استمر مؤشر الدولار بتحقيق مكاسبه نحو أعلى مستوياته في عشرين أسبوع مع بداية جلسات الأسبوع يوم أمس الاثنين، وكما يستقر بتداولاته اليوم الثلاثاء قرب مستوى 93 أي نحو أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2020.
حيث يزن المستثمرون آفاق الانتعاش الاقتصادي القوي وإطلاق لقاح فيروس كورونا بشكل أسرع في الولايات المتحدة.
أيضاً سيصدر الرئيس "جو بايدن" تفاصيل هذا الأسبوع حول اقتراحه للاستثمارات الفيدرالية في البنية التحتية المادية والمزيد من الرعاية الصحية ورعاية الأطفال ومن المتوقع في وقت لاحق في أبريل.
كان نشاط الشراء الأكثر وضوحاً مقابل سلة من العملات الرئيسية منها الين الياباني، ومقابل اليورو حيث لا يزال اقتصاد منطقة اليورو ضعيفاً وكان طرح اللقاح بطيئاً.
مع تركيز المستثمرين على قوة الانتعاش بمساعدة اللقاحات ومخاطر التضخم، والعلاقات بين الولايات المتحدة والصين هي أيضاً موضع تركيز.
بعد تقرير يفيد بأن واشنطن ليست مستعدة لرفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في المستقبل القريب، ولكنها قد تكون منفتحة على المحادثات التجارية.
أيضاً عاد الذهب لفقدان المكاسب للأسبوع الثاني مع استمرار القوة بمؤشر الدولار الأمريكي، وهذا مع هبوطه لأقل مستوى له في 3 أسابيع قرب مستوى 1705 دولاراً للأونصة يوم أمس الإثنين.
أما على الصعيد الفني، يقترب مؤشر الدولار من مستوى مقاومة هام على المدى القصير عند 93.10، والذي باختراقه والاستقرار بالتداولات اليومية أعلاه قد يستهدف مستوى 93.65.
بينما في حالة لم ينجح بالاستقرار أعلى مستوى 93.10 قد يعود لاختبار متوسط متحرك 200 يوم عند 92.60، وفي حالة التداول ما دون هذا المستوى قد يهبط نحو مستوى الدعم الثاني عند 91.80.
استمرار المكاسب القياسية بالأسهم!
كانت الأسهم الأمريكية متباينة حيث ألقى المستثمرون بثقلهم على التداعيات المحتملة من المبيعات المجمعة الإجبارية في السوق الأوسع.
بدأت وول ستريت في المنطقة الحمراء بعد ارتفاع كبير في الجلسة السابقة، وذلك مع تقيم المستثمرون تعرض البنوك العالمية للخسائر في "Archegos Capital Management".
حيث دفعت الأسهم المالية والطاقة مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للهبوط من مستوى قياسي مع بداية جلسات الأسبوع.
تعرضت مجموعة الأسهم التي كانت مركز عمليات بيع جماعية بقيمة 20 مليار دولار الأسبوع الماضي لضغوط يوم الاثنين مع قلق المستثمرين من احتمال حدوث المزيد من التداعيات من العروض القسرية.
بعد الكشف عن قيام البنوك بما في ذلك مجموعة "جولدمان ساكس (NYSE:GS)" و "مورجان ستانلي (NYSE:MS)" بتصفية ممتلكاتها في "Archegos Capital Management" لعائلة "بيل هوانج" بعد أن فشلت في تلبية طلبات الهامش يوم الجمعة.
لكن عاد المؤشر وعوض جميع خسائره مع نهاية جلسات أمس الإثنين، وشعرت أسواق الائتمان بموجات صغيرة من الانفصال القسري.
حيث كان مؤشر مقايضات التخلف عن السداد الائتماني من الدرجة الاستثمارية، وهو مقياس للخوف الائتماني في الولايات المتحدة هادئاً نسبياً.
هذا على الرغم من أن المتداولين يطالبون بتكلفة أعلى للتحوط من خسائر ديون البنوك التي كانت عالقة في وضع "Archegos".
كذلك هبط مؤشر "ناسداك 100" وعاد ليعوض جميع خسائر مع نهاية جلسات الأمس فتلك التراجعات كانت مع ضغوط عوائد سندات الخزانة المرتفعة، وهذا مع عودة عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات للأعلى.
بينما دخل المستثمرون في الأسهم المرتبطة بالقيمة وسط التفاؤل بشأن إعادة فتح الاقتصاد وتوقعات حدوث انتعاش اقتصادي قوي يغذيه الإنفاق الحكومي الهائل والسياسة النقدية المتساهلة للغاية.
قد رفعت شركة "بوينج (NYSE:BA)" مؤشر "داو جونز" الصناعي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بعد أن أعلنت شركة صناعة الطائرات عن طلب أكبر.
حيث أنهى مؤشر داو جونز الجلسة يوم أمس عند مستويات قياسية جديدة، وهذا بعد إعلان الرئيس "جو بايدن" عن أن 90٪ من البالغين سيكونون مؤهلين للحصول على لقاح كورونا الشهر المقبل مما رفع المعنويات.
أتي هذا الإعلان في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة تكثيف جهود التلقيح، وضاعف "بايدن" هدفه من اللقاحات الأسبوع الماضي بعد أن وصلت الولايات المتحدة إلى هدفه الأولي قبل ستة أسابيع.
وتسير الولايات المتحدة على قدم وساق لإعطاء 3 ملايين جرعة يومياً من لقاح كورونا قريباً، وهذا بعد ان كان عند حوالي 2.5 مليون جرعة في اليوم.
كما قال باحثون من الحكومة الأمريكية إن الأخبار الإيجابية عن اللقاحات تساعد في زيادة الرغبة في المخاطرة.
حيث أظهرت دراسة واقعية من شركة "فايزر" وشركة "موديرنا" أن جرعاتهما منعت بشكل فعال الإصابة بفيروس كورونا.
بينما سيركز المستثمرون على قوة الانتعاش ومخاطر التضخم حيث تكثف الحكومات الإنفاق لتحفيز النمو، وذلك مع ترقب يخطط الرئيس "بايدن" عن برنامج تحفيز إضافي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.