أسبوع كامل من المعاناة لليرة التركية بعد الأنباء المفاجئة من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بعزل محافظ البنك المركزي السابق، ناجي إقبال، بعد خمسة أشهر فقط من تعيينه.
وكانت الليرة التركية قد ارتفعت أكثر من 20% بفضل سياسات إقبال الرامية لإعادة الثقة للمستثمر الأجنبي في استقلالية قرارات السياسة النقدية التركية.
ولكن مع رفع معدل الفائدة وصولًا لـ 19%، عزله الرئيس التركي في اليوم التالي مباشرة، وعيّن شهاب كافجي أوغلو، الذي لا يغرد بعيدًا عن السياسات النقدية غير الاعتيادية التي يحبذها الرئيس التركي.
وتحول استراتيجيو البنوك من التفاؤل للتشاؤم بالنسبة لليرة التركية بمجرد عزل محافظ البنك المركزي.
وتعهد المحافظ الجديد، شهاب كافجي، بالإبقاء على الاستقرار السعري، ولكن المحللين يرونه محققًا لآمال الرئيس التركي، وسيشرع في تخفيض سعر الفائدة. وكانت الليرة التركية من بين أكبر المتراجعين في سوق العملات الناشئة.
وعلى الرغم من أنه يصعب تخمين مسار الليرة التركية في الوقت الراهن أو مستوياتها السعرية، إلا أن هناك إجماع بين البنوك الاستثمارية الكبرى من سوسيته جنرال، وكوميرز بنك، ورابو بنك، وهو: انخفاض الليرة التركية بحوالي 20%.
يقول استراتيجي العملات من فرانفكورت، أوليرتش ليوتشمان حول توقعات كوميرز بنك لوصول الليرة التركية لـ 10 ليرة تركية لكل دولار، إن هذه التوقعات "رمزية في الإعراب عن دوامة الضعف التي دخلتها الليرة التركية." "ونرى بأنه من المستحيل تحديد مستوى الانهيار."
وتراجعت الليرة التركية بنسبة 15% ما إن افتتحت الأسواق بعد أنباء عزل محافظ البنك المركزي. ويعزى التراجع لتوقع الأسواق خفض معدل الفائدة في إطار السياسات غير الاعتيادية التي تنتهجها تركيا للسيطرة على ارتفاع التضخم.
وإلى الآن لم يعلن شهاب أوغلو عن خطته. وتعهدت الإدارة الجديدة باستمرار السياسات النقدية الرامية للاستقرار السعري، واستئناف إطار العمل الحالي.
تراجعت الليرة التركية بأكثر من 10% خلال الأسبوع الماضي، لتهبط بأحد وتيرة منذ انهيارها في 2018. وتستمر الليرة التركية بالهبوط خلال يوم الاثنين من الأسبوع الجاري.
فيما تتوقع فينكس كالين، من SocGen’s، إن الليرة مستمرة بالانهيار خلال الشهور المقبلة، بما سيجبر المشرعون على التدخل بسياسات نقدية عنيفة، بعد انهيار ربما يصل لـ 20% أو 40%. وتتوقع انهيارًا بـ 18%، وصولًا لـ 9.7 ليرة تركية لكل دولار بنهاية الربع الثاني المشرف على بدايته.
ويرى البنك الاستثماري العملاق، ويلز فارجو، رؤية مشابهة، بهبوط الليرة التركية لـ 9، مع إيقاف العمل بسياسات التشديد النقدي. ويتوقع محلل البنك، بريندان مكينا بأن هذا يتضمن الكثير من التخمين. ويتوقع البنك إنهاء الليرة التركية العام الجاري عند مستوى 7.50 ليرة تركية لكل دولار.
بينما يرى الاستراتيجي هنيرك جولبيرج، الذي يدرس الليرة التركية منذ 2011 بأنها ستهبط لـ 9.25 ليرة تركية لكل دولار، خلال الشهور الستة المقبلة، وعند هذا المستوى سيكون المركزي مجبر على رفع معدل الفائدة.
أنفقت المؤسسات النقدية التركية 100 مليار دولار من الاحتياطي النقدي خلال العام الماضي لإبقاء الليرة التركية مستقرة، وفق تقارير لجولدمان ساكس. ولكن الاحتياطي النقدي تراجع منذ ذلك الحين، ومع اضطرابات فيروس كورونا وضغطه على الاقتصاد العالمي والمحلي، استمر البنك المركزي مجاهدًا لإعادة بناء الاحتياطي الناضب.
ويرى بأن الليرة ستصل لـ 8.50 ليرة تركية لكل دولار في شهر، بينما ستتراجع بنفس الوتيرة لتصل لـ 9.10 أو 9.20 ليرة تركية لكل دولار.
ويضيف: "كمحللين نواجه درجة عالية من عدم اليقين حيال السياسة النقدية المستقبلية." فالمحافظ الجديد ما زال "غير معروف نسبيًا."