المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 10/12/2020
يتطلب الاستثمار الساعي وراء توزيعات الأرباح فلسفة استثمارية مختلفة. فأنت تصبح شريكاً في شركات تعتقد أنها ستستمر في توفير الدخل من خلال مدفوعات منتظمة. وبمجرد شراء هذه الأسهم، فإنك تعلم أنك ستحتفظ بها على المدى الطويل، وستركز على قدرتها على توليد الدخل.
من غير المرجح أن تقوم الشركات الناجحة التي تتمتع بالجودة، بتقليل أو تعليق مدفوعات أرباحها أثناء تقلبات السوق، مما يسهل الاحتفاظ بأسهمها في محفظتك على المدى الطويل.
تتمثل إحدى طرق العثور على سهم توزيعات أرباح عالي الجودة في البحث عن الشركات الرائدة في قطاعاتها، التي تتمتع بـ "خندق اقتصادي" يمكن الدفاع عنه، وهو مصطلح صاغه المستثمر الأسطوري وارن بافيت، لتحديد الأسهم عالية الجودة ذات الميزة التنافسية الواسعة. ومع وضع هذه العوامل في الاعتبار، سنتكلم عن 3 أسهم يمكن للمستثمرين الباحثين عن تدفق نقدي يتمتع بالثبات التفكير في شرائها الآن.
1. تي سي إينرجي
عندما تنخفض أسعار الفائدة وتنخفض عائدات السندات، يكون ذلك من أفضل الأوقات لشراء أسهم قطاع الطاقة التي توفر بنية تحتية مهمة، مثل أسهم شركات خطوط الأنابيب (SE:2360) ومرافق التخزين.
يعتبر هذا القطاع هو الأكثر ارتباطاً بعائدات السندات، وتميل الشركات ذات التعرض المحدود للسلع إلى تحقيق أفضل أداء لها، في بيئة مثل البيئة الحالية. من بين أكبر شركات البنية التحتية لقطاع الطاقة، هنالك شركة تي سي إينرجي TC Energy Corp (TSX:TRP)، التي كانت تُعرف سابقاً باسم (ترانس كندا). برأينا، يشكل سهم الشركة ورقة مالية قوية يجب التفكير بها من قبل مستثمري الاستحواذ على المدى الطويل.
من بين أهم الأسباب الذي تجعل هذا السهم جذاباً، هنالك تاريخ الشركة الطويل في دفع أرباح الأسهم، وتنوع أصولها من الطاقة. لقد رفعت الشركة أرباحها لمدة 19 عاماً متتالية، وأصبحت تدفع حالياً 60 سنتاً للسهم كل ثلاثة أشهر، بعد أن أعلنت عن رفع المدفوعات بنسبة 8٪ في فبراير. أغلق السهم تداولات أمس الأربعاء عند مستوى 45.20 دولار، وهو ما يضع العائد السنوي لتوزيعات الأرباح عند 5.4٪.
تخطط الشركة لزيادة توزيعات أرباحها بمعدل سنوي يتراوح بين 8 و 10٪ خلال عام 2021، وذلك بمساعدة أعمالها منخفضة المخاطر، حيث تبلغ نسبة الإيرادات القادمة من أصول تم تنظيمها أو التعاقد عليها لفترة زمنية طويلة، حوالي 95٪ من كامل الإيرادات قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء.
وتشمل أصول الشركة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، وخطوط أنابيب النفط، ومنشآت لتوليد الطاقة وتخزين الغاز الطبيعي. وتمتلك الشركة أكثر من 92,600 كيلومتر من أنابيب الغاز الطبيعي، و 4,900 كيلومتر من أنابيب النفط، ومنشآت لتخزين الغاز بطاقة استيعابية تبلغ 650 مليار قدم مكعب، ومنشآت قادرة على توليد 4 آلاف ميغاواط من الطاقة.
2. جونسون آند جونسون
عند اتخاذ قرار بشأن أسهم جونسون آند جونسون (NYSE:JNJ) نمو توزيعات الأرباح، يجب على المستثمرين التركيز على ثلاثة عوامل رئيسية للتخلص من الخيارات السيئة: عائد توزيعات الأرباح المستقبلية، ونسبة توزيع الأرباح النقدية (النسبة المئوية من التدفقات النقدية الحرة التي يتم إنفاقها على توزيعات الأرباح) وسجل نمو الأرباح.
