هل يمكنك فعليا التنبؤ بأي شيء إيجابي حول الأسواق خلال تلك الفترة؟ هذا السؤال لا يبدو مناسبا إذا حاولت تحليل ما يحدث بصورة منطقية، لكن السؤال المناسب هو متى تنهار تلك الأسواق
هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى نتائج عكسية، وهو ما يحدث دائما قبل كل انهيار
علي سبيل المثال فإن الدولار الأمريكي يصعد وبقوة بينما يجب أن يهبط كثيرا مع أنباء حول حزمة الرئيس الأمريكي الجديدة، لكن الدولار يصعد بقوة والذهب يهبط بقوة أيضا.. معادلة غير منطقة لكن في نفس الوقت نحن نختبر صعودا أيضا للعملات المشفرة، ربما يمكننا تفسير ذلك إذا اقتنعنا بأن المتداولين قد توقفوا عن الثقة في البنوك المركزية التي يمكنها التحكم في الذهب، وبدلا من ذلك هم يبحثون عن مزيد من الحرية مع العملات المشفرة.. هناك حالة من حالات عدم الثقة في البنوك المركزية حول العالم
حاليا نحن نعلم أنهم قد بدأوا في طباعة الدولار لتمويل حزمة الرئيس الأمريكي السابقة والتي تبدأ بتسليم الشيكات للمواطنين مع بداية شهر إبريل، رغم ذلك الدولار مازال قويا
بعيدا عن الدولار الأمريكي المحير، أوروبا لا تبدو منطقية أيضا حاليا، ارتفاع كبير في الأسهم الأوروبية ومؤشر البورصة الألماني يسجل أرقاما قياسية بالأمس، لكن الغريب أن ذلك يحدث بينما لم ينجح اللقاح في وقف انتشار فايروس كورونا
إذا كان ذلك يبرر هبوط اليورو فإنه بكل تأكيد لا يبرر صعود الأسهم الأوروبية، مرة أخرى نحن أمام معادلة مختلة النتائج
إذا عدنا للولايات المتحدة الأمريكية فسنكون أمام أسئلة أصعب، لم يحدث شيء جيد يتعلق بالتضخم، الرئيس الأمريكي يبدو مصرا على طرح حزمة ثانية ضخمة لدعم الاقتصاد، لكنه سيواجه الكثير من المشاكل تلك المرة.
حزمة التحفيز الجديدة بقيمة 3 تريليون دولار، إضافة إلى برنامج اقتصادي مرتبط بها
باختصار يريد الرئيس الأمريكي طاقة نظيفة خالية من الكربون، وتمويل حزمة التحفيز الجديدة عبر أكبر زيادة ضريبية منذ عام 1993.
يمكننا أن نستنتج أن الجمهوريين سيكونون أول المعارضين، الولايات النفطية ستعارض أيضا، رجال الأعمال والشركات الكبري لن تجعل حياة الرئيس الأمريكي سهلة.
لكن مع ذلك يستمر الدولار في الصعود رغم المخاوف من تراجع النمو الاقتصادي، استمرار الدولار في الصعود سيؤدي إلى نهاية الانتعاش الاقتصادي المحدود حاليا، كذلك سيضغط الدولار القوي على صناديق الاستثمار الرئيسية بقوة
السيناريو الأسوأ يحذر من إمكانية تعثر البنوك وتعرض أسهمها للهبوط، وفنيا يمكننا أن نلاحظ بداية لتراجع الزخم الشرائي لأسهم البنوك مما يشير إلى أن الزخم في أسهم البنوك قد تحول إلى الاتجاه الهبوطي
إذا استمر الدولار الأمريكي في الصعود فسينهي ذلك فرص سوق الأسهم لجني مزيد من الأرباح، بل قد يعرض أسواق الأسهم لخسائر كارثية
الأسوأ أن يتوقف الصعود الحالي للدولار الأمريكي وسط حالة من الفزع التي يمكن أن تربك الجميع وتدخل العالم مجددا في أزمة اقتصادية قد لا تكون متشابهة مع أزمة 2008 لكن أسوء من ذلك بكثير حيث ستشمل القطاعات المتضررة والعرضة للإفلاس صناديق مالية كبرى وبنوك عريقة
ستكون تلك الأزمة في صالح العملات المشفرة بشكل واضح مع احتفاظ النظام المالي التقليدي بقدرته على التحكم في تداولات الذهب ( كمثال لتأكيد ذلك الذهب ما زال مرتبطا بعوائد السندات والتي وصلت اليوم مرة أخرى بارتفاعها إلى مستويات 1.77 % وما يعني المزيد من الضغط على الذهب ) لذلك فإن الهروب المنتظر في تلك الحالة إلى العملات المشفرة قد يمنحها ما تحتاجه للوصول إلى المستويات التي تحدثنا من قبل حيث يمكن أن تصعد بيتكوين أعلى 100 ألف دولار ، بينما سيكون على إيثيريوم الصعود أعلى 5000 دولار ولايتكوين قد تصل بسهولة إلى 500 دولار
إذا عدنا إلى الأسواق اليوم فيمكننا أن نحدد مناطق بيع وشراء مناسبة لبعض أزواج العملات والسلع
اليورو دولار يمكن الشراء من 1.162-1.165
الإسترليني دولار منطقة 1.367 هي المنطقة الأهم، من تلك المنطقة إما يعود باتجاه 1.4 أو يستكمل السقوط باتجاه 1.357
الذهب يتداول سلبيا مع تذبذب بين 1700 -1677، أدني 1677 سيتجه إلى أقوي دعم حاليا عند 1550 قبل أن يبدأ موجة سقوط حر باتجاه 1250
الدولار مقابل الكندي نتوقع صعود هادئ وبطيء للعودة لمستويات 1.3
النفط سيواجه الكثير من الصعوبات للعودة للتداول الإيجابي بينما ستكون طلبات البيع المعلقة حول 61 -60.5 في محاولة للضغط عليه للوصول إلى مستويات 45 مرة أخرى
الدولار ين سيواجه صعوبات حول مستويات 111 إذا لم ينجح في الصعود أعلى تلك المنطقة سيكون عليه العودة أدني 109