بدأ العام بالكاد بتفاؤل ولكن بدأت الآفاق الاقتصادية لبداية عام 2021 تتدهور بالفعل بسرعة، ويبدو أن القيود وعمليات الإغلاق الأكثر صرامة ستضرب الاقتصادات بأكثر مما كان متوقعاً على المدى القريب.
حيث تستمر حالات الإصابة بالفيروس في الارتفاع حيث شددت ألمانيا وفرنسا وأغلب الدول الأوروبية القيود ووسعتها، وبينما دخلت إنجلترا في إغلاق ثالث لها.
ظل المستثمرون حذرين حيث شهدت الصين 103 حالات إصابة جديدة بالفيروس اليوم، وهو أول ارتفاع من ثلاثة أرقام في الحالات اليومية في أكثر من خمسة أشهر.
مع ذلك، تصاعدت التوترات بين بكين وواشنطن حيث قالت الولايات المتحدة إنها ترفع القيود عن تايوان.
قد شهدت الجلسات الأسيوية فقدان مؤشر شنغهاي المركب ما يقارب 1.08٪ إلى 3531.5 اليوم الاثنين بعد مكاسب بنسبة 1.51٪ الأسبوع الماضي.
كما تم تداول معظم أسواق الأسهم الأوروبية في المنطقة الحمراء يوم الإثنين حيث أنهى مؤشر "داكس" سلسلة انتصارات استمرت ثلاث جلسات وتراجع بنسبة 0.6٪ عن أعلى مستوى سجله يوم الجمعة.
كذلك بدأت العقود الآجلة الأمريكية الأسبوع بشكل سلبي بعد أن أنهت الأسبوع الماضي عند مستويات قياسية جديدة حيث يستوعب المستثمرون احتمالات المزيد من التحفيز.
ففي الأسبوع الماضي ارتفعت المؤشرات الرئيسية لمستويات قياسية، وحقق مؤشر "داو جونز" مكاسب بنسبة 1.6٪ ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ارتفع بنسبة 1.8٪ بينما مؤشر "ناسداك" حقق اطبر مكاسب بنسبة 2.4٪.
حيث صرح الرئيس الجديد "جو بايدن" يوم الجمعة إن رزمته الاقتصادية ستكون بتريليونات الدولارات وأنه سيتم تقديم مزيد من التفاصيل يوم الخميس خلال إعلان رسمي.
في غضون ذلك سيبدأ موسم الأرباح في وقت لاحق من الأسبوع بتقارير من "Citigroup و Wells Fargo و JPMorgan".
يظل المستثمرون قلقين بشأن تسجيل إصابات كورونا والسلسلة الجديدة ودخول المستشفيات في معظم أوروبا تحت قيود صارمة.
سيقوم المشاركون في السوق بالبحث في حساب البنك المركزي الأوروبي في اجتماع ديسمبر للحصول على نظرة ثاقبة لوجهة نظر البنك المركزي بشأن استجابات السياسة المحتملة لسيناريو أكثر خطورة.
حيث تشير التوقعات تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو بشكل ملحوظ في نوفمبر حيث أثرت إجراءات الاحتواء الأكثر صرامة على الطلب والنشاط في أجزاء من المنطقة.
كما تم تعيين الناتج المحلي الإجمالي الشهري في المملكة المتحدة لشهر نوفمبر للإشارة إلى بدايات ركود مزدوج الانحدار، ومع هذا نتوقع انخفاض الإنتاج نتيجة الإغلاق الجزئي الذي بدأ في إنجلترا في 5 نوفمبر.
ماذا نراقب هذا الأسبوع؟
يستمر وضع فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم في السيطرة على عناوين الأخبار حيث تستمر عدد الإصابات في الارتفاع بوتيرة قياسية وعودة العديد من البلدان إلى الإغلاق.
وسينشر البنك المركزي الأوروبي محضر اجتماع السياسة النقدية مع ترقب هام، وهذا مع توسع السلالة الجديدة من الوباء في المنطقة الأوروبية وتشديد القيود بأغلب الدول هناك.
بينما تتضمن الإصدارات الهامة بالولايات المتحدة مع بعض الإصدارات لموس الأرباح، وأما البيانات السياسية قد تتصدر بعد ان أثارت الأنباء التي تفيد بأنه من المتوقع أن يمضي مجلس النواب الأمريكي في تشريع لعزل "الرئيس دونالد ترامب" لترتفع مشاعر القلق.
الولايات المتحدة الأمريكية
قد يكون أسبوع حافل نسبياً في الولايات المتحدة على صعيد البيانات الاقتصادية، ومن المحتمل أن يُظهر تقرير أسعار المستهلك لشهر ديسمبر ارتفاع معدل التضخم إلى 1.3% الذي لا يزال أقل بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي.
في الوقت نفسه من المرجح أن يُظهر التقدير الأولي لمعنويات المستهلكين في ميشيغان لشهر يناير تدهوراً طفيفاً في الروح المعنوية وسط ارتفاع حالات كورونا القياسية ودخول المستشفى والإجراءات التقييدية الحالية في جميع أنحاء البلاد.
أيضاً من المرتقب أن تشير أرقام مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي لشهر ديسمبر إلى تراجع التجارة المحلية ونمو متواضع لنشاط المصانع، ومن المنشورات الأخرى التي يجب مراقبتها هي أسعار المنتجين والتجارة الخارجية ومخزونات الأعمال.
أوروبا
سينتظر المستثمرون حسابات اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس مع توسع القيود في المنطقة الأوروبية.
هذا بعد ان وسع صانعي السياسة في ديسمبر برنامج الشراء الطارئ للوباء التابع للبنك المركزي الأوروبي بمقدار 500 مليار يورو أخرى ومدده حتى نهاية مارس 2022 على الأقل.
في الوقت نفسه تشمل البيانات الرئيسية التي يجب اتباعها الإنتاج الصناعي والميزان التجاري في منطقة اليورو، وأرقام إجمالي الناتج المحلي الألماني للعام الماضي وأسعار الجملة.
أما في المملكة المتحدة ستنشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشهرية جنباً إلى جنب مع الإنتاج الصناعي ومخرجات البناء والتجارة الخارجية.
حيث من المرجح أن تظهر الأرقام الواردة عن النمو انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 4٪ في نوفمبر مع عودة المملكة المتحدة إلى حالة الإغلاق.
آسيا
من المقرر ان تنشر الصين بيانات التضخم لشهر ديسمبر حيث تشير الأسواق إلى انتعاش في أسعار المستهلكين من أول انخفاض لها منذ 11 عاماً في الشهر السابق، وكذلك من المحتمل أن يتراجع انكماش المنتجين.
بالإضافة إلى ذلك ستوفر أرقام التجارة نظرة ثاقبة للتعافي الاقتصادي بعد الوباء، وهذا بعد ان شهدت الصادرات والواردات ارتفاعاً حاداً في ديسمبر أيضاً في دائرة الضوء سيكون المؤشرات النقدية للدولة ومؤشر أسعار المنازل.
أما في اليابان بعد العودة من عطلات الاسواق اليوم الإثنين يترقب صدور بيانات عن طلبات الآلات والحساب الجاري وأسعار المنتجين.
أما في أماكن أخرى يترقب في أستراليا المستثمرون بيانات قروض الإسكان والقراءات النهائية لمبيعات التجزئة وتصاريح البناء.
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على تويتر: Abdelhamid_TnT@