وإذا بحثنا عن أسهم تفي بهذه المتطلبات الثلاث، سنجد أن سهم جونسون أند جونسون، أكبر شركة في العالم لتصنيع منتجات الرعاية الصحية الاستهلاكية والصيدلانية، يفي بالغرض. لقد قامت الشركة برفع توزيعات الأرباح كل عام على مدار الـ 58 عاماً الماضية، وهو أمر مذهل. إن نسبة المدفوعات من التدفقات النقدية تبلغ 45.93٪ فقط، وهو ما يعني أنه لا يزال هناك متسع كبير لزيادة توزيعات الأرباح في المستقبل.
تعزز بيئة الصحة العامة الحالية (وسط استمرار تفشي وباء كورونا) مكانة الشركة، التي استفادت من الطلب القوي على منتجاتها التي لا تحتاج إلى وصفة طبية. تقوم الشركة بتصنيع مجموعة كبيرة ومتنوعة من المنتجات الصحية والطبية، من علاجات السرطان المبتكرة إلى الأجهزة الطبية وحتى العلاجات المتاحة دون وصفة طبية، مثل مسكن الآلام المعروف (تايلينول).
في أكتوبر، أعلنت (جاي أند جاي) أن صافي أرباحها للربع الثالث قد أرتفع بأكثر من الضعف. أما في أبريل، فلقد رفعت الشركة من أرباحها الفصلية بنسبة 6.3٪ لتصل إلى 1.01 دولار أمريكي للسهم، مقارنة بـ 0.95 دولار أمريكي في الربع السابق. وعند سعر إغلاق أمس البالغ 153.10 دولار، يصبح العائد السنوي لتوزيعات أرباح جونسون أند جونسون 2.71٪.
3. بروكفيلد إنفراستراكشر بارتنرز
يقع مقر الشركة في تورنتو، وسهمها هو مرشح قوي آخر لبناء محفظة دخل، نظراً لتنوع عمليات الشركة وقدرتها على توليد تدفقات نقدية قوية.
تمتلك Brookfield Infrastructure Partners LP (NYSE:BIP) وتدير شركات مرافق ونقل وطاقة وبنية تحتية، تقدم خدماتها لشركات الاتصالات (SE:7010) على مستوى العالم. وتدير بروكفيلد محفظة بقيمة 30 مليار دولار أمريكي، تضم أصولاً تمتد عبر خمس قارات. وتشمل هذه الأصول أنظمة نقل الطاقة في أمريكا الشمالية والجنوبية، و37 ميناءً في أمريكا الشمالية وبريطانيا وأستراليا ودول الإتحاد الأوروبي، ونحو 3,800 كيلومتر من الطرق التي تفرض عليها الرسوم في كل من أمريكا الجنوبية والهند، وأعمال ضخمة في مجال السكك الحديدية في أستراليا وأمريكا الجنوبية.
وباستخدام هذه الأصول التي تولد الدفقات النقدية، تستهدف الشركة تحقيق عوائد طويلة الأجل بين 12٪ إلى 15٪ على إجمالي حقوق الملكية، وتوفير توزيعات أرباح مستدامة للمستثمرين، مع استهداف نمو التوزيع السنوي بنسبة بين 5 - 9٪.
ووفقاً للشركة، فإن استراتيجيتها تتلخص في الحصول على أعمال عالية الجودة على أساس القيمة، وإدارة العمليات بنشاط وبيع الأصول بشكل مناسب لإعادة استثمار رأس المال في الأعمال التجارية. وبالنظر إلى عائد سهم الشركة في السنوات الخمس الأخيرة، ليس هنالك شك في أن الشركة نفذت خطتها بنجاح تام وحققت أهدافها. فخلال هذه السنوات، اعطى سهمها عائداً بنسبة 130٪ (بما في ذلك عوائد توزيع الأرباح) وهو ما يجعلها تتفوق على عائد مؤشر إس إن بي 500، الذي بلغ 84٪ خلال ذات الفترة.
عند مستوى إغلاق يوم أمس الأربعاء والبالغ 51.90 دولار، فإن السهم لم يعد رخيصاً. ولكن مع عائد توزيعات أرباح يقارب الـ 4٪ حالياً، فإنه حتماً أحد الأسهم الموزعة للأرباح التي يجب على المستثمرين التفكير في إضافتها إلى محافظهم.