المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 18/12/2020
مع اقتراب نهاية عام 2020، هناك الكثير من قصص الازدهار والكساد التي سيتذكرها عشاق سوق الأسهم الأمريكية. ولكن لا يوجد سهم آخر يجعل المستثمرين أكثر حماساً من سهم شركة تسلا (NASDAQ:TSLA) لصناعة السيارات الكهربائية.
منذ بداية هذا العام الذي لن يُنسى، وحتى إغلاق يوم أمس الخميس، ارتفع السهم بأكثر من 650٪، وهو ما يجعل منه السهم الأفضل أداءً بين جميع أسهم مؤشر نازداك للعام الحالي. جاء هذا التحول الملحوظ على الرغم من هذا الوباء الذي قلب الاقتصاد العالمي رأساً على عقب، ورغم كل الدراما التي تصدرت العناوين الرئيسية المحيطة بمؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، الشخصية الفذة، إيلون مسك.
عندما ستفتح الأسواق يوم الإثنين القادم، ستكون تسلا قد أصبحت جزءاً من مؤشر (إس إن بي 500)، لتحقق بذلك مكانة الأسهم المرموقة، أو الـ (بلو-تشيب) كما تُسمى في الولايات المتحدة، ولتصبح إحدى أهم المكونات الموزونة في هذا المؤشر الذي يضم أسماءً عملاقة مثل آبل، أكبر شركة في العالم من ناحية القيمة السوقية، والشركات المعدودة على أصابع اليد الواحدة التي تتخطى قيمتها حاجز التريليون دولار، مثل أمازون، ومايكروسوفت.
وبعد أن أمتنعت (إس إن بي) عن إضافتها إلى المؤشر في وقت سابق، تغير حظ تسلا بعد أن تمكنت الشركة من تحقيق الأرباح الفصلية لمدة 5 فصول متتالية، والانتهاء من تجهيز مصنع ضخم في الصين بنجاح، وبدء بناء مصنع آخر مماثل في ألمانيا.
وبينما يستفيد مستثمرو الشركة المخلصين من إيمانهم برؤية إيلون مسك، فإن السؤال الكبير لعام 2021 هو كيف ينبغي للمرء أن يتداول هذا السهم في المستقبل؟ وهنا، فإن مجتمع المحللين منقسم.
ومن بين شركات التحليل الـ 22 التي قامت بتصنيف السهم، هنالك 8 تصنيفات "شراء" و8 تصنيفات "انتظار" و6 تصنيفات "أداء ضعيف". متوسط الهدف لمدة الـ 12 شهراً القادمة هو 389.79 دولار، وإذا ما تحقق الوصول إلى ذلك الهدف بالفعل، فسيكون هذا تصحيح كبير من سعره الحالي البالغ 655.90 دولار.
وفي تقرير شركة جيفريز، الدي تم من خلاله تخفيض تصنيف السهم من "شراء" إلى "انتظار" الأسبوع الماضي، عبر محللو الشركة عن تشككهم في أن تسلا يمكن أن تتسيد قطاع صناعة السيارات يوماً ما.
وفي التقرير الذي أصدرته الشركة للعملاء، كتب المحلل فيليب هوشوا:
"لا نعتقد أن تسلا يمكن أن تهيمن على القطاع بالنظر إلى حجمها وهيكلها وسياستها. ومع ذلك، فإن التحديات المتعددة التي تواجه نموذج الأعمال في هذا القطاع تضمن ميزة تنافسية دائمة، وذلك مع وصول العلامة التجارية (ميسيانيك) إلى ما هو أبعد من السيارات، من تزويد البطاريات إلى تخزين الشبكة، والقيادة الذاتية"
ورغم خفض تصنيف السهم، رفعت جيفريز السعر المستهدف خلال الـ 12 شهراً القادمة، من 500 إلى 650 دولار.
تقييمات مرتفعة
يتمثل أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها المستثمرون والمحللون في كيفية تبرير المزيد من المكاسب لسهم يتم تداوله أعلى بكثير من التقييمات العالية التي تتمتع بها في العادة شركات التكنولوجيا ذات نماذج الأعمال المتعددة إلى حد كبير. يتم تداول سهم تسلا حالياً بما يقرب من 1000 ضعف أرباحها، مقارنة بـ 14 ضعفاً فقط لشركة جنيرال موتورز و54 مرة لمؤشر (بورصة نيويورك فانغ بلص).
"وهنا تكمن المعضلة. هل تسلا هي شركة صناعة سيارات؟ أم أنها شركة تكنولوجيا؟ أم أنه خليط من كليهما؟"
هذا ما كتبته إيشا داي من بلومبرغ في تحليلها الأسبوع الماضي.
كانت تسلا تخطط لصناعة نصف مليون سيارة في 2020، بزيادة قدرها 36٪ عن إنتاج العام السابق، لكنها زيادة أقل من الـ 50٪ التي حققتها في عام 2019. ووفقاً لبيانات بلومبرج، يقدر محللو وول ستريت أن الإيرادات ستنمو بنسبة 26٪ هذا العام، وتتسارع بشكل أكبر في عام 2021 ثم تتراجع حتى عام 2022. أما تقديرات الأرباح لعامي 2020 و2021 فلم تشهد تغييراً يُذكر مقارنة بالعامين الماضيين.
لكن التقييم الحالي لشركة تسلا لا يعني أنها مجرد شركة سيارات. يراهن الثيران على أنه، تماماً مثل آبل، ستتمكن شركة صناعة السيارات قريباً من تضمين مجموعة من الخدمات فيما تصنعه، وهو ما سيجعل تسلا أكثر من مجرد صانع سيارات.
في حديث له مع بلومبرغ، قال المحلل أدم جوناس من بنك (مورغان ستانلي):
"تعمل تسلا على تحريك الناس بعيداً عن تقييم الشركة وتحليلها من خلال عدد السيارات المباعة وأسعارها فقط، وتوجههم نحو الاهتمام أيضاً بقاعدة المستخدمين المثبتة، والبرامج وخدمات المحتوى المقدمة لهؤلاء المستخدمين. ومن خلال ذلك، فإن الأمر يبعدك عن مقارنة تسلا بشركات السيارات، ويجعلك تفكر أنه ينبغي بدلاً من ذلك مقارنتها بالشركات التي تقدم البرمجيات كخدمة"
الخلاصة
بعد ارتفاع هائل في سعر سهم تسلا هذا العام، ستبقى شركة صناعة السيارات تحت ضغط شديد العام المقبل لإظهار أنه يمكنها أن تنمو بسرعة، وسرعان ما ستصبح شركة يمكنها جني الكثير من المال من خلال تقديم خدمات مختلفة. في هذه المرحلة، فإن شراء السهم يتطلب من المستثمرين أن يكون لديهم إيمان كامل برؤية إيلون مسك، بدلاً من الحكم على السهم من خلال أساسيات أعمال الشركة.