ترك بنك كندا أسعار الفائدة وبرنامج شراء الأصول دون تغيير خلال اجتماع مارس يوم أمس الأربعاء، وهو قرار قد يحد من التكهنات بتخفيض وشيك لحملته التحفيزية.
قد ثبت صانعي السياسة بقيادة المحافظ "تيف ماكليم" سعر الفائدة عند 0.25٪ كما كرروا تعهدهم بعدم زيادة تكاليف الاقتراض قبل إصلاح الأضرار الناجمة عن الوباء بالكامل، وشدد رئيس البنك على أن سوق العمل لا يزال بعيداً عن الانتعاش.
كما أعاد البنك التزامه بشراء سندات حكومية كندية بقيمة لا تقل عن 4 مليارات دولار كندي (3.2 مليار دولار) في الأسبوع كجزء من هذه الجهود، وذلك على الرغم من أنه أشار إلى أنه يمكن أن يحد من مثل هذه المشتريات بمجرد تسارع الانتعاش.
قال صناع السياسة إنه على الرغم من التوقعات الأقوى على المدى القريب لا يزال هناك ركود اقتصادي كبير وقدر كبير من عدم اليقين بشأن تطور الفيروس ومسار النمو الاقتصادي.
توقعات حذرة من بنك كندا!
كانت لهجة البيان أكثر تشاؤماً مما كان متوقعاً حيث توقع الاقتصاديون إيماءة أكبر لخفض مشتريات الأصول.
مع ذلك، هناك تكهنات بأنهم قد يشيرون إلى خطط لتقليص مشتريات الأصول من البنك المركزي في الاجتماع المقبل في أبريل.
فقد سلط المسؤولون الضوء على استمرار الركود في الاقتصاد وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن تطور الفيروس.
قد أبرز البيان حقيقة أن فقدان الوظائف بسبب الوباء تركز بشكل رئيسي بين العمال ذوي الأجور المنخفضة والشباب والنساء
هذا يعزز لنا أن الأمر سيستغرق انتعاشاً شبه كامل في تلك المجموعات الفرعية من العمال لحث بنك كندا على رفع سعر الفائدة
في الوقت نفسه هناك تركيز على الركود في سوق العمل وهو عامل يبدو أنه أصبح مجال اهتمام رئيس محافظ البنك "ماكليم"، وفي خطاب ألقاه الشهر الماضي عرض المحافظ عدداً من التطورات التي ستستلزم بقاء السياسة متكيفة لفترة طويلة.
قال البنك في البيان انه بينما تحسنت الآفاق الاقتصادية ما زال يرى مجلس الإدارة أن التعافي لا يزال يتطلب دعماً استثنائياً للسياسة النقدية.
ولا يزال التخفيض في برنامج التيسير الكمي للبنك المركزي قيد التنفيذ لشهر أبريل، وكما يقول الاقتصاديون خاصة إذا استمرت البيانات في الإشارة إلى انتعاش أقوى من المتوقع هذا العام.
حافظ البنك على توجيهاته غير العادية للمستقبل مدعومة ومكملة ببرنامج التيسير الكمي، والذي يستمر بوتيرته الحالية التي لا تقل عن 4 مليارات دولار كندي في الأسبوع.
فبالرغم من القرار الصادر يوم أمس الأربعاء ما زال الاقتصاديون يتوقعون ايجابية للنمو حيث تشير أحدث التقديرات إلى أن توسع كندا بلغ 5.4٪ في عام 2021 مقابل توقعات البنك المركزي بنسبة 4٪ في يناير.
أضاف البنك المركزي يوم الأربعاء إن الاقتصاد يثبت أنه أكثر مرونة مما كان متوقعاً، وأنه يتوقع الآن أن يكون النمو في الربع الأول إيجابياً مقابل توقعات يناير ببدء الانكماش في العام.
كما أشار التقرير إلى تحسن الطلب الخارجي وارتفاع أسعار السلع مما يزيد من إشراق آفاق الصادرات، وهذا بعد ان كانت عمليات الإغلاق الجديدة في فصل الشتاء أقل إزعاجاً مما كان يُخشى ويتم تطبيق برنامج اللقاح الكندي بشكل أسرع مما كان متوقعاً قبل شهرين.
أيضاً بعد الموافقة وتمرير خطة تحفيز ضخمة بقيمة 1.9 تريليون دولار في الولايات المتحدة على وشك زيادة شحن اقتصاد أكبر شريك تجاري لكندا.
الدولار الكندي يستقر!
انخفض الدولار الكندي بشكل طفيف بعد البيان، ولكن عاد واستقر مقارنة الدولار الأمريكي بالقرب من افضل مستوى في 3 أسابيع قرب 1.26 مقابل الدولار الأمريكي في الأسبوع الثاني من مارس.
كما انخفضت عوائد السندات الحكومية الكندية لأجل خمس سنوات بنحو نقطتين أساس بعد القرار إلى 0.937٪.
يعتبر الدولار الكندي يشهد أفضل أداء له بعد جائحة كورونا التي أدت لتراجعه أمام الدولار الامريكي نحو أقل مستوياته منذ 2016 في مارس 2020، ولكن عاد ليحقق أفضل أداء له مع استقراره قرب أعلى مستوياته فيما يقارب عامين.
حيث حقق أعلى مستوى له بالشهر الماضي مع عودة الصعود السريع، وهي إحدى الصادرات الرئيسية لكندا مما عزز من قيمة العملة.
استقرت أسعار النفط حول 64 دولاراً للبرميل بع تراجعات محدودة ووضحنا هذا في مقالتنا تلك بالأمس " أسعار النفط تتراجع مع اختلاف هجوم النفط السعودي في 2019 والهجوم الأخير!"، وذلك بعد ان حقق النفط الخام أعلى مستوى لها في عامين عند 67.98 دولاراً في بداية الأسبوع.
أيضاً في وقت سابق من الشهر شهدت العملة إيجابية بعد ان حقق الاقتصاد تقدماً سنوياً بنسبة 9.6٪ في الربع الرابع متجاوزاً توقعات السوق البالغة 7.5٪.
أما على الصعيد الفني، مع استقرار الدولار الامريكي مقابل الدولار الكندي على المدى القصير دون مستوى 1.2660 يعزز من فرص التراجع لاختبار مستوى الدعم الأولى عند 1.2580، وباختراقه قد يختبر مستوى الدعم الثاني عند 1.2540.
أيضاً على المدى المتوسط مع استقرار التداولات اليومية دون مستوى 1.2860 يعزز من فرص زوج العملة للهبوط نحو مستوى الدعم 1.2468 قاع 25 فبراير، وبالاستقرار دون هذا المستوى سيكون الهدف الثاني عند مستويات 1.23.
بينما في حالة عودة الزخم لزوج العملة سيكون مستوى المقاومة الأولي على المدى القصير عند 1.2660، وعلى المدى المتوسط ستكون مستوى المقامة الهامة عند 1.2860.
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على تويتر: Abdelhamid_TnT@