تشهد أسعار النفط ارتفاع طفيف خلال الجلسات الصباحية اليوم الأربعاء بما يقارب 0.6% فيما منذ بداية الأسبوع شهدت ضغوط تراجعية لثلاث جلسات على التوالي حتى يوم أمس الثلاثاء، وهذا مع انخفاض كلاً من النفط الخام ونفط برنت ما يقارب 1%.
ذلك وسط المخاوف بشأن الطلب في أوروبا بسبب حملة التطعيم البطيئة، ومع محاولة المستثمرين التقييم إذا كان الانتعاش الاقتصادي مستداماً.
تزال المخاطر على انتعاش الطلب قائمة حيث علقت أكبر دول أوروبا استخدام لقاح شركة "أسترازينيكا (LON:AZN)" مما يتسبب في تأخير آخر لحملة التطعيم في الاتحاد الأوروبي.
على الرغم من وجود مؤشرات على تزايد الطلب في بعض أجزاء العالم إلا أن مناطق أخرى لا سيما أوروبا متخلفة.
حيث ينتظر السوق إشارات على مزيد من التعافي في الاستهلاك، وسيعتمد انتعاش استهلاك الطاقة على مدى قدرة الاقتصادات على الانفتاح مرة أخرى بعد القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا.
التقديرات ما زالت إيجابية في مارس!
بالرغم من انخفاضات هذا الأسبوع إلا ان أسعار النفط الخام ونفط برنت يحافظان على مكاسب تقدر أكثر من 6% هذا الشهر في مارس.
حيث ارتفعت سوق النفط بأكثر من 30٪ حتى الآن هذا العام مع سعى "أوبك" وحلفائها لتمديد قيود الإنتاج والعمل على تعزيز الأسعار، ولكن مازال من غير المتوقع حدوث انتعاش كامل في الطلب العالمي على النفط هذا العام.
قد كان الالتزام الأكبر مع زيادة المملكة العربية السعودية حجم الإنتاج وتخفيض إمداداتها من الخام لتحميل أبريل إلى أربعة مشترين من شمال آسيا على الأقل بنسبة تصل إلى 15٪.
أيضاً مع إشارات على زيادة الطلب على الطاقة منذ بداية العام مع طرح لقاحات كورونا، واخيراً كان مع الهجمات على منشآت النفط في شرق المملكة العربية السعودية هذا الشهر.
بينما من المتوقع أن تشهد الأسعار بعض الضغط المؤقت إذا ما تحقق التوقعات مع ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي، والمرتقب صدورها بوقت لاحق اليوم الأربعاء.
فما إذا أتت على زيادة يعتبر هذا الأسبوع الرابع على التوالي من الزيادات بالمستويات الإيجابية، وتظهر بيانات الحكومة الأمريكية أن مخزونات النفط في الوقت الحالي عند أعلى مستوياتها منذ ديسمبر.
إلا ان المخزونات ستكون مع توقعات بمقدار 2.8 مليون برميل، وهذا يعتبر أقل من التقدير السابق بمقدار 11 مليون برميل.
ضغوط زيادة الإمدادات في السوق!
بالرغم من مخاوف الانتعاش بالمنطقة الأوروبية وزيادة المخزونات الأمريكية كما وضحنا إلا ان نهاية إدارة حقبة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" كانت فرصة لعودة النفط الإيراني للساحة الدولية بعد تجميد بعض عقوبات الإدارة السابقة.
حيث يراقب المتداولون مؤشرات على احتمال وصول المزيد من البراميل الإيرانية إلى السوق وسط جهود الولايات المتحدة مع إدارة الرئيس الجديد "جو بايدن" للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
هذا بعد التحالف القوي لمجموعة "أوبك+" الذي ساعد في رفع الأسعار من مستويات منخفضة غير مسبوقة العام الماضي، وكان تهديداً إضافي للنفط الإيراني.
أدى تدفق النفط الإيراني الذي كان يتدفق إلى الصين في الأسابيع الأخيرة إلى مزاحمة الواردات من الدول الأخرى، ويهدد بتعقيد جهود تحالف "أوبك+" لتشديد الإمدادات في السوق العالمية.
حيث تشتري الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم حالياً ما يقرب من مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات وزيت الوقود الخاضع للعقوبات.
فمن المتوقع ان ترتفع واردات الصين من الخام الإيراني إلى 856 ألف برميل يومياً في مارس، وهي أكبر نسبة خلال عامين تقريباً وبزيادة 129٪ عن الشهر الماضي.
النفط الخام على الصعيد الفني
بعد أن تحققت جميع توقعاتنا للفصل الأول كما وضحنا في متابعتنا منذ ديسمبر الماضي في مقالتنا السابقة للنفط عبر مدونة شركة أوربكس، وما زالت توقعاتنا مع فرص صعود النفط الخام نحو مستويات 71 دولار للبرميل قائمة خلال النصف الأول من هذا العام.
يأتي هذا مع استقرار الأسعار أعلى مستويات 55 دولار للبرميل على المدى الطويل، وعلى المدى المتوسط يجب الحفاظ على مستوى الدعم عند 59 دولار للبرميل كي نشهد من جديد العودة لمستويات علوية جديدة مع بداية الفصل الثاني.
كما نرى ان في حالة استقرار التداولات أعلى مستوى 66 دولار للبرميل يعزز من اختبار مناطق 70 دولار للبرميل.
بينما في علة استقرار التداولات اليومية دون مستوى 63 دولار للبرميل قد يعزز من التراجع لاختبار مستوى الدعم الثاني عند مستوى 61 دولار للبرميل.