من بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، لم يرتفع مؤشر الدولار الأمريكي أكثر من 102 نقطة وكان ذلك في 2016، ماذا يحدث الآن؟ يتداول متراجعاً اليوم -0.20% عند 89.84 نقطة!
على ايقاع الأرقام الاقتصادية الأمريكية يتحرك مؤشر الدولار الأمريكي مع سياسة نقدية متكيفة، كلما كانت الأرقام قويةً كلما ارتفع أكثر (الجمعة مثلاً ارتفع بعد أرقام مؤشر مديري المشتريات للخدمات لكنه تخلى عن مكاسبه وتراجع اليوم -0.20%). مع بداية 2016، كانت أسعار الفائدة الأمريكية قد بدأت بالارتفاع من 0.25% (كما هي الآن) ووصلت في 2019 الى 2.5%، اذاً أسعار فائدة أعلى ستقود الى دولار أمريكي أقوى، لكن متى سيرفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة؟ مسألة وقت، الاتجاه القادم للفائدة هي لرفعها وليس تخفيضها وهذا وحده كفيل نفسياً بإبقاء الدولار الأمريكي متماسكاً دون تراجع قاسي حسب اعتقادنا (عمليات تصحيح وجني أرباح عادية)
السؤال الثاني: كيف كان التضخم؟ يوضح المؤشر أن التضخم ارتفع متوافقاً مع ارتفاع أسعار الفائدة في 2016 ليصل قريباً من 3% في 2017 , قبل أن يتراجع الى ما دون 2% منذ 2019 ويصل 0% تقريباً مع بداية الجائحة العالمية في 2020 ثم يقفز بقوة إلى أكثر من 4% الشهر الفائت، ماهي الرسالة اذاً؟ الرسالة أن التضخم سيجبر الفيدرالي على رفع الفائدة وسيقود الدولار الأمريكي إلى مستوى أعلى، شاء الفيدرالي أو رفض، السوق له إيقاعه الخاص حسب اعتقادنا، والدولار $ القوي المضبوط نسبياً لن يكون سيئاً بالمطلق لأمريكا كما أن الطلب العالمي على الدولار الأمريكي سيكون قوياً بسبب تحسن عوائده، المشكلة الوحيدة أن اقتصاد الدول الناشئة وديونها مقومة بالدولار الأمريكي وارتفاع الفائدة سيكو كارثياً عليها وهذا قد يقود الاقتصاد العالمي إلى ركود لاحقاً (ليس قبل تسعة أشهر مثلاً).
كل هذا يقودنا الى نتيجة أن شراء الدولار الأمريكي بعمليات تدريجية (عقود آجلة أو خيارات) سيكون هدفاً لنا في الأسابيع القادمة ضمن انكشاف مدروس، لكن مع ذلك لا نتوقع ارتفاعات سريعة.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية.
مجموعات الواتساب المخصصة والحصرية لعملائنا المشتركين معنا فقط في خدمة التوصيات.
Twitter: @mazenas1
Twitter: @Swissquote_ar