أبقي الربع الأول من عام 2021 المستثمرين على قدم وساق من كثرة التغييرات التي حدثت فيه. وكانت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات هي اللاعب الأبرز، ومعها الدولار بالطبع.
فلنلقي نظرة على أهم التحركات التي حدثت في الأسواق في الربع الأول من 2021!
» أولًا: الدولار الأمريكي يسيطر على الربع الأول من 2021!
1. سجل مؤشر الدولار الأمريكي أكبر مكاسب ربع سنوية له منذ يونيو 2018، مرتفعًا 3.56٪ في الربع الأول من 2021.
2. وارتفع المؤشر من 90.9 في بداية مارس إلى 93.43 بحلول نهايته، وهو أعلى مستوى له خلال خمسة أشهر.
3. ويرجع الفضل في قوة الدولار، والذي يخالف العديد من توقعات 2021، إلى:
1) ارتفاع عائدات السندات، 2) الأداء الإيجابي للاقتصاد الأمريكي الذي يقود التعافي العالمي من الجائحة، 3) وتيرة عمليات التطعيم المثيرة للإعجاب، 4) عودة الاقتصاد إلى التوظيف بقوة مع تحسن الأوضاع.
4. وتحولت العملة الأمريكية من ملاذ آمن في وقت اضطراب السوق في مارس 2020 إلى رهان على التفوق الاقتصادي للولايات المتحدة.
5. لذلك تحملت الملاذات التقليدية في عالم العملات - الين الياباني والفرنك السويسري - وطأة البيع مقابل الدولار، وعانى كل منهما أسوأ ربع لهما منذ سنوات.
6. وتظهر أهمية الانتعاش من الوباء عبر باقي العملات. إذ تعتمد توقعات الجنيه الإسترليني حاليًا على حملة اللقاح في المملكة المتحدة، لا على قضايا البريكست.
7. بينما يعاني الاتحاد الأوروبي من تبعات فيروس كورونا وبطء عمليات توزيع اللقاحات، مما وضع اليورو في أسوأ ربع له منذ 2015.
» ثانيًا، جنون عائدات السندات:
1. عائدات سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات تتألق في الربع الأول من 2021 لتغلق عند مستويات 1.75%، مرتفعة بمقدار 83 نقطة - ثالث أكبر زيادة ربع سنوية في العقد الماضي. ولكنه أسوأ أداء منذ 2016 عندما فاز ترامب بالانتخابات الأمريكية.
2. قفزت العائدات 15 نقطة في يناير و34 نقطة في فبراير و34 نقطة أخري في مارس.
3. ويتوقع المستثمرون استمرار صعود العائدات، إذ يرى بنك (Goldman Sachs) أن عائدات السندات ستقفز إلى 1.9% بحلول نهاية 2021.
4. والمحرك وراء هذه التوقعات المتفائلة هو ارتفاعها للأسباب الصحيحة. وهي تحسن النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم بشكل صحي وعودة شهية المخاطر للمستثمرين والإنفاق للمستهلكين.
5. ويرى بعض المحللين أن ارتفاع العائدات لن يعرقل ارتفاعات مؤشر (S&P 500) القياسية الجديدة، لأن العائدات ترتفع من مستويات منخفضة للغاية.
6. بينما يتوقع 43% من المستثمرين في أحدث استطلاع رأي لـ (Bank of America) أن وصول عائدات السندات لأجل 10 سنوات إلى 2% قد يؤدي إلى عمليات بيع ضخمة في الأسهم.
ثالثًا، الذهب مخنوق، والدولار صاحب اليد العليا:
1. بعد أسوأ بداية منذ 40 عامًا، خسر الذهب 200 دولار من قيمته منذ بداية 2021.
2. أصيب الذهب بخيبة أمل وضياع بريقه مع لمعان عائدات السندات وقوة الدولار.
3. ومع نهاية الربع الأول من 2021، انخفض المعدن الثمين أكثر من 10٪، وهو أول انخفاض ربع سنوي منذ 2018.
4. ولم يتمكن الذهب من الحفاظ على مستوى الدعم الرئيسي عند 1700 دولار، وأنهى شهر مارس دون 1677 دولار. ولكنه عاد فوق 1729 دولار مع بداية إبريل.
5. وتراجع الذهب بنسبة 19٪ عن أعلى مستوى له في أغسطس الماضي وهو أعلى 2000 دولار، وعاد إلى ما كان عليه في فبراير 2020 قبل أن يضرب الوباء العالم.
6. وسيظل مصير الذهب في الربع الثاني من 2021، مرتبطًا بأقوى لاعب في السوق وهو الدولار. وسيأخذ إشاراته من عائدات السندات، بمعنى إذا ارتفعت العوائد، انخفض الذهب والعكس صحيح.
» رابعَا، ازدهار البيتكوين:
1. تعيش العملات المشفرة عامًا رائعًا حتى الآن. إذ تضاعفت قيمة البيتكوين منذ بداية 2021، وسجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 61،700 دولار.
2. قفزت البيتكوين بنسبة 104٪ منذ بداية العام، في ثاني أفضل أداء ربع سنوي منذ يونيو 2019.
3. ولم ترى البيتكوين إلا الشموع الخضراء في الأشهر الثلاث الأولى من 2021، لتحقق أفضل ربع أول سنوي منذ ثماني سنوات في 2013.
4. وازداد الزخم حول العملة المشفرة الأولى عالميًا مع تزايد قبولها من المؤسسات والبنوك مثل، تسلا (NASDAQ:TSLA) وفيزا و(PayPal) الذين يقبلون الدفع بالبيتكوين الآن.
5. وتجمع البيتكوين الآن قوتها لتحلق إلى مستويات قياسية جديدة في إبريل والربع الثاني من 2021، فإذا كسرت العملة المشفرة الأولى حاجز 61 ألف دولار، سيفتح هذا الباب للوصول إلى مستويات 70,000 دولار، وما بعدها.