النفط يُظهر علامات بسيطة على التحسن، وفجأة يراهن الجميع على صعود النفط. ولكن ربما يكون هذا الانتعاش هو الأكثر هشاشة في تاريخ أسعار النفط، ويمكن لأي شيء صغير مثل الفيروس أن يقضي عليه. فهل سيقدر النفط على الصمود؟!
» الأسباب والدوافع وراء ارتفاع أسعار النفط:
- انتعشت أسعار النفط في الأسبوعين الماضيين بشكل قوي، حتى اقتربت الأسعار من مستوياتها ما قبل الوباء. إذ سجلت أسعار النفط أطول سلسلة مكاسب في عامين، بعدما حافظت الأسعار على قوتها خلال تسع جلسات على التوالي. ولكن فشلت في التمسك بها لأكثر من ذلك، وانخفض النفط يومي الخميس والجمعة الماضيين بسبب المخاوف من استمرار ضعف الطلب العالمي. ومع ذلك، عاد النفط للارتفاع مجددًا مع بداية الأسبوع الحالي، ليعود خام غرب تكساس (WTI) إلى مستويات 60 دولار للبرميل يوم الاثنين، واستمر خام برنت في الصعود لفوق 63 دولار للبرميل، بعدما كسروا حاجز 60 دولار للبرميل الأسبوع الماضي لأول مرة منذ يناير 2020.
» إذن، ما هي الدوافع وراء هذا الزخم والارتفاع القوي للنفط؟!
1. انخفاض المخزونات، سواء في الولايات المتحدة أو على مستوى العالم.
- ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) في آخر تحديثاتها، انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 994 ألف برميل إلى 475.7 مليون برميل. من المؤكد أننا لا نعاني نقصًا في معروض النفط في هذه المرحلة، ولكن وجود ضغط على الإمدادات هو أمر جدير بالملاحظة.
- وانخفاض المخزونات يعني انخفاض تراكم النفط وتفادي حدوث تخمة في السوق، مع سحب الإمدادات وزيادة الطلب. إذ انخفضت كمية النفط الخام والمنتجات البترولية المخزنة حول العالم بنحو 5٪ منذ ذروتها في 2020، وفقًا لمحللي بنك مورجان ستانلي (NYSE:MS).
2. خفض الإنتاج من قبل أوبك + ووقف إنتاج ملايين البراميل من النفط يوميًا.
- بجانب تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط التاريخي من قبل منظمة أوبك وحلفائها بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، أهدت السعودية سوق النفط مفاجأة رائعة في بداية 2021، عندما أعلنت طواعية أنها ستخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل إضافية يوميًا في الربع الأول من 2021 أي حتى مارس المقبل، لدعم أسعار النفط للتعافي من تبعات فيروس كورونا.
3. تعافي الطلب، والذي يضغط بشكل طفيف على الإمدادات.
- خلق انتعاش الطلب حالة في السوق المعروفة باسم "Backwardation"، وتعني أن يكون سعر تسليم العقود الآجلة أقل من السعر الحالي أو السعر الفوري للنفط. وهي تحدث عندما يكون هناك نقصًا في المعروض على المدى القريب.
4. انتظار حزمة الإنقاذ الهائلة للاقتصاد الأمريكي بمقدار 1.9 تريليون دولار.
- يحاول الرئيس جو بايدن بكل ما لديه من سلطة دفع الكونجرس إلى تمرير حزمة التحفيز المنتظرة بأقصى سرعة، لمساعدة الاقتصاد والأسر الأمريكية المهددة بخسارة المدفوعات المباشرة. وإقرار التحفيز يعني إسراع التعافي وعودة الاقتصاد والمصانع للعمل وعودة حركة النقل والطيران، أي زيادة الطلب على النفط مما سيدفع أسعاره لأعلى.
5. عمليات التطعيم وتوزيع اللقاحات.
- مناعة القطيع هي الحافز الأكبر لصناديق التحوط التي تدعم رؤية صعود النفط، وفقًا لرويترز. إذ يعتقدوا ومعهم العديد من البنوك، إن الولايات المتحدة - أكبر مستهلك للنفط في العالم - ستصل إلى مناعة القطيع بحلول منتصف العام، والذي سيتزامن مع موسم القيادة الصيفي والسفر والإجازات.
» وأخيرًا، هناك سببان لاعتقاد المحللين وبعض المؤسسات والبنوك بأن النفط سيعود للانخفاض مجددًا عند مستويات 50 دولار للبرميل، كما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، بعد انفجار الفقاعة الحالية:
1.لن يستمر الارتفاع الحالي دون تصحيح، نعم لا نتوقع تصحيحًا وهبوطًا حادًا، ولكن هذه طريقة عمل الأسواق؛ بعض التصحيح بعد موجة ارتفاع ساخنة حتى تهضم الأسواق الأسعار لمنع حدوث تضخم أو فقاعة.
2. سيبدأ المشغلون والحفارات في إنتاج المزيد من النفط في النصف الثاني من 2021، مما سيتسبب في بدء تراكم الإمدادات. وإذ تجاوز إنتاج النفط الطلب، كما حدث في 2020، سيؤدي تباطؤ وتيرة سحب مخزون النفط العالمي إلى كبح الأسعار.