ارتفعت الأسهم العالمية إلى مستوى قياسي مع رهانات الانكماش بعد أن دفعت "جانيت يلين" بتصريحاتها نحو تحفيز الولايات المتحدة السريع، وتباطأت الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.
يشعر المستثمرون بالارتياح من استمرار طرح اللقاحات والبيانات التي تشير إلى وجود اتجاه هبوطي في الإصابات في بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث انخفض مقياس سيتي جروب (NYSE:C) عن النفور من المخاطر العالمية إلى أدنى مستوياته منذ تفشي الوباء لأول مرة في الأسواق العام الماضي، وسجل مؤشر MSCI للأسهم العالمية مستوى قياسي جديد.
عززت بيانات الوظائف الأمريكية الأضعف من التوقعات يوم الجمعة من المخاطر الاقتصادية مع استمرار الوباء لكنها سلطت الضوء أيضاً على حالة المزيد من التحفيز.
تفاؤل التحفيز الأمريكي!
تلقت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية دفعة إيجابية كما ارتفعت الرغبة في المخاطرة من خلال تصريح وزيرة الخزانة "جانيت يلين" يوم الأحد بأن التحفيز المالي الجديد يمكن أن يولد نمواً كافياً لاستعادة التوظيف الكامل بحلول العام المقبل في البلاد.
كما أن الولايات المتحدة يمكن أن تعود إلى التوظيف الكامل في عام 2022 إذا سنت حزمة إغاثة قوية بما يكفي.
قد ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى في عام، وبينما تسارعت وتيرة التضخم في الولايات المتحدة التي تنطوي عليها سوق السندات إلى الأسرع منذ 2014.
وسط آمال بأن المشرعين الأمريكيين سيمررون 1.9 تريليون دولار لمساعدة الإغاثة من جائحة كورونا هذا الشهر.
حيث يضغط الرئيس "جو بايدن" من أجل إجراء ضخم للإغاثة الاقتصادية بقيمة 1.9 تريليون دولار، ولكن أثار بعض المعلقين مثل وزير الخزانة السابق "لاري سامرز" تساؤلات حول حجم الحزمة والمخاطر مثل التضخم الأسرع بكثير.
استكملت المؤشرات الأمريكية مكاسبها القياسية مع بداية جلسات الأسبوع، وهذا بعد ارتفاعات الأسبوع الماضي بعد ان حققت المؤشرات الثلاثة الرئيسية مكاسب قوية.
حيث ارتفع مؤشر "داو جونز" بنسبة 3.9٪ ومؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 4.7٪، وبينما مؤشر "ناسداك" كان أكبر الرابحين مع نسبة 6٪.
أوروبا تستقر مع السياسة الإيطالية!
ارتفعت أسواق الأسهم الأوروبية اليوم الاثنين حيث ارتفع مؤشر "داكس 30" الألماني لمستوى قياسي عند 14190 للمرة الأولى.
أيضاً بدأ مؤشر "يوروب ستوكس 600" الأسبوع في المنطقة الخضراء مع تفوق أداء الأسهم الإيطالية حيث يستعد "ماريو دراجي "لتشكيل حكومة وطنية جديدة.
بينما ارتفعت المؤشرات الرئيسية الأخرى بين 0.2٪ ونسبة 1٪، وهذا وسط آمال بمزيد من التحفيز في الولايات المتحدة وتخفيف حالة عدم اليقين السياسي في إيطاليا.
حيث حصل رئيس الوزراء الإيطالي المعين "ماريو دراجي" على الدعم من أكبر حزبين في البرلمان لتشكيل حكومة.
قد تقلص العائد على عوائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار 11 نقطة أساس في وقت ما هذا الشهر إلى 0.54٪ فقط بعيداً عن أدنى مستوياته على الإطلاق، وهذا على أساس الإيمان بأنه سيقبل التفويض ويشكل حكومة.
وأنقذ "دراجي" اليورو مرة أخرى في عام 2012 عندما وعد بفعل كل ما يتطلبه الأمر، وعندما علمت الأسواق أنه سيكون رئيس وزراء إيطاليا القادم تفوقت الديون الإيطالية بشكل حاد ولا شك في التكهنات بأنه لا يزال يتمتع بلمسة سحرية.
بينما يتوقع بعض الاقتصاديين انه يمكن لإدارة "ماريو دراجي" خفض عائدات السندات الإيطالية إلى مستويات منخفضة جديدة مع فارق 10 سنوات مقابل ألمانيا عبر حاجز 1٪ الرئيسي.
