبقى الطلب "مسطح على نطاق واسع" خلال العقدين المقبلين، مع تحول العالم بعيداً عن الوقود الأحفوري.
الخلاصة
عاد المستثمرون إلى توقع الاتجاه الصعودي بشأن أسهم شركات النفط، في ظل احتمال انتهاء حقبة الطلب الضعيف التي جلبها الوباء معه، في وقت ما من العام المقبل. وعندما يتحقق ذلك، ستكون هذه الأخبار إيجابية للأسهم الدورية، بما في ذلك أسهم شركات النفط الكبرى.
ولكننا لا نعتقد أن أسهم النفط تقدم حجة استثمارية مقنعة لمستثمري المدى الطويل، حيث يُعتبر التحول الدائم إلى الطاقة النظيفة والسياسات الحكومية الأكثر صرامة والتغيرات في سلوك المستهلك من العوامل التي يمكن أن تبقي أسعار النفط منخفضة.