المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 11/12/2020
في أول ظهور له في السوق، حقق سهم دورداش نجاحاً كبيراً يوم أول أمس الأربعاء، عندما قفز سهم منصة خدمة توصيل الطعام بشكل مثير للغاية، مما أظهر مدى قوة شهية المستثمرين لأسهم التكنولوجيا.
ففي أول جلسة، ارتفع سهم الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، بنسبة خيالية بلغت 92٪، وأغلق عند 189.51 دولار. وقبل ذلك، كانت الشركة قد جمعت 3.37 مليار دولار من أموال المستثمرين عن طريق طرح الأسهم من خلال اكتتاب عام أولي IPO. إن القفزة التي حققها السهم في يومه الأول، هي ثالث أكبر قفزة بين جميع الأسهم الجديدة التي تم طرحها هذا العام في الولايات المتحدة. وبعد هذا الارتفاع الصاروخي، أصبحت القيمة السوقية لـ دورداش 60 مليار دولار، وأصبحت قيمة الخلط الكاملة للشركة 71.3 مليار دولار (تعريف: قيمة الخلط الكاملة Fully-Diluted هي قيمة الشركة في حال تحويل جميع المشتقات المالية الخاصة بها إلى أسهم عادية).
وفي الجلسة الثانية للسهم يوم أمس الخميس، تراجع بنسبة 1.85٪ وأغلق التداولات عند 186 دولار.
يُظهر الارتفاع الهائل في سعر السهم خلال اليوم الأول من التداول أن المستثمرين يشعرون بالراحة في امتلاك أسهم شركة في سوق صعبة، حيث تسعى العديد من الشركات جاهدة للاستفادة من الطفرة، التي يغذيها الوباء، في الطلب على الوجبات التي يتم توصيلها إلى أبوابنا.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن نموذج أعمال دورداش يتمتع بجاذبية فريدة يصعب تجاهلها. وهنالك عدة نقاط تدعم وجهة النظر هذه، أولها برنامج الاشتراك الذي ينمو بشكل متزايد، والذي يُظهر ولاء عملائها والإمكانية المرتفعة لتكرار الطلب من نفس المستخدم.
لقد بلغ عدد الاشتراكات في الفترة بين أغسطس 2018 وأغسطس 2019 أكثر من مليون إشتراك. ووفقاً للأورق التي قدمتها الشركة للهيئات المالية ضمن طلب الاكتتاب العام، فإن هذا الرقم كان قد قفز إلى أكثر من 5 ملايين بتاريخ 30 سبتمبر 2020.
لقد أصبح عدد المشتركين الذين يُعتبرون مستخدمين شهريين الآن نحو 28٪ من مجموع مستخدمي التطبيق، والذين يزيد عددهم عن 18 مليون مستخدم. هذا الرقم أكبر بكثير من رقم خدمة توصيل الطعام التي تقدما أوبر، والذي بلغ في نهاية الربع الثالث مليون مستخدم فقط، على الرغم من أن مجموع مستخدمي أوبر على منصتها التي تقدم خدمة طلبات سيارات الأجرة وخدمة توصيل الطعام يبلغ 78 مليون مشترك شهري! في مقال تحليلي، كتبت الصحفية لورا فورمان في صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً الأسبوع الماضي قالت فيه:
"يبدو أن تركيز دورداش المبكر على ولاء العملاء قد لعب دوراً في تحولها من شركة ناشئة في خدمة التوصيل، إلى شركة رائدة في السوق الأمريكية. وهذا هو الحال أيضاً مع تقديم الخدمة في الضواحي، والتي أثبتت أنها منجم ذهب خلال الوباء، حيث قدمت للشركة قيم طلبات أعلى، وتكاليف تشغيل أقل في كثير من الحالات. وقد يصبح ولاء العملاء عاملاً أكثر أهمية في العام المقبل، عندما يبدأ المستهلكون في العودة إلى المطاعم"
حصة سوقية تبلغ 50٪
ساعدت ميزة "المتحرك الأول" شركة دورداش في الاستحواذ على حصة سوقية بلغت 50٪ من أعمال توصيل الطعام في السوق الأمريكية، لتتقدم بفارق كبير عن منافسيها الرئيسيين، بما في ذلك (أوبر إيتس)، و (غرابهب) و (بوستميتس)، وذلك وفقاً للأوراق التي قدمتها ضمن طلب الاكتتاب العام.
ومع كون عدد مستخدميها حالياً أقل من 6٪ من سكان الولايات المتحدة، ترى دورداش أن لديها مجال كبير للنمو في أعمالها. لقد تضاعفت الإيرادات في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي أكثر من ثلاث مرات، وتقلصت الخسارة الصافية عن العام السابق، حيث غذى الوباء الطلبات الجديدة.
وبما أنها في صدارة هذا السوق، تخطط الشركة، في نهاية المطاف، لاستخدام منصتها لتوفير خدمة التسليم عند الطلب لأي منتج أخر (وليس فقط الطعام).
وكما ذكرت الشركة في نشرة الإصدار:
"في حين أن الطعام بحد ذاته هو فئة لها مسار طويل للنمو، فإننا نعتقد أن الشبكة التي أنشأناها تضعنا في وضع مثالي لتحقيق رؤيتنا المتمثلة في تمكين جميع الشركات المحلية من المنافسة في اقتصاد الراحة"
ومع كل هذه الاحتمالات، تبقى دورداش هي إحدى الخدمات التي ازدهرت أثناء الوباء. ويجب على المستثمرين أن يأخذوا في اعتبارهم اقتصاد ما بعد الوباء، والذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الطلب على توصيل الغذاء لحد عتبة الباب. اللاعبون الكبار في هذه اللعبة هم أصحاب المطاعم الذين يدفعون، في بعض الحالات، ما يصل إلى 30٪ من قيمة الطلب لـ دورداش.
ورغم الاكتتاب العام الناجح للغاية، يبقى من المستحيل أن يتم التنبؤ ما إذا كانت الشركة ستنجح على المدى الطويل، أو إذا ما كانت ستترك مستثمريها في ورطة. يخبرنا التاريخ أن النجاح الساحق للاكتتاب العام لا يشكل أي ضمانة لاستمرارية الشركة على المدى الطويل. فلقد أظهر تحليل لـ بلومبرج، قام بمتابعة الشركات التي بدأ تداول أسهمها بعد الأزمة المالية، وحققت مكاسب وصلت إلى 100٪ من قيمة السهم في أول يوم تداول، أن معظم هذه الأسهم قد انخفضت بعد ارتفاعها الأولي.
الخلاصة
يظهر صعود دورداش بنسبة مذهلة تجاوزت الـ 90٪ في أول جلسة للسهم أن المستثمرين لديهم ثقة كبيرة في نموذج أعمال الشركة. وبسبب النشوة التي تعيشها وول ستريت، تمكن مقدم خدمة توصيل الطعام هذا من الحصول على تقييم ممتاز. ولكن الآن، بعد فترة قصيرة من طفرة الاكتتاب العام الأولي والصعود الصاروخي في سعر السهم، ربما لا يكون هذا هو الوقت المثالي لمستثمري المدى الطويل للدخول على هذا السهم. من وجهة نظرنا، يُعتبر الانتظار للحصول على نقطة دخول أفضل، استراتيجية أكثر حكمة في هذه المرحلة.