ماذا نراقب هذا الأسبوع؟
بدأت الأسهم العالمية الأسبوع على قدم وساق ممتدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق حيث راقب المستثمرون تعليقات "جانيت يلين"، والتي تدفع فاتورة تحفيز أمريكية بالإضافة إلى تحسن في اتجاهات فيروس كورونا.
كما سجل القطاع الصناعي الألماني مكاسب بنسبة 0.9٪ في نوفمبر بعد قفزة بنسبة 3.4٪ في أكتوبر، وقد ترك ذلك مستوى الإنتاج أعلى بكثير من متوسط الربع الثالث أما بالنظر إلى كامل عام 2020 تقلص الناتج الصناعي بنسبة 8.5٪.
هذا الأسبوع سوف ينتبه المستثمرون إلى أرقام إصابات كورونا، والتقدم في حزمة التحفيز الأمريكية الجديدة بالإضافة إلى بعض بيانات النمو الهامة من آسيا إلى أوروبا.
الولايات المتحدة الأمريكية
سيكون هناك هدوء مع البيانات الاقتصادية المرتقبة من الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وستكون الأنظار متوجه نحو حديث رئيس البنك الفيدرالي "جيروم باول" بوقت لاحق يوم الأربعاء.
أيضاً من المحتمل أن يُظهر مؤشر أسعار المستهلك لشهر يناير ارتفاع معدل التضخم إلى 1.5٪ مما قد يعتبر أعلى مستوى له منذ مارس من العام الماضي، ولكن ذلك ما زال أقل من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ حوالي 2٪.
في الوقت نفسه من المرجح أن تظهر القراءة الأولية لمعنويات المستهلكين في ميشيغان لشهر فبراير تحسناً طفيفاً في المعنويات، ولكن لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الوباء وسط استمرار جائحة كورونا ونقص الدعم المالي.
أوروبا
بعد بيانات النشاط الصناعي الضعيفة اليوم ستصدر ألمانيا بيانات التجارة الخارجية إلى جانب وأسعار الجملة والقراءة النهائية للتضخم.
كما أشارت البيانات الأولية إلى توقعات بارتفاع أسعار المستهلكين في المانيا أكبر اقتصاد في أوروبا في يناير للمرة الأولى منذ سبعة أشهر.
أيضاً تشمل البيانات الرئيسية الأخرى المرتقبة من أوروبا مع أرقام الإنتاج الصناعي في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
كذلك معدل التضخم في هولندا والإنتاج الصناعي ومعدل البطالة في سويسرا وأسعار المستهلك بينما يترقب من النرويج وبولندا الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع، وكذلك في تركيا يترقب بيانات الإنتاج الصناعي وتجارة التجزئة والبطالة.
أما في المملكة المتحدة يترقب نشر تقديرها الأولي لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع جنباً إلى جنب مع استثمارات الأعمال والميزان التجاري والتصنيع ومخرجات البناء.
حيث تشير توقعات السوق نمواً بنسبة 0.5% في الربع الرابع من 2020، وهذا لا يجنب السقوط مرة أخرى في منطقة الانكماش على الرغم من التدابير التقييدية المفروضة للحد من انتشار كورونا.
آسيا
تشهد أيضاً المنطقة الأسيوية تراجع بالبيانات المرتقبة حيث تبدأ العطلات الرسمية في رأس السنة القمرية الجديدة في الدول في جميع أنحاء آسيا مع عطلة الصين لمدة أسبوع.
كانت في اليابان أغلق مؤشر " توبيكس " اليوم الاثنين عند أعلى مستوى منذ عام 1991 وسط تقارير بأن الحكومة قد ترفع حالة الطوارئ في وقت مبكر لبعض المناطق، وبيانات الحساب الجاري الإيجابية بينما يترقب هذا الأسبوع أيضاً أسعار المنتجين.
بينما ستنشر الصين بيانات التضخم لشهر يناير حيث تشير الأسواق إلى تراجع متجدد في أسعار المستهلكين وانتعاش أسعار المنتجين للمرة الأولى منذ عام.
في مكان آخر، سيحول المستثمرون في أستراليا انتباههم إلى ثقة الأعمال وثقة المستهلك، ومن المقرر أن تنشر نيوزيلندا مؤشر مديري المشتريات النيوزيلندي للأعمال وتضخم أسعار الغذاء الشهري.
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على تويتر: Abdelhamid_TnT@